البث المباشر

تفسير موجز للآيات 137 حتى 142 من سورة آل عمران المباركة

الإثنين 27 يناير 2020 - 10:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 99

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي البشير النذير سيدنا محمد وعلي اله الطيبين الطاهرين، حضرات المستمعين السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الذي نعيش عبر دقائقه المعدودات في اجواء روحانية ملكوتية هي اجواء القرآن الكريم خير الكلام

 

يقول تعالي في الايتين السابعة والثلاثين والثامنة والثلاثين بعد المئة من سورة آل عمران:

 قد خلت من قبلكم سنن، فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين 

هذا بيان للناس وهديً وموعظة للمتقين ان من اساليب القرآن الكريم لهداية البشرية واعدادها الأعداد الرباني المطلوب لفت انظارهم الي تاريخ الامم الماضية أن في التاريخ الانساني دروس وعبر كثيرة ومن هنا يدعو القرآن الي تقصي احوال الماضيين لكي نقتفي السليم من اساليب حياتهم فلا تتكرر التجارب المرة التي مرت عليهم. ونستفيد من هذا الكلام الالهي:

اولاً:السفر والتجوال في اماكن الاثار الباقية من الحضارات القديمة امر يؤكد عليه الاسلام بشرط ان يكون هذا السفر مقروناً بالتأمل والتفكر والاعتبار.

ثانياً: ان اسباب العزة أو الذلة هي واحدة علي مدي التاريخ وان التعرف علي هذه الاسباب امر ضروري في حياة الانسان.

ثالثاً:ان القرآن الكريم هذا الكتاب السماوي الخالد قد نزل الهداية البشرية جمعاء. لكن انما تتنور بانواره الساطعة قلوب المؤمنين الأتقياء ومن الناس من اتخذ هذا القرآن مهجوراً.

 

ويقول تعالي في الآية التاسعة والثلاثين بعد المئة من سورة آل عمران الكريمة:

 ولاتهنوا ولاتحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين 

بعد ان انكسر جيش المسلمين في معركة احد ثاني غزوات النبي (ص) خيمت سحابة من اليأس علي قلوب المسلمين. وجاءت هذه الآية المباركة لتعيد الأمل في النفوس. ولعل في هذا الكلام الألهي اشارة الي احدي سنن الحياة وهي ان الايمان بالله تعالي هو العامل الأساس في عزة الأمة ورفعتها . وان اطاعة الله ورسوله مدعاة للتسامي والعلو وعلي العكس من ذلك فأن عصيان اوامر الله ورسوله سبب في الذلة والانكسار كما حدث ذلك في احد.

 

ويقول تعالي في الايتين 140و 141 من سورة آل عمران:

ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين 

في هاتين الأيتين اشارة الي سنة اخري من السنن الألهية. وهي ان حياة الأنسان لاتكون علي وتيرة واحدة وان الله يداول الأيام بين الناس وان الأيام كما يقول امير المؤمنين (ع) يوم لك ويوم عليك. وفي كل هذا اختبار الهي ليميز الله تعالي المؤمن عن المنافق والذي نتعلمه هنا:

اولا: ان الاختبار والامتحان هو من السنن الألهية علي مدي التاريخ.

ثانياً: انتصار الكفار أحيانا ليس لأن الله تعالي يحبهم ، بل هو من لوازم او لنقل من ضروريات الأمتحان الألهي والابتلاء الرباني.

ثالثاً: الحرب ميزان يوزن الناس والمومن الصالح لايهزم ابداً . ذلك انه اذا ما استشهد في الحرب لم يكن ذلك انكساراً له بل هو سبيل لفلاحه وكماله.

 

ويقول تعالي في الأية الثانية والأربعين بعد المئة من سورة آل عمران:

ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 

تؤكد هذه الآية الشريفة علي ان من لوازم الايمان  الحضور في ميادين الجهاد من اجل الدفاع عن الدين وكيان المسلمين. ولاينبغي ان يتصور الأنسان ان الايمان والصلاة والصيام بمفردها كافية للفوز بجنات النعيم . بل لابد الي جانب هذا من الجهاد في سبيل الله . وهذا الجهاد يفرز المومن الحقيقي عن غيره. اذ من الممكن ان نري كثيراً من الناس بالسنتهم مومنين وقلوبهم من الأيمان خواء واذا محصوا بالبلاء قل الديانون كما يقول الأمام الحسين بن علي عليهما السلام ونتعلم هنا:

اولاً: ضرورة الأبتعاد عن الأمال والتطلعات غير المنطقية اذ فيها غرور وفي العمل ركود وتهاون.

ثانياً: ان السبيل الي الجنة يتجسد في العمل لله.

ثالثاً: ميدان الجهاد ليس جبهات الحرب فقط فالمؤمن الحقيقي في جهاد علي الدوام. فأن قضي جهاده الأصغر في سوح الوغي هبت نفسه تجاهد الشيطان وتجاهد هواها وهو الجهاد الاكبر

 

نسأل الله سبحانه وتعالي ان ينأي بأنفسنا عن الغرور والهوي وان يمن علي المسلمين بالعزة والرفعة في ظل القرآن. فهذا امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه يقول في وصيته الخالدة وفيها كنوز المعاني

 الله الله في القرآن فلا يسبقكم الي العمل به غيركم

حضرات المستمعين الأفاضل ها نحن نودعكم علي أمل اللقاء الجديد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة