البث المباشر

تفسير موجز للأيات 14 حتى 17 من سورة آل عمران

الأحد 26 يناير 2020 - 11:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 76

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الهادي البشير سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم مستمعينا الكرام، هذا لقاء آخر قرآني جديد فيه تسمعون تفسيرا موجزا لآيات أخرى من سورة آل عمران بصوت القارئ الأستاذ برهيزكار؛ كونوا معنا بعد هذا الفاصل.

 

يقول تعالى في الآية الرابعة عشرة من سورة آل عمران الشريفة:

زين للناس حب الشهوات...............حسن مآب.

لقد خلق الله تبارك وتعالى الانسان في هذه الدنيا ومن أجل استمرار حياة البشرية، أودع في الإنسان غريزة التناسل التي تشبع في صورتها الصحيحة بواسطة الزواج، وجعل الله تعالى للأنسان في هذه الدنيا، رغم انقضائها، المتعة المادية من الأموال والمساكن والذهب والفضة والحيوانات والنباتات، فكل هذه وغيرها من نعم الله سبحانه وتعالى علينا، بيد أن كل هذه العطايا فانيات وهي مع عمر الانسان والدنيا منتهيات. فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام؛ إذاً ما جدوى التعلق بالأمور الفانية، علينا أن لا نغتر بهذه الدنيا وبهارجها وأن نجعلها قنطرة نسير بواسطتها الى الآخرة، والآخرة خير وأبقى، وتعلمنا هذه الآية المباركة، عزيزي المستمع، أولا: الرغبة الطبيعية في الماديات موجودة عند كل إنسان، لكن الخطر يكمن في عبودية الانسان للماديات والشهوات. ثانيا: التلذذ بلذائذ الدنيا أمر مشروع بيد أنه لا ينبغي للإنسان أن يبيع آخرته بدنياه فتلك حقا تجارة بائرة.

ويقول تعالى في الآية الخامسة عشرة من سورة آل عمران:

قل ءأنبئكم بخير من ذلكم......................بالعباد.

عزيزي المستمع، تشير هذه الآية الكريمة الى بعض النعم الإلهية في الآخرة وفي جنة الخلد، وللإنسان أن يقارن بين لذات الدنيا ونعيم الآخرة، فالملذات الدنيوية، مهما كانت، سبيله الفناء؛ أما نعيم الآخرة فهو باق وسرمدي، وتعلمنا هذه الآية:

أولا: إن التقوى، طريق الوصول الى جنات النعيم.

ثانيا: لذائذ الجنة ليست مادية فحسب، بل لابد من كسب رضا الخالق العظيم، فليس بعد هذا لذة.

 

مستمعينا الكرام، من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تستمعون الى برنامج نهج الحياة.

يقول تعالى في الآيتين السادسة عشرة والسابعة عشرة من سورة آل عمران:

الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا.................بالأسحار.

نعم عزيزي المستمع، بينت الآية السابقة أن أهل الجنة هم المتقون ويأتي هذا النص القرآني الكريم ليذكر الخصائص الفكرية والأخلاقية والسلوكية للمتقين، ويأتي في البداية حديث عن توبة المتقين وإنابتهم، إنهم على الدوام هكذا.

وثمة نقطة مهمة ينبغي أن ننوه إليها هنا وهي أن التقوى لا تعني التطهر من الإثم والمعصية بل تعني إتقاء الإثم والمعصية، ومن الممكن أن يرتكب الإنسان التقي، الإثم، غير أن ما يميز عن سائر الآثمين شيئا؛ الأول أن الإثم لا يصبح عادة المتقي، ثانيا: المتقي وبعد الإثم يسلك سبيل التوبة من أجل أن يطهر نفسه بها ويفوز برضا الله تعالى وذلك هو الفوز العظيم.

ومن صفات المتقين، كما هو صريح هذا النص أولا الصبر، ثانيا الصدق، ثالثا القنوت والدعاء، رابعا الإنفاق وخامسا الإستغفار.

المتقون يطيعون الله ويتواضعون أمام قدرته العظيمة، كما ويبتغون رضاه بالإنفاق على الفقراء والمعوزين والمحرومين؛ لقد جسد أئمة الهدى في حياتهم المباركة المعنى الأسمى للتقوى والفلاح، فقد ساروا على النهج الإلهي الوضاء وأصبحوا نموذجا أعلى للإنسانية على أن التقوى لا تعني الإنزواء، بل هي مدعات لإحياء فضائل الأخلاق في النفس والإبتعاد عن المعاصي والآثام.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل من قلوبنا حب الدنيا وزخرفها وأن يملأ قلوبنا بحبه وأن يبعدنا عن مهاوي الإثم والعدوان ويأخذ بأيدينا الى قمم الصلاح، إنه خير مسؤول ومعين والحمد لله رب العالمين.

مستمعينا الأفاضل، من إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، قدمنا لحضراتكم حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة، دمتم سالمين وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة