البث المباشر

آيات الطفوف

السبت 21 ديسمبر 2019 - 09:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 697

بسم الله والحمد له خالصاً إذ أنار قلوبنا بمودة مشارق توحيده المبين سراجه المنير والبشير النذير الحبيب محمد وآله أهل آية التطهير صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أكدت كثير من النصوص الشريفة على أن البكاء على الحسين هو من مصاديق نصرته – صلوات الله عليه – ومن مصاديق الإستجابة لندائه الخالد: ألا من ناصر ينصرني.
فهذا البكاء المقدس ينمي – فيما ينمي – قيم التوحيد الخالص والحب الإلهي والعبودية الحقة والكرامة الإنسانية، لأن هذه القيم التوحيدية المقدسة تجلت بأسمى صورها في واقعة الطف الخالدة.
هذه الحقيقة الشرعية يسعى لإستجلائها بلغة وجدانية مؤثرة الأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري؛ وهو ينشأ في مدح الحسين – عليه السلام – قصيدته الأربعينية: (آيات الطفوف).
إخترناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تابعونا على بركة الله:
قال أديبنا الحائري حفظه الله:

وحنت لتربته أضلعي

مزار قناديله أدمعي

دموع حباها الولاء الضياء

بقبسة إشعاعه الألمع

لتوقد من زيت زيتونة

تضيء بشوق إلى المنبع

فتحمل صرخة داعي الإله

ليتلو نداه على مسمعي

(ألا من مغيث) يغيث الهدى

ويسمو على خذله الخنع

يذب عن الحرم الزاكيات

ويزهد في سكرة الهجع

ألا من نصير لثأر السماء

ومن ناصر بالأسى المجزع

ألا من معين يعين البتول

على حزنها المنحل الموجع

فيذرف دمع الولا والوفا

ليسعدها بالشجى المفجع

سمعت نداه فصاح الفؤاد

تبارك صوتك من مسمع

وسرت بجذوره عشق سرى

إلى الفجر والشمس في المصرع

فأبكي لنصرة (آه) الصريع

لألقاه في الأفق الأرفع

بجسم غزته سهام الجفاء

ولم تبق للثغر من موضع

فقبلت نحراً فراه الشرور

بحقد تمادى ولم يقنع

وكفاً نداها غنى العالمين

أتسلب بالقطع للإصبع؟

ورأساً على الرمح يتلو الكتاب

بغير الشماتة لم يقطع

أقبل عيناً تنير الوجود

بأنوار رحمتها اللمع

وغرة مجد تبث الحياة

أترجم بالحجر المقذع؟

أقبل منه الجبين الذي

تعفر لله في المصرع

وخداً تريباً غدى حاسراً

من الجلد يسلخ بالمبضع

وشيباً علاه خضاب الدماء

مزيج بها حمرة الأدمع

وثغراً تشقق من ضربة

أتته على ظمأ مدقع

ويأتيه نكث العتل الزنيم

يبارزه بالخنا المقرع

وقد كان قبلة ثغر الرسول

وكعبة فاطم والأنزع

بـ (لبيك) صحت حبيبي الحسين

فداء لآهك يا مفزعي

فداء لجسمك جالت عليه

خيول الوضيعة والأوضع

فداء لرأسك تاج الإباء

على هامة العز لم يهطع

فداء لوجهك سالت عليه

دماء من الغرة الأنصع

لتحمي كرائم ثقل الرسول

بجسم سليب بلا ملفع

فداء لصدرك كيف افتدى

هداك بتهميشة الأضلع

فداء لصدرك تجري عليه

دماء من الشيب والرضع

فداء لصفوتك السابقين

إليك ليفدوك كالأذرع

فداء لسبي بركب الإباء

تلظى متوناً ولم يخضع

فداء لتوحيد من عينها

ترينا سنا الأجمل الأروع

تباركت كهفاً سفين النجاة

تباركت للعز من مفزع

لأنت الحياة تميت الممات

وتحي قلوب الملا الأرفع

فداء لقبرك يشفي ثراه

بدمع يسيح على المضجع

مزار هواه يبث الحياة

بروح يهب من المصرع

مزار الملائك والعاشقين

يطوفون بالسيد الأورع

فداء لتربته أضلعي

مزار قناديله أدمعي


كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة (آيات الطفوف) من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ (حميد عبد الحسين الحائري) وقد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار).
تقبلوا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الشكر على طيب المتابعة ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة