البث المباشر

ربيع الجود الإلهي والكرم المحمدي

السبت 21 ديسمبر 2019 - 09:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 702

بسم الله وله خالص الحمد والثناء أكرم الأكرمين وأجود الأجودين تبارك وتعالى رب العالمين، وأزكى صلواته المباركات على ينابيع بركاته للعالمين نبيه المبعوث رحمة للخلائق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، تحية الأمن والإيمان مفعمة بالرحمة من الله والبركات نهديها لكم أيها الأطائب، في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نعطر قلوبنا فيه بترانيم مديحة أخرى من مدائح الأنوار.. إنها قصيدة في مدح (ربيع الجود الإلهي والكرم المحمدي) مولانا الإمام محمد التقي الجواد – صلوات الله عليه – هذه القصيدة هي من إنشاء العالم الأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي، وفيها تظهر آثار تخصصه كعالم ديني مطلع على النصوص الشرعية ودلالاتها بشأن مقامات أهل البيت النبوي عليهم السلام.
ومن أبرز ما نقرأه في هذه المديحة تصويرها لجامعية الشخصية الإلهية التي تجلت في تاسع أئمة العترة المحمدية التقي الجواد فهو – عليه السلام – يجمع بين أقصى الجود ومنتهى العلم والحكمة وغاية الشجاعة وذروة التقى وبالتالي أعلى مراتب تعظيم الخالق جل جلاله وخدمة المخلوق، وهذه سمة أولياء الله الصادقين صلوات الله عليهم أجمعين.
مستمعينا الأطائب، يبدأ العالم الأديب الشيخ أحمد الدر مديحته بمقدمة وجدانية رقيقة تستلهم قيم الخير والتزود بها من مولانا التقي الجواد – عليه السلام – فيقول حفظه الله.

أعرني من سنا عينيك لمحا

يداوي من صروف الدهر جرحا

يسكن خافقا بالشوق مضنى

به زند النوى يشتد قدحا

علي أفض من التوفيق رشحا

وهبني من سما الإلهام نفحا

إذا ألهمتني فالشعر وحي

وإلا ارتد منه الحسن قبحا

أبا الهادي إليك القلب يهفو

كهفو الطير رفرفة وجنحا

عظيم أنت وصفك جل معنى

منيع يكبح الألباب كبحا

به الشعراء قد ثملوا ولما

يذوقوا من دنان الوصف قدحا

جواد صاغ جودك كل جود

ولولا أنت معنى الجود يمحى

وفي للإله وفيت عهداً

ومن ذا مثلكم وفى وضحى

أبي أنت لم تركن لظلم

رفضت الظلم تصريحاً ولمحا

ويا دمثا بك الأخلاق لاذت

لتحبى من ندا شفتيك رشحا

بجيم الجود جدت فجل إسم

دعاك به إله الخلق مدحا

ومن واو الوفاء شققت درباً

لمن كدحوا إلى الرحمن كدحا

ومن ألف الإباء رسمت نهجا

غدا لفريق رفض الظلم منحى

ومن دال الدماثة شدت ركنا

بدا لمحاسن الأخلاق صرحا

تقي قانع زاك جواد

ينوء بها بليغ القول شرحا

تظافرت الرواية عنك لما

أتيت بمجلس المأمون فتحا

أجبت على مسائلهم فعادت

وجوه القوم باسرة وكلحا

لقد كاد الهدى يرتد ليلا

وعلمك سيدي أبقاه صبحا

مدحتك يابن سلطان البرايا

وجئت اليوم أتلو المدح صدحا

على باب الرضا أنشدت مدحي

وعيني تسفح العبرات سفحا

أبا حسن فأجزل بالعطايا

ولا أرجو بغير القرب ربحا

أبقت وعدت معتذراً حييا

فصفحا يابن خير الخلق صفحا

وحاشا أن ترد رجاء راج

عليك بأمك الزهرا ألحا


وبهذا ننهي مستمعينا الأكارم حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناها لقصيدة في مدح تاسع أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – مولانا الإمام محمد التقي الجواد – صلوات الله عليه – وقد قرأناها لكم من ديوان (مرآة الشعور) لسماحة العالم الفاضل والأديب الولائي الشيح أحمد الدر العاملي - حفظه الله - .
وختاماً لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم سالمين في كل خير ورحمة وبركة... في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة