البث المباشر

مديحة عبد الباقي العمري لإمام الكاظم(ع)

السبت 7 ديسمبر 2019 - 12:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 175

بسم الله وله الحمد والمجد والثناء حصن المعتصمين وغاية آمال الموالين وأزكي الصلوات الناميات والتحيات المترادفات علي سفن النجاة سيد الكائنات وآله الهداة.
المستفاد من صحاح الأحاديث الشريفة وثاقة الإرتباط بين الإيمان بالنبوة المحمدية والإعتقاد بالإمامة العلوية، مثلما أن شكر النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله) لا يتحقق إلا بمودة وموالاة أئمة عترته الطاهرة (عليهم السلام).
وهذا المعني نجده في شعر المؤرخ الموصلي العالم والأديب المبدع الحنفي المذهب الإستاذ عبد الباقي العمري صاحب ديوان الباقيات الصالحات والمتوفي سنة تسع وسبعين بعد المئتين والألف.
هذه القصيدة أنشأها العمري بمناسبة إهداء إحدي ستائر المشهد النبوي المشهد الكاظمي المباركين، مستثمراً هذه المناسبة لبيان الحقيقة المتقدمة.
يخاطب صاحب ديوان الباقيات الصالحات مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام) فيقول:

وافتك يا موسي بن جعفر تحفة

منها يلوح لنا الطراز الأولُ

رقمت علي العنوان من ديباجها

ديباجة الشرف الذي لا يجهل

كم جاورت قبراً لجدَّك فاكتست

مجدا له انحط السماك الاعزل

وتقدست إذ جللت جدثا ثوي

في لحده المدَّثر المزمَّل

فاشتاق سرّ العرش لو بمحلها

يوماً علي تلك الحظيرة يسبل

 

نشرت ففاح من النبوة نشرها

ما المسك ما نفحاته ما الصندلُ

أعطيت ما لم يحظ يعقوب به

آثار جدكمو اليكم تنقل

ستملتكمو معه العبا بحياته

ومماته أستاره لك تشملُ

 

هذا رواق مدينة العلم التي

عن بابه قد ضلَّ من لا يدخل

هذا كتاب من غداً بيمينه

يعطي الذي يرجو غداً ويؤمل

هذا الزبور وذلك التوراة

والانجيل بل هذا القرآن المنزل

هذا هو التابوت فيه سكينة

وافي علي ايدي الملائك يحمل

 

هذا هو السترالذي كشف الغطا

عن أعين بالغين كانت تكحل

هذا الازار يحط عن زوّاره

وزربه رضوي ينوء ويذبل

لما به ساروا وأعلام لهم

خفقت بأثواب الجلالة ترفل

باهي الاله بهم ملائكة السما

فبدت بها الزورا ضحي تتنزلُ

وبعد هذه الإشارة الي الحضور الملكوتي المبارك للملائكة في مشاهد العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام) يشير المؤرخ الموصلي الأديب عبد الباقي العمري الي آثار هذا الحضور علي الزائرين:

من تحت أخمص زائريه كم لها

من أجنح نشرت وطتها الأرجلُ

وأتو لبابك يحملون وسيلة

ألمرسلون غدا بها تتوسل

نزلوا علي الجرعاء من وادي طوي

وتفرسوا بقبولهم فترجلوا

وتقدسوا بحظيرة القدس التي

رجل ابن عمران بها لا تُنعل

 

شاموا السني من قبتيك وعنده

وجدوا منار هدي يشب ويشعل

فتهافتوا مثل الفراش وأحدقوا

فغشاهم النور القديم الأول

قد سبحوا لما أتوك وكبروا

إذ شاهدوا منك الضريح وهللوا

وتزاحموا وتراكموا وتوسلوا

وتوقعوا وتخضعوا وتذللوا

 

جاؤك في آثار رحمة ربهم

قد توجوا فيها الرؤس وكللوا

فأقبل هدية أمة الهادي التي

منك الإغاثة في الشدائد تسأل

بضجيج حضرتك الجواد محمد

وحفيدها هذا الإمام الأفضل

 

وحياتكم من كنتمو سؤلا له

بمماته في قبره لا يسئل

فترحموا يا آل بيت المصطفي

وتكرموا وتفضلوا وتقبلوا

صلي الإله عليكمو ما رنحت

ريح الصبا غصنا وهبت شمأل

نختم هذا اللقاء ببيتين من ديوان الأديب الموصلي المؤرخ الإستاذ عبد الباقي العمري بالتوسل الي الله بباب الحوائج المقضية الإمام الكاظم (عليه السلام)، قال رحمه الله:

لذا واستجر متوسلا

إن ضاق أمرك أو تعسر

بأبي الرضا جدَّ الجواد

محمد موسي بن جعفر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة