البث المباشر

تفسير موجز للآيات 126 حتى 131 من سورة آل عمران

الإثنين 27 يناير 2020 - 09:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 97

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم النبيين سيدنا محمد وعلي آله الطاهرين، اهلاً بكم/ مستمعينا الأكارم/ في لقاء قرآني جديد، حيث نستمع بعد فاصل قصيرالي تلاوة الآيتين 126و127 من سورة آل عمران، ثم تفسيرموجزلهما.

 

وما جعله الله الا بشري لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصرالا من عند الله العزيزالحكيم ليقطع طرفاً من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين

كما ذكرنا في الحلقة الماضية من هذا البرنامج فأن نزول الملائكة في جبهات الحرب لنصرة المسلمين كان من الأمدادات الألهية والغيبية. فالملائكة لا يختص نزولها علي الأنبياء (ع) للوحي.

بل قد تنزل علي المؤمنين لتطمئن بهم قلوبهم وتبعث فيها الأمل. ونري في المقابل ان الشيطان الرجيم يحاول ما امكنه اطفاء هذه الشعلة الوهاجة في القلوب ليزعزع ايمان الناس وهم في حربهم ضد الكفروالباطل.

والذي نتعلمه هنا :

اولاً: ان ما يثيراليأس في القلوب هو وساوس الشيطان لأنه للأنسان عدو مبين.

ثانياً: انه تعالي قادرعلي نصرة المسلمين في اي وقت، بيد انه تعالي يعمل وفقاً للحكمة الربانية وان علي المسلمين ان لا يضعفوا امام الأعداء فيصيبهم النكوص والخذلان لا قدرالله.

 

ويقول تعالي في الآيتين 128و 129 من سورة آل عمران المباركة:

 ليس لك من الأمرشيء او يتوب عليهم او يعذبهم فأنهم ظالمون ولله ما في السموات وما في الأرض، يغفرلمن يشاء والله غفوررحيم

يستفاد من هاتين الآيتين الكريمتين ان العفو والغفران هما من مختصات الذات الألهية المقدسة فهو تعالي الذي يغفر ويصفح وبيده كل شيء وحتي شفاعة الأنبياء (ع) والأولياء انما تكون نافذة باذنه جلت قدرته. وانه سبحانه وتعالي لا يظلم احداً فهو الغفورالرحيم، انما الناس هم الذين يظلمون، حيث يقول تعالي وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون- صدق الله العلي العظيم.

 

ويقول تعالي في الآيتين الثلاثين والحادية والثلاثين بعد المئة من سورة آل عمران المباركة:

 يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا اضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النارالتي اعدت للكافرين.

ان الشيء الملفت للنظران الاسلام الكريم وعندما يتناول موضوع الحرب والجهاد لا يغفل عن قضايا اقتصادية واموراجتماعية ذات مساس بحياة الناس كبير. فآيات من القرآن الكريم وفيما كانت تتحدث عن معركة اُحد عطفت الأنظار الي موضوع اقتصادي هو الربا الذي يعد في حد ذاته احد كبريات المشاكل التي تعاني منها المجتمعات البشرية.

ان المدرسة الأقتصادية الأسلامية تحرم الربا ولا تجيزه اي ان الربا حسب الشرع الأسلامي المقدس حرام وضعاً وتكليفاً، وقد مرت علينا في سابق حلقات هذا البرنامج آيات في حرمة الربا تعرضنا لتفسيرها علي نحو الأختصارجرياً علي اسلوب البرنامج.

والربا كما يتضح من هاتين الآيتين لا يتفق مع الأيمان وليس للمؤمن ان يأكل الربا او يدخل في معاملات ربوية وان الله تعالي ومن بعد ان ينهي عن الربا يدعوالي التقوي ويبين تعالي كذلك ان الفلاح في الأبتعاد عن الربا. اي ان سعادة الدنيا والآخرة في النأي عن هذه المعاملة الباطلة.

أن الربا يزيد من ثروة المرابين ويزيد في ذات الوقت من فقر وفاقة الذين يدفعون الربا، اذن فهو في المجموع ضار ببنية الأقتصاد ومن هنا جاء التشريع بتحريمه حيث لا ضرر ولا ضرارفي الأسلام.

 

ونستفيد مما تقدم دروس منها:

اولاً: التقوي ليست في الأمورالعبادية فقط أنما هي مطلوبة كذلك في شؤون الحياة المالية والأقتصادية.

ثانياً: أن اسس الأقتصاد السليم تقام علي الأيمان والتقوي واتباع اوامرالله تعالي ونواهيه.

ثالثاً: ان الربا نوع من الكفروعدم الشكرللمنعم الكريم تبارك وتعالي والمسلم المرابي انما هو كافرلا دين له وعذابه جهنم وبئس المصير.

رابعاً: الربا محرم سواء كان في القروض اوالمعاملات.

نسأل الله تبارك وتعالي ان يجعلنا علي المحجة البيضاء وان يوفقنا جميعاً لمرضاته كي نكون في افياء رضوانه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم حضرات المستمعين الأفاضل ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة