البث المباشر

مديحة الفقيه العاملي لرسول الله (ص)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 14:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 223

بسم الله وله كامل الحمد والثناء علي أن جعلنا من أمة خير النبيين وسيد الخلائق أجمعين حبيب الله محمد المصطفي صلوات الله عليه وآله أجمعين.
معكم في لقاءٍ آخر مع مدائح الأنوار الإلهية نخصصه لقراءة أبيات من قصيدة غراء في مدح سيد الأنبياء )صلي الله عليه وآله) حوت علي تصوير فني بليغ لشطرٍ من المقامات المحمدية التي ذكرتها الآيات الكريمة وصحاح الروايات الشريفة.
منشأ هذه القصيدة هو أحد أعلام فقهاء الأمامية في بدايات القرن الهجري الثالث عشر، إنه المجتهد الجليل الشيخ ابراهيم يحيي العاملي، مؤلف كتاب الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ في فقه الشيعة، وكذلك المنظومات في علمي العقائد والأصول وتوفي الشيخ العاملي سنة ۱۲۱٤ للهجرة المباركة (رضوان الله عليه). بعد أبيات رقيقة في مقدمة القصيدة يقول الفقيه العاملي:

وأجدر بالمرء أن يختار لثم ثري

مرت به قدم المختار في القدم

محمد آية الله التي ظهرت

ظهور شمس الضحي والناس في الظلم

أبو البتول الذي ما شد مئزره

إلا علي الحسنيين البأس والكرم

 

ذو المعجزات اللواتي ليس يجحدها

ونورها ساطع كالشمس غير عمي

وكيف يجحد إنّ البدر شق له

وخر في حجر ذاك العالم العلم

وإن شمس الضحي جاءته من أمم

لما دعاها إليه سيد الأمم

تطلعت من خصاصات الحجاب فمذ

رأته نضت محيا غير ملتثم

 

و الجذع حن إليه والبعير شكا

لسيد الخلق ما يلقي من الألم

و حسبه من كتاب الله معجزة

تفتر عن درر الأحكام والحكم

بحر بماء الهدي جاشت غرائبه

فللعقول عليه أي مزدحم

و جنة من جنان الخلد نسمتها

تروي حديث الرضي عن بارئ النسم

 

يفيض دمع الغوالي كلما نظرت

محاسن الجود في المعني وفي الكلم

ألوت بلاغته بالمصقعين فلا

ينفك ناطقهم يشكو من البكم

لذاك أحجمت الأعراب إذ هدرت

شقاشق الفحل وانسابت مع النغم

وأعرضت عن مجارة الأغر إلي

وخز السنان وقرع الصارم الخذم

وبعد ذكر هذه المعجزات المحمدية التي إستفاضت رواياتها في كتب الفريقين يقول الفقيه الجليل الشيخ ابراهيم يحيي العاملي عن فضائل رسول الله حبيبنا المختار (صلي الله عليه وآله):

وهذه رشحة من عارض هطل

وقطرة من جمام الجحفل العرم

فضائل ليس يخفي نورها أبداً

وقلما يختفي نار علي علم

أطريت خير فتيً دبت فضائله

في الكائنات دبيب البرء في السقم

 

كالماء في أدب والنجم في رتب

والريح في شمم والروض في شيم

أغر أبلج يستسقي الغمام به

فيستجيش بمنهر ومنسجم

و لو أراد لأجري من أنامله

سيلاً يلف حضيض القاع بالأكم

 

يا أفضل الناس في خلق وفي خلق

شهادة صدرت عن غير متهم

و يا ملاذ أخي التقوي وناصره

إذا أحاط به جيش من النقم

أنت الذي أنعش الدنيا وساكنها

بجوده وحياة الأرض بالديم

وأنت خير نبي حل في جرم

تهوي إليه قلوب العرب والعجم

 

عجت بمدحك أبناء النظام وإن

علوت عن كل منثور ومنتظم

بما تري يمدح العقد الذي أخذت

شذوره من عقود اللوح والقلم

وهاكها يا كريم الخيم قافية

عجفاء جعجعتها في روضة النعم

 

عطفاً علي الرحم البلهاء إن لنا

فيكم لصدق الولا عرقاً من الرحم

لبست من حبكم والفضل فضلكم

والحمد لله عقداً غير منفصم

لذاك تختلج الآمال في خلدي

مشيرةً أن عفو الله مختثمي

كانت هذه أبياتاً من قصيدة عصماء أنشأها الفقيه الإمامي الجليل الشيخ ابراهيم يحيي العاملي من أعلام علماء مدرسة الثقلين في القرن الهجري الثالث عشر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة