البث المباشر

تفسير موجز للآيات 121 حتى 125 من سورة آل عمران

الإثنين 27 يناير 2020 - 09:42 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 96

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطاهرين. اهلاً بكم مستمعينا الأفاضل في حلقةً أخري من هذا البرنامج القرآني. كونوا معنا بعد هذا الفاصل.

 

يقول تعالي في الآية 121 من سورة آل عمران المباركة:

 واذ غدوت من اهلك تبويء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم

في هذه الآية اشارة الي معرك احد ثاني معارك المسلمين ضد المشركين في السنة الثانية من الهجرة النبوية كانت قد وقعت غزوة بدرالتي كان النصر فيها للمسلمين، حيث تكبد المشركون في تلك الغزوة خسائركبيرة ما بين القتلي والأسري وكان آن قررابوسفيان بن حرب من بعد ذلك الأنتقام من المسلمين فجهزجيشاً ضخماً وساربه نحو المدينة ولما وصل خبرذلك الي النبي (ص) المدينة ولما وصل خبرذلك الي النبي (ص) عقد اجتماعاً طارئاً للتداول في الأمرفقال الكبار في السن له في الأجتماع نبقي في المدينة ونتخذ من بيوتنا متاريساً امام المشركين. اما الشباب فأشاروا علي النبي (ص) بالخروج من المدينة وقتال المشركين.

وامرالنبي (ص) بالتصويت في ذلك الأجتماع وصولاً الي الرأي النهائي فجاءت أكثرية الآراء لصالح الأقتراح الثاني اي الخروج للحرب ووافق (ص) علي ذلك رغم ان رأيه كان من رأي كبارالسن واطلع النبي (ص) الناس علي مجريات هذا الحدث الجديد في خطبتي صلاة الجمعة، ثم توجه من بعد ذلك في الف من المقاتلين الي ساحة الحرب بالقرب من جبل احد. وفي الطريق تراجع البعض ممن كانوا قد عارضوا هذا الرأي، فلم يبقي مع رسول الله (ص) الا 700 شخص. والتقي الجيشان علي حافات جبل احد وبدأت الحرب بتكبيرالمسلمين وتعالي اصوات الدفوف من معسكرالمشركين.

ومضت الحرب لصالح المسلمين حيث انكسرالكفارولاذوا بالفرار، وانشغل المسلمون من بعد ذلك بجمع الغنائم ظناً منهم ان الحرب قد انتهت لكن المشركين كانوا قد التفوا حولهم من وراء الجبل. وقتلوا وجرحوا عدداً من المسلمين وفرمن المسلمين من فر حتي اشيع بأن الرسول (ص) قد قتل الأمرالذي ثبط من عزائم المسلمين في تلك الحرب التي كان النصرفي بدايتها لهم ثم للمشركين فصارت عبرة لهم اي للمسلمين.

ويقول تعالي في الآيتين 122 و123 من سورة آل عمران:

 اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وعلي الله فليتوكل المؤمنون ولقد نصركم الله ببدروانتم اذلة فأتقوا الله لعلكم تشكرون

ان بعضاً من قبيلتي الأوس والخزرج قد قرروا العودة الي المدينة لما خرج الجيش منها لحرب احد وذلك لأنهم اشاروا علي النبي (ص) بالمكوث في المدينة كما مر. بيد انهم وبعد ان سمعوا حديث النبي عدلوا عن قرارهم هذا وتذّكرهاتان الآيتان المسلمين بان الله تعالي معهم وهو ناصرهم ومن هنا لا ينبغي لهم ان يضعفوا بل علي العكس من ذلك يشدوا من عزائهمهم ويتوكلوا علي الله ونتعلم من هذا الكلام الألهي الشريف ما يلي:

اولاً: ان الله تعالي ينصرالمؤمنين ويحفظهم امام مكائد الأعداء.

ثانياً: الخوف من الحرب يؤدي الي الهزيمة

ثالثاً: ان شكرالله تعالي هودليل التقوي والصلاح

 

ويقول تعالي في الايتين 124و125 من سورة آل عمران المباركة اذ تقول للمؤمنين:

الم يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلي ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من نوركم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين

تعرض هاتان الآيتان النصروالأمداد الألهي وتشيرالي اسناد الملائكة المسلمين ضد المشركين في جبهات الحرب.

اننا وكما امنا بالقرآن كتاب الله تعالي لابد ان نؤمن بوجود الملائكة الذين يأمرهم الله تعالي بالعديد من الأعمال منها ابلاغ الوحي الألهي كما هو الحال بالنسبة للأمين جبرائيل ومنها اسناد ودعم المسلمين كما لاحظنا ذلك وحدثنا به التاريخ الأسلامي الزاهر.

 

نسأل الله تعالي ان يمن علي المسلمين بنصره اينما كانوا وان يرفع كلمة الاسلام في كل مكان فهي العليا وكلمة الكفر هي السفلي والسلام عليكم مستمعينا الأكارم وبرحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة