البث المباشر

تفسير موجز للآيات 14 الى 19 من سورة الروم

الأحد 12 إبريل 2020 - 11:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 732

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين وصل وسلم على نبي الرحمة وآله الأطهرين.

إخوة الإيمان سلام من الله عليكم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة وتفسير آي أخر من سورة الروم المباركة.

 

مستمعينا الأفاضل إخوة وأخوات نستهل الحلقة بتفسير الآيات من الرابعة عشرة الى السادسة عشرة نصغي لها خاشعين:

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾

 فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴿١٥﴾

وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿١٦﴾ 

 

بالنسبة لقوله تعالى "ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون" فإن ضمير "هم" المستتر في "يتفرقون" عائد إلى أهل الجنة وأهل النار، بمعنى أنهم كانوا في الحيوة الدنيا يلتقون في الأندية والأسواق والمعاهد والمعابد وغيرها، أما يوم القيامة فلا إجتماع بينهم ولا لقاء بعد الحساب ونيل الجزاء.

وقوله سبحانه " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴿١٥﴾وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿١٦﴾"

يعني أن الله يخرج الخلائق من الأجداث غداً أي يوم الحساب ويجمعهم لما يريد من مسألستهم ثم يجعلهم فريقين؛ أهل الشر وأهل الخير، فينعم على هذا الفريق بمقام كريم وجنة نعيم، وينتقم من الفريق ذاك ينزل من حميم وتصلية جحيم.

وقوله "يحبرون" في الآية بمعنى ينعمون يسرون أو يكرمون ويلذذون بالسماع كما قيل.

أفهمتنا الآيات:

  • القيامة يوم يتفرق فيه المؤمنون أصحاب اليمين والمشركون أصحاب الشمال، كما يتفرق الأخيار والأشرار تفرقاً لا يجتمعون بعده أي بعد الحساب ونيل الجزاء على ما كانوا يفعلون في الحيوة الدنيا.
  • العمل الخير قيم يثاب ويجزى عليه إذا كان ذا أصول ودوافع سماوية ومستمداً في الإيمان بالخالق سبحانه.
  • تترد التكذيب بآيات الله واليوم الآخر، الكفر والعناد.
  • مصير الإنسان في الآخرة، رهينة عمله وما كسبت يداه في الحيوة الدنيا.

 

والآن مع الآيتين السابعة عشرة والثامنة عشرة من سورة الروم المباركة نصغي معاً:

فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ 

وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾

قوله تعالى: تظهرون؛ بمعنى تدخلون في وقت الظهر تماماً مثل تمسون وتصبحون "فسبحان الله" مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف تقديره سبحوا، فبعد أن ذكر سبحانه أهل الجنة وأهل النار أمر عباده بتنزيهه وتمجيده في الأصباح والأمساء والأظهار من أوقات النهار، وفي الليل أيضاً، فإنه تعالى هو المحمود في السماء والأرض ويروى أن النبي سليمان بن داوود عليهما السلام مر برجل فقال: لقد أوتي ابن داوود ملكاً عظيماً، فقال له سليمان: إن تسبيحة واحدة يقبلها الله خير مما أوتي آل داوود.

وفي نهج البلاغة: جعل الله الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله ودليلاً على آلائه وعظمته.

من المفسرين من يرى أن في الآيتين إشارة لأوقات الصلوات الواجبة في الليل والنهار.

نبهتنا الآيتان إلى:

  • ضرورة حمد الله وتسبيحه، في كل ظروف الزمان والمكان وإن كان ذكر الله في بعض الأزمنة أعظم أجراً.
  • تسبيح الله وتنزيه سبحانه عن كل عيب ونقص ودنس تمهيد للشكر والثناء والحمد له وحده ما يحتم تقديم التسبيح والثناء للخالق جل وعلا.

 

أما الآن فنستمع للآية التاسعة عشرة من سورة الروم المباركة:

 يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ ﴿١٩﴾ 

المادة كما يقول الماديون هي التي تنشئ الحيوة والأسماع والأفئدة ولو صح هذا لكانت كل مادة تبصر وتسمع وتعقل لأن خصائص الشيء ملازمة له حيث كان ويكون، وبالنظر الى الحيوة في بعض الكائنات دون بعض أدركنا أن هناك قوة وراء المادة تهب الحياة لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء "وكذلك تخرجون" كما أخرج الله النبات الحي من الأرض الميتة يخرج الإنسان حياً من قبره، وكما أحياه ولم يكن شيئاً مذكوراً يحييه تارة أخرى بعد أن يصبح تراباً وعظاماً، فأين مكان الغرابة؟

ما تعلمنا من الآية:

  • لا يساور الإنسان إذا كان عاقلاً ومنصفاً أي شك في اعتقاده بيوم القيامة، فقد عرض الله قدرته في إماتة الكائنات وإحيائها في الحيوة الدنيا وكما تقول الآية "ويحي الأرض بعد موتها" بالنبات بعد جدوبها "وكذلك تخرجون" أي كما أحيا الأرض بالنبات كذلك يحييكم بالبعث وتخرجون من قبوركم أحياء.
  • في نظام العالم هذا، تشاهد دورة الكائنات بين الموت والحيوة وهذه الدورة قائمة الى قيام الساعة.

 

إلى هنا مستمعينا الأفاضل نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحيوة. وعلى أمل اللقاء بكم في حلقة جديدة نستودعكم الله والسلام عليكم .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة