البث المباشر

تفسير موجز للأيات 100 حتى 104 من سورة آل عمران

الإثنين 27 يناير 2020 - 07:55 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 92

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير خلقه سيدنا محمد واله الطاهرين.

اسعدالله اوقاتكم بالخير مستمعينا الأكارم نبدأ هذه الحلقة بالأستماع الي الآيتين 100 و 101 من سورة آل عمران المباركة.

 

 يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين/ وكيف تكفرون وانتم تتلي عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم

يحدثنا التاريخ ان الرسول الأكرم (ص) وبعد ان قدم الي المدينة المنورة وارسي فيها دعائم الحكومة الأسلامية شاع الصلح والسلام بين القبائل التي كانت في يثرب مختلفة. فبعد نزاع وخلاف دام لسنين عاشت قبيلتا الأوس والخزرج التألف والأخاء والمودة في ظل القيادة الربانية الحكيمة التي تمثلت في الرسول الخاتم (ص).

لكن بعضاً من زعماء اليهود لم يرق لهم ذلك ورأوا فيه ضرراً عليهم فقرروا التأمر ضد المسلمين والدولة الأسلامية الفقية، ومن هنا قرروا اشعال نار الفتنة في المدينة وانتدبوا احد المسلمين كي يوقد لتلك الفتنة نارها . وكادت الحرب ان تقع بين المسلمين من جراء ذلك.

فنزلت هاتان الآيتان وحذرتا المسلمين من مؤامرات الأعداء وحثتهم علي ضرورة حفظ الوحدة تحت لواء الأسلام وفي ظل راية رسول الله (ص).

ونستقي من هذا الكلام الألهي الدروس التالية:

اولاً: الأعداء يسعون لاضعاف المسلمين وايمانهم بكتاب الله ورسوله. اذن علينا الحذر منهم.

ثانياً: ان لا يغتر احدنا بايمانه، فقد يتبدل الأيمان بالكفر / لاقدر الله/ في عاقبة الأمر إذا لم يحفظه الإنسان.

ثالثاً: لصون الأمة من الأنحراف لابد من تواجد القيادة الربانية الي جانب الشريعة السماوية.

رابعاً: ان هدف الأنسان المسلم انما يتحقق اذا سار علي الصراط المستقيم لا ينحرف عنه ذات اليمين وذات الشمال.

 

ويقول تعالي في الآيتين الثانية والثالثة بعدالمئة من سورة آل عمران المباركة:

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون/ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً وكنتم علي شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 

المؤمنون الصالحون يتدرجون في مراتب الكمال في مدرسة الأنبياء (ع) ومن مراتب الكمال هذه العلم و الأيمان والتقوي، وقد ندبت الآية 102 من آل عمران التي تليت علي مسامعكم الي هذا المعني الجليل.

وفي الآية التي تليها كما هو واضح دعوة للوحدة في ظلال وارفة هي ظلال الدين الحنيف:

ولنا ان نتعلم من هذا النص الكريم:

اولاً: حسن العاقبة والموت علي الأيمان مرهون بالتقوي.

ثانياً: لا استقامة في وحدة تقوم علي اساس العرق اواللون او اللغة.

ثالثاً: تذكر نعم الله هو السبيل لنيل رضي الله لكن اغفال ذكر الله فيه زوال النعم والألطاف الألهية.

 

ويقول تعالي في الآية الرابعة بعد المئة من سورة آل عمران المباركة.

 ولتكن منكم امة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و اولئك هم المفلحون

يشبه البعض المجتمع البشري بالسفينة التي اذا ما ثقب احد من ركابها مكاناً فيها آل امرها الي الغرق وعليه فأن علي كل ابناء المجتمع ان يتأزروا كي تمخر سفينتهم عباب بحر المشاكل بسلام. ويأتي الدين الأسلامي هنا ليؤكد علي فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. ويحث الأسلام علي حالة من الأنسجام في اداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقد وضع الشرع الأسلامي المقدس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطاً عدة منها ان يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عالماً بالمعروف و المنكر وان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب تبدأ بالقلب ثم اللسان ثم اليد.

واذا ما اتضحت سبل المعروف في المجتمع فأن سبل المنكر ستكون معلومة وستكون مسدودة نسأل الله تعالي ان يجعلنا من الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر، وان يوفقنا للعمل الصالح الذي فيه رضاه جلت عظمته.

 

حضرات المستمعين الأفاضل، هكذا انتهت هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، حتي لقاء قرآني جديد نترككم في رعاية الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة