البث المباشر

مديحة السيد احمد العطار لامة سامراء

الثلاثاء 10 ديسمبر 2019 - 09:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 344

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على صفوة الله حبيب الله المصطفى وآله الهداة الى الله. السلام عليكم أيها الأعزاء، إخترنا لكم في هذا اللقاء إحدى بدائع ما أنشأه شعراء الولاء في مدح سامراء المشرفة بمشهد إمامينا علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام ومقام ولي العصر المهدي الموعود عجل الله فرجه. ونبدأ أولاً بتعريف منشأ هذه البديعة وهو السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي الشهير بالسيد احمد العطار، الذي توفي سنة ۱۲۱٥ في النجف الأشرف، ودفن في الطارمة الكبيرة للمشهد العلوي. كان رحمه الله فاضلاً فقيها أصوليا رجاليا محدثا زاهدا ناسكا، صاحب كرامات أديبا شاعرا علما من اعلام عصره، هاجر من وطن أبيه ببغداد إلى النجف وعمره عشر سنوات، فقرأ العلوم العربية وغيرها حتى برع فيها، ثم قرأ في الأصول والفقه على مشاهير ذلك العصر، وكانت له خزانة كتب فيها نفائس الكتب، وحج بيت الله الحرام مرتين وتشرف بزيارة النبي صلى الله عليه واله وسلم. تتلمذ على يد السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء، وله مؤلفات كثيرة في الفقه والأدب والتأريخ والعبادات وله أيضاً منظومة في الرجال مطبوعة، قيل إنها أحسن ما نظم في أحوال رواة الحديث الشريف قال في مطلعها:

احمد من أيد دين أحمدا

بآله ومن بهم قد اقتدى

وأشرف الصلاة والسلام

على النبي أصدق الأنام

وآله موضع سر الباري

خزان علم المصطفى المختار

ثم على من اقتفى آثارهم

لاسيما من قد رووا اخبارهم

من كل ثبت ثقة ذي ورع

مستحفظ لسرهم مستودع

من رفعوا قواعد الأحكام

ومهدوا شرائع الاسلام


قال السيد أحمد العطار في مدح أئمة سامراء عليهم السلام:

هي سامراء قد فاح شذاها

وترآى نور أعلام هداها

يا لها من بلدة طيبة

تربها مسك وياقوت حصاها

حبذا عصر قضيناه بها

بلغت أنفسنا فيه مناها

وربوع كمل الأنس لنا

والهنا فيها فسقياً لثراها

صاح إن شاهدت أسمى قبة

لا يداني الفلك الآعلي علاها

فاحطط الرحل بأسنى حضرة

فاز من ألقى عصاه بفناها

حضرة قد أشرقت أنوارها

بمصابيح هدى من آل طه

حضرة عز ملوك الأرض لو

عفرت في عفرها منها الجباها

حضرة تهوى السماوات العلى

أنها تصبح أرضاً لسماها

حضرة ودت نجوم الأفق لو

كن في ساحتها بعض حصاها

حضرة لو ان للشمس سنا

نورها ما حجب الليل سناها

حضرة تهوى قصور الخلد أن

ترتقي في العز أدنى مرتقاها

فاسّتلم أعتابها مستعبراً

باكياً مستنشقاً طيب ثراها

لائذا ً بالعسكريين التقيين

أوفى الخلق عند الله جاها

خازني علم رسول الله من

قد أبى فضلهما أن يتناهى

فرقدي أفق الهدى بل قمري

فلك العلياء بل شمس ضحاها

عيني الله تعالى لم يزل

بهما يرقى البرايا مذ رعاها

ترجماني وحيه مستودعي

سره أصدق من بالصدق فاها

عمدي سمك العلى من بهما

قامت الأفلاك في أوج علاها

من بني فاطمة الغر الألى

بهم قد باهل الله وباهى

فاخلعن نعليك تعظيماً وسر

خاضعاً تزدد به عزاً وجاها

واستجر بالقائم الذائد عن

حوزة الإسلام والحامي حماها

حجة الله الذي قوم من

قنوات الدين من بعد التواها

قطب آل الله بل قطب رحى

سائر الأكوان بل قطب سماها

ذو النهى رب الحجى كهف الورى

بدر أفلاك العلى شمس هداها

منقذ الفرقة من أيدي العدى

مطلق الأمة من أسر عناها

مدرك الأوتار ساقي واتري

عترة المختار كاسات رداها

يا ولي الله هل من رجعة

تشرق الأرض بأنوار سناها

ويعود الدين ديناً واحداً

لايرى فيه التباساً واشباها

ليت شعري أولم يأن لما

نحن فيه من أسى أن يتناهى


كانت هذه أيها الاخوة والأخوات بديعة في مدح أئمة سامراء العسكريين عليهما السلام والقائم المهدي عجل الله فرجه، وهي من إنشاء الفقيه الأديب السيد أحمد العطار البغدادي من أعلام القرن الهجري الثالث عشر رضوان الله عليه. نشكر لكم طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، إستمعتم لها من إذاعة طهران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة