البث المباشر

مدائح مالك الأشتر للإمام علي(ع)

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 15:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 269

بسم الله وله خالص الحمد والمدح والثناء والصلاة والسلام على صفوته النجباء محمد وآله الأصفياء. السلام عليكم أيها الأعزاء، أهلاً بكم في حلقةٍ أخرى من هذا البرنامج نخصصها لمقطوعات في مدح أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام من إنشاء أحد أعلام الولاء من أجلاء التابعين هو الفارس المجاهد مالك الأشتر رضوان الله عليه…كونوا معنا:

 


قال المؤرخون في ترجمة الأشتر: هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي، فارس شهير وشاعر قدير لقب بالأشتر، لأنه شترت إحدى عينيه في معركة اليرموك سنة خمسة عشر هجري بين المسلمين والروم وهو تابعي جليل، عالم، خطيب مفوه، شاعر فصيح، جواد، حليم، فارس شجاع شديد البأس، وكان رئيسا في قومه مذحج خاض غمار لهوات حروب عديدة في الفتوحات الإسلامية، وكان في خلافة أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ساعده الأيمن، ولا عجب أن يقول فيه الإمام علي (عليه السلام): كان لي مالك كما كنت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). تولى إمارة الموصل، ونصيبين، ودارا، وسنجار، وآمد، وهيت وغيرها وإليا لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) مدة من الزمن. ولما أرسله أميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى مصر واليا عليها كانت خاتمة حياته قبل أن يصلها، وذلك عام ۳۸ هجري بجرعة من عسل سقي بها من قبل جواسيس معاوية وللأشتر شعر يمتاز بجمال الأسلوب، وأخذه بمجامع القلوب، ولهمته العالية وشخصيته الطموحة، فهو يأنف أن يمدح أحدا من معاصريه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه يلتذ بمدحه ونشر فضائله، فهو ينتشي حينما يقول:

هذا علي في الدجى مصباح

 

نحن بذا في فضله فصاح


وحينما يقول:

أبوحسن صوت خيشومها

 

بأسيافه كلُ حامٍ بطلِ

 

على الحق فينا له منهج

 

على واضح القصد لا بالميلِ


وللأشتر أيضا وقد افتقد الإمام عليا في إحدى جولات معركة صفين، فلما رأى الإمام سالما كبر وأنشأ يقول – وهي من فرائده في مدحه (عليه السلام):

كل شيء سوى الإمام صغير

 

وهلاك الإمام خطب كبير

 

قد أصبنا وقد أصيب لنا اليوم

 

رجال بزلٌ حماةُ صقور

 

واحد منهم بألف كبير

 

إن ذا من ثوابه لكثير

 

إن ذا الجمع لا يزال بخير

 

فيه نُعمى ونعمةٌ وسرور

 

ما رأى غرة الوصي علي

 

إنه في دجى الحنادس نور

 

إنه والذي يحج له الناس

 

سراج لدى الظلام منير

 

 


وقال وهو يفخر ويذكر إمامه عليا (عليه السلام):

ألم تر أني في المعارك أشترُ

 

أفلق هامات الليوث وأنفر

 

أمثلي ينادى في القتال جهالة

 

لقيت حمام الموت والموت أحمر

 

ضربتك ضربا مثل ضرب إمامنا

 

علي أميرالمؤمنين وأعذر

 

ولما عرض الأشتر(رضي الله عنه) على أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يلزم الذين تخلفوا عن بيعته البيعة له، رده الإمام بقوله عليه السلام: إني أعرف بالناس منك. فأنشأ أبياتا قال فيها:

منحت أميرالمؤمنين نصيحة

 

فكان امرءا تهدى إليه النصائح

 

فإن لم أصب رأيا فحقا قضيته

 

وإلا فما فيما ترى العين قادح

 

وقلت له والحق فيه وعنده

 

وقلبي له قد يعلم الله جانح

 

أيرغب عما نحن فيه محمد

 

وسعد وعبدالله والحق واضح

 

وأنت أميرالمؤمنين وسيفنا

 

إذا ذُكرت بيضٌ ومنها المنائح

 

فإن يك قد ثابوا لرشد فإنما

 

أصابوا طريق الحق والحق صالح

 

ولكن رأوا أمرا لهم فيه مطمع

 

وكادوك من جهل كأنك مازح

 

وفي الناس ما واليت غيرك واحدا

 

ولو طمعت فيه الكلاب النوابح

 

 


كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران مقطوعات في مدح أميرالمؤمنين الإمام علي عليه السلام أنشأها التابعي الجليل والفارس المجاهد مالك الأشتر رضوان الله عليه قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) نستودعكم الله ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة