البث المباشر

مديحة حسنية للأديب المبدع محمد عبدالرضا الحرزي

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 13:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 822

بسم الله والحمد لله النور الذي خلق النور من النور، وأزكى صلواته على نبيه المحبور وآله مصابيح الهدى ومناهل الجود والعطا.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أطيب تحية من الله مباركة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأفاضل، الله تبارك وتعالى كرّم بني آدم كما صرحت بذلك الآيات الكريمة، ومن مظاهر تكريمه للإنسان ما تجلى في كرم أوليائه الصادقين وإحسانهم لخلقه، فهما كرم وإحسان بعيدان كل البعد عن جميل أشكال الإذلال والإمتهان والمن وغير ذلك، لأنهم – عليهم السلام – أولياء الله والله قد كرم خلقه.. ولذلك فإن كرم أوليائه الصادقين يجعل عطاياهم وسيلة لنقل السائل الى أفق أسمى الى جانب حفظ كرامته.. وهذا من مصاديق الحسن والجمال المعنوي في سيرتهم – عليهم السلام -؛ هذه الحقيقة هي بيت القصيد وجوهر الأبيات التي اخترناها لهذا اللقاء من مديحة حسنية عصماء نشرها موقع شعراء أهل البيت – عليهم السلام – للأديب المبدع والجزل الأخ محمد عبدالرضا الحرزي من الكويت القصيدة طويلة نختار منها طائفة من أبيتها بما يتسع له وقت البرنامج، تابعونا على بركة الله..
بعد مقدمة وجدانية مفعمة بمشاعر الولاء، يشرع أخونا الأديب الكويتي الحرزي حفظه الله بمدح كريم أهل البيت – عليهم السلام – مولانا الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – فيقول:

عُجْ بالبَقيعِ وذاكِرني الغَرامَ بهِ

و نَزِّهِ الحُسنَ فيهِ و أنثر الغَزَلا

و جاذِبِ المَجْدَ أطرافَ السَّخاءِ وَصِل

بَينَ النَّبي و بَينَ اللهِ ما وُصِلا

و قِفْ على قَبرِ أزكى الخَلْقِ فيه و قُلْ

اللهُ لو لَم تَنَمْ عيناكَ ما سُئِلا

يا بُؤبُؤَ الجودِ بل يا عَظمَ راحَتِهِ

و آفة الفقرِ بل يا حُمَّةَ البُخَلا

يا مَن على "الكافِ" سارَ الوافِدونَ لَهُ

فَفَرَّقَ "النونَ" في أعناقِهمْ حُلَلا

 

يا مَنْ إذا جادَ لم تُعْقِبْ عَطِيَّتُهُ

في وَجهِ سائِلِهِ ذُلاً و لا فَشَلا

و مَنْ يَكُ العَرشُ شيئاً في جَوانِحِهِ

غَدَت لِضيفانِهِ أهلُ السَّما خَوَلا

أنت الذي مُقلَةُ الزَّهراءِ مَنزِلُهُ

و مَن على قَلبِ طه أنتَ مَن نَزَلا

و أنت ظِلُّ تعالى في العوالمِ بل

أنتَ الذي المَثَلُ الأعلى به مَثُلا

 

وأينَ يوسُفَ و اللاتي شُغِفْنَ بِهِ

مِمَّنْ إذا لَحَظَ الكَلبَ العَقورَ حلا

حُسْنٌ يُجَنُ بِهِ عَقلُ الرَّزينِ هَوىً

و رَوعَةٌ تَذَرُ المَعتوهَ كالنُّبَلا

و أَعيَنٌ لو رَآهُ الصِّلُّ مُبتَسِماً

لأرْسَلَ السُّمَّ مِن أشداقِهِ عَسَلا

تَخالُهُ يَوْمَ تَدعوهُ لِمُعضِلَةٍ

عافٍ رأى فيكَ ما يُنجيهِ فابتَهَلا

عقلُ الحياةِ و زَيْنُ الكائِناتِ فمٌ

قامَ الوُجودُ على ألفاظِهِ جُمَلا

 

رَيْحانَةُ المُصطَفى بَلْ رَوْحُ بَهجَتِهِ و

المَهمَهُ الوَعرُ يَومَ الطَّعنِ إن حَملا

أخو الحُسَينِ و يا لِلفَخرِ أيُّ أخٍ

مِثلُ الحُسَينِ إذا دَلوُ الإباء دَلا

يُنمى إلى شَيبَةِ الحَمدِ الذي وَقَفَتْ

بِهِ البَسالةُ لا حَولاً و لا حِوَلا

عليٌّ اللَّيثُ مَولاهُ و والِدُهُ

فَحَسبُ ذا وَلَداً و حَسبُ ذاكَ وِلا

 

أبا المَعالي و لا عُذرٌ لَدَيَّ لِمَن

عاداكُمُ غَيرَ أصلٍ فيه قد سَفُلا

و مِثْلُكَ الشَّمسُ لا تَخفى على أحدٍ

و هَل دُعي أبرَصُ الساقينِ مُحتَجِلا

وما الضُّحى والدُّجى إلا النَّجائبُ في

إفشَاءِ فَضْلِكَ مَا بَيْنَ الوَرَى رُحِلا

عِدلُ الفتى مَن مِنَ الفِتيانِ يَعدِلُهُ

و أنتَ عِدلُكَ وَحيُ اللهِ إن عُدِلا

فلا كَقَبرِكَ نُحتُ الرَّسْمَ مُنحَنِياً

و لا كَدَمعي عَلَيهِ النَّجمَ حينَ تلا

و لا كَمَرآكَ نَعشاً يا ابنَ فاطِمَةٍ

السُّمُّ و النَّبلُ في أرجائهِ اقتتلا

واهٍ عَلَيهِ أعانَ اللهُ حامِلَهُ

مِنْ كُلِّ عَمرِو بُكاً أو نادِباتِ عُلا

 

يا حامِلَ النَّعشِ لَبِّث قَبلَ تَدفُنُه

لَرُبَّما عادَ للأيتامِ إن سُئلا

أما درى بل درى واللهِ قاتِلُهُ

بأنَّهُ أثكلَ الأديانَ و المِلَلا

و مَنْ يَكُنْ جودُهُ جودَ ابنِ فاطِمَةٍ

يُميتُ كلَّ الوَرى هَماً إذا ارتَحَلا

أهواك يا ابنَ عَلِيٍّ و الهَوى نَسَبٌ

بَينَ الذَّواتِ و إن لم تَنطَبِقْ مَثَلا

الشَّوكُ في الزَّهرِ لا يُزري بِرَونَقِهِ

و أقدَرُ النّاس لولا العَفوُ ما اكْتَمَلا

و أنتَ مَن سَدَّ فاهَ الدَّهرِ نائِلُهُ

حتى ظَنَنتُكَ مِنْ فَرطِ السخاءِ بِلا

 

شَوقي إلَيكِ سرى بي تَحْتَ بارِقةٍ

لَم ألقَ للعَقلِ فيها غَيرَ ما جُدِلا

وسَفَّهَ الوجدُ في عَيني سِواكَ فَلمْ

أجِدْ لِغَيرِكَ مِقداراً و إن بَجُلا

وخاض بي العَجزُ مَعناك العَريضَ كما

عن فَهمِكَ اليَأْسُ في أوهاميَ انتقلا

و وَصلُ روحِكَ روحي شَفَّ جارِحَتي

وَصْلُ العُقولِ على غَيرِ العُقولِ قِلا

و إنَّني مَن رَأَى فيكَ العَنى تَرَفاً

الحُبُّ لولا رَمادُ البَيْنِ ما اكتَحَلا

جَدَّت أُمَيَّةُ في إِقْصَايَ عَنكَ فما

أَقْصَتْ سِوى اللِّينَ عَني فيكَ و الهَزَلا


وبهذا نصل أيها الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لأبيات مختارة من قصيدة بليغة في مدح الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – أنشأها الأديب الكويتي المعاصر الأخ محمد عبدالرضا الحرزي وفقه الله لكل خير.
لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات
في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة