البث المباشر

قصيدة الأستاذ عبد الغفار الأخرس في اللجوء الى أهل بيت الرحمة

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 12:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 383

بسم الله وله عظيم الحمد والشكر أن من علينا بمعرفة أقرب الوسائل إليه ورحمته الكبرى للعالمين الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين.
إن من أعظم مظاهر الرحمة الإلهية الواسعة أن جعل الله عزوجل أوليائه المقربين أهل بيت النبوة – عليهم السلام – أبوابا لرحمته يقصدها أصحاب الحاجات وأهل محبته وطالبو قربه لنيل مقاصدهم وبلوغ مناهم في التوسل بهؤلاء الأطياب إليه جل جلاله.
وفي القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة المتفق عليها بين مختلف فرق المسلمين كثير من النصوص الشريفة التي تحث المؤمنين على التقرب الى الله عزوجل والفوز برحمته وإستجابة دعائهم بإبتغاء هذه الوسيلة إليه وهي وسيلة تشمل بركاتها الجميع من أتباع أهل البيت وغيرهم…. في هذا اللقاء إخترنا لكم أبياتا من قصيدة فيها إستجابة لهذه الدعوة الإلهية من إنشاء أديب من علماء أهل السنة هو الإستاذ عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الملقب بالأخرس للكنة كانت في لسانه، ويعد الإستاذ عبد الغفار من فحول الشعراء الإسلاميين في القرن الهجري الثالث عشر، ولد في الموصل سنة ۱۲٥٥ للهجرة ونشأ ببغداد وله ديوان عنوانه الطراز الأنفس، توفي سنة ۱۲۹۰ في البصرة رحمة الله عليه.
قال هذا الأديب البغدادي الموصلي:

أسير وقد جازت بنا غاية السرى

ولاحت خيام للحمى وقباب

سوابح في بحر السراب كأنها

بغارب أمواج السراب حباب

كأن حشاها من وراء ضلوعها

تقاطر من أجفانها وتذاب

وعاتبت الأيام فيما قضت به

وهل نافع منك الفؤاد عتاب

وما لسوى آل النبي محمد

تحث المطايا أويناخ ركاب

كأن شعاع النور من حضراتهم

تشق حشا الظلماء فهي حراب

عليها من الأنوار ما يبهر النهى

وينصل فيها للظلام خضاب

يراها بعيني رأسه كل ناظر

وما دونها للناظرين حجاب


وفي جانب آخر من قصيدته يعرض الأديب البارع الأستاذ عبد الغفار الأخرس في أبيات وجدانية المعاناة التي تدفعه للجوء الى أهل بيت النبوة – عليهم السلام – والإستشفاع بهم الى الله عزوجل، ثم يقول:

الإم نعاني غصة بعد غصة

ونرمى بأسهام الأذى ونصاب

أبا صالح قد أفسد الدهر أمرنا

وضاقت علينا في الخطوب رحاب

وتالله ما ننفك نستجلب الرضى

علينا من الأيام وهي غضاب

وتعدوكما تعدو الذئاب صروفها

علينا وأحداث الزمان ذئاب

وإنا لفي دهر تسافل بعدما

أقيم مقام الرأس فيه ذناب

يذاد عن الماء النمير إبن حرة

وللنذل فيها مورد وشراب

إلى الله مما نابنا أي مشتكى

ولله ما نرمى به ونصاب

إذا ما مضى علينا مصاب أهالنا

دهانا مصاب بعده ومصاب

وأحداث أيام تشب ولم تشب

كأن لم يكن قبل المشيب شباب

تشن علينا غارة بعد غارة

فنحن إذا غنم لها ونهاب

فيا آل بيت الوحي دعوة ضارع

الى الله يدعو ربه ويجاب

مواردكم للحائمين كأنها

موارد من قطر الغمام عذاب

وهل ينبغي الظمآن من غير فضلكم

ورودا وماء الباخلين سراب

نعفر منا أوجها في صعيدكم

عليهن من صبغ المشيب نقاب

فلا دونكم للقاصدين مقاصد

ولا بعدكم للطالبين طلاب

مفاتيح للجدوى مصابيح للهدى

فأيديكم في العالمين رغاب

بكم يرزق الله العباد وفيكم

تنزل من رب السماء كتاب

وأنتم لنا في هذه الدار رحمة

إذا مسنا فيها أذا وعذاب

ومن بعد هذا أنتم شفعاؤنا

إذا كانت الأخرى وقام حساب

لأعتابكم تزجى المطي ضوامرا

وتطوى فلاة قفرة ويباب

إذا كنتم باب الرجاء لطالب

فما سد من دون المطالب باب


رحم الله الأديب الموصلي البغدادي البارع الإستاذ عبد الغفار الأخرس على هذه الأبيات المؤثرة في مدح آل النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – وقد قرأنا لكم أيها الاخوة والأخوات من إذاعة طهران في لقاء اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار.
تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته عزوجل.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة