البث المباشر

أهل البيت عطاء مستمر في شعر الخليلي والنجفي وعبد الغفار الموصلي

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 12:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 384

بسم الله وله عظيم الحمد والشكر والثناء مبدأ كل نور ومنتهاه ومصدر كل خير ومأواه وأزكى صلواته الزاكيات على غوثه للمستغيثين وأبواب رحمته للمسترحمين حبيبه المصطفى وآله الطاهرين …السلام عليكم مستمعينا الأكارم.. وصفت النصوص الشريفة أعداء محمد وآله – عليه وعليهم السلام – بأنهم أعداء الله عزوجل وأمرت بلعنهم لما ارتكبوه من ظلم فظيع لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – وحقيقة الأمر أن ظلم الحبيب المصطفى وآله الأخيار هو ظلم للبشرية جمعاء لأن الله عزوجل جعلهم مجاري رحمته وعطائه الى الخلائق أجمعين وهم خلفاؤه في أرضه الساعون لخير وصلاح عباده. هذه الحقيقة تتجلى بكثرة في مدائح الانوار التي أنشأها شعراء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامية، وقد إخترنا لكم في هذا اللقاء بعض نماذجها لشاعرين أحدهما من كبار علماء الأمامية والثاني هو من أهل المذهب الحنفي، فالأول هو الفقيه الورع آية الله الشيخ محمد بن حسين الخليلي من أعلام حوزة النجف الأشرف ومجتهديها مؤلف كتاب (غريب القرآن) وعدة من الرسائل الفقهية والمتوفى سنة ۱۳٥٥ للهجرة المباركة.
والثاني هو الشاعر المبدع الأستاذ عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الموصلي البغدادي الملقب بالاخرس المتوفى سنة ۱۲۹۰ للهجرة المحمدية.
في قصيدة قصيرة ومؤثرة يشير آية الله الشيخ الخليلي الى حرص العترة المحمدية الطاهرة على حفظ نبراس الهداية الى الله عزوجل وتضحيتهم بدمائهم من أجل ذلك فيقول -رضوان الله عليه -:

سادة أضحوا مصابيح الدجى

يهتدي فيها الذي بالغي تاهى

وولاة الأمر في الخلق ومن

فرض الله على الخلق ولاها

غدرت فيهم بنوحرب وهم

أقرب الناس إلى المختار طه

اخرجتهم عن مباني عزهم

وبيوت طهر الله فناها

بالفيافي شتت شملهم

وعليهم ضيقت رحب فضاها

انزلوهم كربلا حتى إذا

نزلوها منعوهم عذب ماها

بينهم والماء حالت ظلمة

من جموع عدها لايتناهى

موقف أحيت به للمصطفى

شرعة من بعد ما البغي محاها

تاجرت رب السما في أنفس

برضى الله مُذِ الله اشتراها

رضيت فيما رضى الله لها

حيث قد كان رضى الله رضاها


ومن قصيدة ثانية لهذا العالم الفقيه نختار هذه الأبيات التي يخاطب فيها إمام العصر – عليه السلام - بصفته الحصن الذي أمر الله عزوجل عباده باللجوء إليه للفوز بالغوث والعون الإلهي، وفي هذه الأبيات يتوسل الفقيه الورع آية الله محمد حسين الخليلي الى الله عزوجل بوليه خاتم الأوصياء فيخاطبه – عجل الله فرجه- قائلاً:

يا صاحب الأمر يا بن العسكري لقد

دارت علينا الرزايا من نواحينا

وكلفتنا الليالي فوق طاقتنا

ذلاً وقتلاً وتشريداً لأهلينا

واستنزعت من سهام الدهر انفذها

سهم الوباء وظلت فيه ترمينا

يا صاحب الأمر لذنا في ولاك فكن

من جور هذي الليالي انت تنجينا


ومن شعر الفقيه الإمامي الشيخ الزاهد محمد حسين الخليلي رضوان الله عليه، ننقلكم أيها الاخوة والأخوات الى مختارات لأديب من أتباع المذهب الحنفي هو الأستاذ عبد الغفار الأخرس، فنقرأ من إحدى قصائده الأبيات التالية التي يشير فيها الى استمرار بركات أهل بيت النبوة الى يوم القيامة قال – رحمة اله عليه -:

ما غاب بدرُ دُجى منكم ولاغربا

إلا وأشرق بدر كان محتجبا

لا ينزع الله مجداً كان مُعطيه

آل النبي ولافضلاً ولاأدبا

الكاشفون ظلام الخطب ما برحوا

بيض الوجوه وإن صالوا فبيض ظبا

من كل أبلج يزهو بهجة وسناً

تخاله بضياء الصُّبح منتقبا

قد أنفقوا في سبيل الله ما ملكوا

واستسهلوا في طلاب العزّ ما صعبا

هم الجبال اشمخرت رفعة وعُلى

هم الجبال وأمّا غيرهم فربا

أبناء جدٍ فما تدنو نفوسهم

من الدنية لا جداً ولا لعبا

عارون من كلّ ما يزري ملابسه

يكسوهم الحُسن أبراداً لهم قُشُبا


ونختم هذا اللقاء مستمعينا الأفاضل بهذه الأبيات الخمسة المؤثرة من قصيدة أخرى للأديب الموصلي الأستاذ عبد الغفار الأخرس حيث يقول رحمه الله:

ليس من يذخر جميلاً في الورى

كالذي يذخر للأخطار مالا

لا ولا من صلُبت راحته

كالذي يقطُرُ جوداً ونوالا

آل بيت الوحي ما زلنا على

فضلكم يا سادة الدُنيا عيالا

ما برحتم مُذ خُلقتم سادة

تكشفون الغي عَّنا والضلالا

لا يغالي فيكم المادح إن

أطنب المادح في المدح وغالى


نشكر اخواتنا واخوتنا مستمعي إذاعة طهران على طيب إصغائهم لما قرأناه لكم من شعر الولاء في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار....دمتم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة