البث المباشر

تفسير موجز للآيات 51 الى 54 من سورة الأحزاب

الإثنين 13 إبريل 2020 - 08:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 769

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين . السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله وبركاته .. يسرنا أن نصحبكم عبر حلقة أخرى من نهج الحياة لنواصل التدبر في الايات 51 حتى 54 من سورة الأحزاب المباركة . دعونا في البداية لنستمع إلى تلاوة الاية 51 من سورة الاحزاب المباركة:

 تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴿٥١﴾

بعد وفات السيدة خديجة الكبرى تزوج النبي محمد (ص) الذي كان قد بلغ من العمر أكثر من 53 عاما ، تزوج بعض النساء و قد كان بعض هذه الزواجات استجابة لطلب مختلف القبائل لتحظى بالانتساب للنبي الأكرم و أما البعض الآخر كان حرصا لرعاية اليتامى والأرامل . ما يجدر ذكره أن زوجات النبي كلهن من الأرامل إلا واحدة و لم يرزق منهن أولادا. فبما أن هذه الزواجات لم يكن بطلب النبي فقد منح الله تعالى صلاحية تقسيم الأوقات بصورة عادلة ليقضي ساعات مع كل واحدة منهن بحيث لا يجحف بحقهن . و لا شك أنّ قائداً ربّانياً عظيماً كالنّبي (ص) خاصّة وأنّه ابتلي بسيل من الحوادث الصعبة المرّة، وكانوا يحوكون له الدسائس والمؤامرات داخلياً وخارجياً، لا يقدر أن يشغل فكره بحياته الخاصّة كثيراً، بل يجب أن يكون له هدوء نسبي في حياته الداخلية ليقوى على التفرّغ لحلّ المشاكل الكبيرة التي أحاطت به من كلّ جانب.

ترشدنا الاية إلى تعاليم منها:

  •  إن القيام بالواجبات الإجتماعية والقيادة الدينية يجب أن لا يحول دون الفرد وواجباته الأسرية .
  •  من جانب آخر فإن الزوجة التي يحمل زوجها مسؤوليات اجتماعية كبيرة ينبغي عليها أن تدرك الموقف وصعوبته .
  •  إن من واجبات الرجل في البيت هو توفير الأجواء الآمنة والمطمئنة داخل الأسرة لتعيش الزوجة والأولاد بعيدة عن المشاحنات والاضطرابات .

والان نستمع إلى تلاوة الاية 52 من سورة الاحزاب:

لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ﴿٥٢﴾

لقد بيّن الله سبحانه في هذه الآية حكماً آخر من الأحكام المتعلّقة بزوجات النّبي، فقال عزّوجلّ: (لا يحلّ لك النساء من بعد ولا أن تبدّل بهنّ من أزواج ولو أعجبك حسنهنّ إلاّ ما ملكت يمينك) فالآية منعت الرّسول من الزواج الجديد الا مع الاماء والجواري أو طلاق زوجاته (وكان الله على كلّ شيء رقيباً). و تذكر المصادر التاريخية أن رسول الله لم يطلق أيا من زوجاته الأرامل ليتزوج من غيرهن .

الاية المباركة تعلمنا بعض الدروس:

  •  إن من أوضح الدلائل على صدق النبي الاكرم(ص) وحقيقته هو أن القران يضع له حدودا . فلو أن القران كان من تأليف النبي فلا مبرر لوجود آيات تقيد عمل النبي (ص) .
  •  لقد نهى الله تعالى مبادرة الفرد إلى طلاق زوجته أو عدم الاهتمام بها لغرض الزواج من المرأة التي اعجب بها الفرد .

 

والان اليكم تلاوة الايتين 53و 54 من سورة الاحزاب:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّـهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمًا ﴿٥٣﴾

 إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٥٤﴾

تتحدث الاية المباركة حول بعض الاداب الاجتماعية للضيافة وهي تخاطب المؤمنين بأنه لا ينبغي لكم دخول بيوت النّبي إلاّ إذا دعيتم إلى طعام واُذِن لكم بالدخول بشرط أن تدخلوا في الوقت المقرّر، لا أن تأتوا قبل ذلك بفترة وتجلسون في إنتظار وقت الغذاء .

الامر الاخر هو آن كثيرا من الناس إذا احتاجوا شيئاً من لوازم الحياة ووسائلها فإنّهم يستعيرونها من جيرانهم مؤقتاً، ولم يكن بيت النّبي مستثنى من هذه العادة ، بل كانوا يأتون إليه سواء كان الوقت مناسباً أم غير مناسب، ويستعيرون من نساء النّبي شيئاً، ومن الواضح أن تكون نساء النّبي عرضة لأنظار الناس - وإن كن يرتدين الحجاب الإسلامي - لم يكن بالأمر الحسن، ولذلك صدر الأمر إلى الناس أن يأخذوا الأشياء من خلف حجاب أو من خلف الباب.

 

 

الي هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامج نهج الحياة نتمنى لكم حياة طيبة في ظل تعاليم القران الكريم. السلام عليكم ورحمة الله .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة