البث المباشر

العشرين من شهر رمضان

الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 - 08:41 بتوقيت طهران
العشرين من شهر رمضان

إذاعة طهران- وقايع رمضانية: الحلقة 3

في اليوم العشرين من شهر رمضان وقعت عدة حوادث في التاريخ، منها في نهار هذا اليوم ومنها في مساءه اي في ليلة اليوم الحادي والعشرين، فما وقع منها نهاراً هي حادثة فتح مكة عام 8 للهجرة.
وفي هذه الواقعة كانت عدة امور: الامر الاول صعود امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام على كتفي النبي صلى الله عليه وآله وتحطيمه الاصنام.
والامر الثاني اعلان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله العفو العام عن قريش بقوله اذهبوا فأنتم الطلقاء، والامر الثالث نزول سورة النصر وقوله تعالى: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ،...».
في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك، دخل رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ظافراً منتصرا فاتحاً مكة، ودخل الى المسجد الحرام ليطهره من الاصنام والاوثان التي كان عددها 360 صنما، وكان بيده قضيب فجعل يشير الى كل صنم يمرّ عليه، ويتلو قوله تعالى: «قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» فيسقط الصنم، ثم امر علياً ان يصعد على كتفيه ليعلو سطح الكعبة ويرمي بباقي الاصنام الموجودة هناكن فوضع علي رجليه على كتفي الرسول صلى الله عليهما وآلهما، وفي ذلك قال الشافعي امام المذهب قوله المشهور:

ماذا اقولُ لمن حُطّت له قدمٌ

في موضع وَضَعَ الرحمنُ يُمناه

ثم امر الرسول صلى الله عليه وآله بلالاً ان يأتي له بمفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وفتح الرسول باب الكعبة وصلى فيها ركعتين وخرج واخذ بعضادتي باب الكعبة والمفتاح بيده فخطب الناس، فقال: (لا اله الا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده...) وكانت قريش قد اصطفت وهي خائفة على مصيرها وما الذي سيفعله النبي صلى الله عليه وآله بها، فقال لهم: يا معشر قريش، ويا أهل مكة، ما ترون أني فاعل بكم؟
فقالوا: أخٌ كريم، وابن اخٍ كريم، وقد قدَرْتَ، فدَمِعَت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وضجّ اهل مكة بالبكاءن حينها قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم: (أقول لكم كما قال أخي يوسف: لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ،...).
ثم قال صلى الله عليه وآله: ألا بئس جيران النبي كنتم، لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم، ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني، فاذهبوا فأنتم الطلقاء، فخرج القوم كأنما انتشروا من القبور. وكان من بينهم ابو سفيان وبنو امية الذين ردّوا الاحسان بقتل ذرية رسول الله تحت كل حجر ومدر.
اما ما وقع في مساء اليوم العشرين من الشهر المبارك اي ليلة الحادي والعشرين فهي عدة وقائع:
الواقعة الاولى: وفاة نبي الله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام.
والثانية: وفاة يوشع بن نون عليه السلام وصي النبي موسى عليه السلام.
والثالثة: رفع الله تعالى نبيه وروحه عيسى بن مريم المسيح عليه السلام الى السماء وكان عمره 33 سنة.
والرابعة: نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
والواقعة الخامسة: التي وقعت مساء اليوم العشرين اي ليلة الحادي والعشرين وبعد انقضاء ثلث الليل عرجت روح مولانا الامام امير المؤمنين ابي الحسن علي بن ابي طالب الى بارئها وخالقها سنة 40 هجرية. حيث كان عليه السلام يكثر قبل شهادته من قول: (اللهم بارك لنا في لقائك). قال الصدوق والمفيد وغيرهما رضي الله عنهم لما توفي امير المؤمنين عليه السلام قام الامام الحسن عليه السلام فخطب خطبة بليغة ناخذ منها موضع الحاجة، قال عليه السلام:
لقد قُبِضَ في هذه الليلة رجل لم يسبقه الاولون بعمل، ولا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يوجهه برأيته، فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه. ولقد توفي عليه السلام في الليلة التي عُرِجَ فيها بعيسى بن مريم عليه السلام، والتي قُبِضَ فيها يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، وما خلف صفراء ولا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطاءه اراد ان يبتاع بها خادماً لأهله. ثم خنقته العبرة فبكى وأبكى الناس معه.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة