البث المباشر

مديحة الفقيه نجم الدين الشافعي لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 11:43 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 377

بسم الله وله عظيم الحمد وجميل الثناء أن جعلنا من أمة سيد رسله وصفوة خلقه الحبيب المصطفى صلوات الله وتحياته عليه وآله أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير. التوسل الى الله بحبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله- من سنن الخير والفلاح التي دعتنا لها النصوص الشريفة وجرت عليها سيرة المؤمنين من مختلف المذاهب الإسلامية. كما أن التبرك باثاره- صلى الله عليه وآله- من سيرة أهل الدين من مختلف المذاهب الإسلامية أيضاً، فهي تعبر عن صدق الإعتقاد بالنبوة المحمدية وعميق المودة له- صلى الله عليه وآله-.
وهذا ما تعبر عنه مديحة هذا اللقاء، وهي من إنشاء فقيه خبير بالفقه الشافعي هو نجم الدين الحسيني العشاري البغدادي من أعلام فقهاء الشافعية في بغداد في القرن الهجري الثاني عشر، وقد ولد فيها وإن كان أصله من منطقة ديرالزور في سوريا وتوفي فيها سنة ألف ومئة وخمس وتسعين للهجرة النبوية المباركة.
يبدأ الفقيه الشافعي نجم الدين العشاري مديحته بوصفٍ رقيق لروضة المرقد النبوي الشريف قائلاً:

روضٌ سقته من الوسمي أمطار

فأشرقت منه أنوارٌ وأنوار

تنوعت فيه أصناف المحاسن إذ

تخالفت منه أوراد وأزهار

راقت ورقت به ريح الصبا فلذا

ترقرقت واريقت منه أنهار

والطير يهتف والشحرور منبسط

والعندليب له رجع وتكرار

والأرض تضحك من سح الغمام بها

وكم له نعم فيها وآثار

إذ أنّ نعل رسول الله مر بها

فأخضر من مسه ريفٌ وأمصار

نعل بها قدم الهادي الأمين ثوت

ففيه من قدم المختار أسرار

نعل مشت في قباب العرش وارتفعت

على البساط بذا جاءتك أخبار

واذكر وصل على ذاك النبي فكم

بذكره غفرت للناس أوزار

الطاهر الفاخر الزاكي الكريم ومن

لأجله رفعت للقرب استار

من مثله وأمين الوحي خادمه

وفي ركائبه الأملاك قد ساروا

حتى دنا قاب قوسين الوصال ففي

دنوه أنبياء الله قد حاروا

والعرش أشرق من أنوار غرته

إذ منه قد سطعت في الكون أنوار

ناداه مولاه أهلاً بالحبيب فطب

قلباً فإنك نعم الخل والجار

أنت المشفع في يوم المعاد إذا

قل النصير وأبدت حرها النار

فرد يرفل في ثوب الوقار وفي

فؤاده من كنوز العلم أوقار

وانشق للمصطفى البدر التمام كما

قد حدثتنا بهذا عنه أخيار

والظبي والضب والأشجار شاهدة

على نبوته والسم والغار

ويتابع الفقيه الشافعي نجم الدين الحسيني العشاري البغدادي مديحته لرسول الله ذاكراً طرفاً من معاجزه ودلائل نبوته بقوله:

وسل سراقة ماذا قد رأى وكفى

فخراً ففي ذاك تنويه وإنذار

واعظم الكل قرآن به قصص

وحكمة ومواعيظ وأخبار

ألفاظه كعقود الدر ساطعة

وآيه لظلام الجهل أقمار

رقت معانيه إذ دقت لطائفه

فأمعنت فيه ألبابٌ وأفكار

كفى به لأولي الالباب تبصرة

أن أنصفوا وبحكم العقل ما جاروا

به هدى الله أقواماً وأيدهم

فأصبحوا وعلى المنهاج قد ساروا

وقد أضل به قوماً فكم لهم

بصائر قد عمت منه وأبصار

يا صاحب الوحي والتنزيل والشرف

الضخم الجليل ومن طابت به الدار

والسيد العلم الفرد الذي انتقلت

من وجهه لجميع الناس أنوار

المصطفى المجتبى من كل منتخب

ومن نمته إلى العلياء اطهار

ومظهرالحق والنهج القويم ومن

بشرعه كان للتوحيد إظهار

والصارع الصادق الصدق الصفي ومن

صفا فصفّى وجلت منه أقدار

أغث فقيراً دعاك اليوم منزعجاً

على غواربه حمل وقنطار

قد عام في ذنبه التيار من صغر

وماله في اقتراف الوزر أعذار

ولاذ بالحرم المحمي نازله

وإن ألم به فقر واعسار

فامنع بحقك عنه كل معضلة

فإن ربك للاوزار غفار

صلى عليك صلاة لا انقطاع لها

ما صفقت في حواشي الروض أشجار


كانت هذه أيها الاخوة والأخوات مديحة لرسول الله- صلى الله عليه وآله- أنشأها توسلاً به الى ربه الجليل عزوجل الفقيه البغدادي الحسين نجم الدين العشاري الشافعي من أعلام علماء بغداد في القرن الهجري الثاني عشر.
تقبل الله منكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران جميل الإصغاء لهذه الحلقة من برنامج مدائح الأنوار، دمتم في رعاية الله سبحانه وتعالى.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة