البث المباشر

قصيدة في مدح العترة النبوية لعبد الباقي العمري

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 191

بسم الله وله الحمد والمجد والثناء في السراء والضراء وأزكي التحيات المترادفات والصلوات الناميات علي معادن رحمته وحكمته المصطفي الأمين وآله الطيبين.
الشاعر الحنفي المذهب المؤرخ الموصلي الشهير عبد الباقي العمري المتوفي سنة ۱۲۷۹ للهجرة له ديوان خصصه لما أنشأه في مدائح العترة المحمدية الطاهرة (عليهم السلام) أسماها ديوان (الباقيات الصالحات).
وقد أنشأ لخاتمة هذا الديوان الولائي قصيدة في مدح العترة عموماً مع تخصيص لسبطي نبي الرحمة وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام) مع تفجع مؤثر للمظلومية الحسينية وإشارات للآثار الكونية لواقعة كربلاء الدامية. قال الأديب عبد الباقي العمري:

الحمد لله علي ما قسما

والشكر لله علي ما رسما

من نعمة سابغة وحكمة

بالغة بها علينا حكما

من نعت أهل بيت خير خلقه

صلي عليه وعليهم سلما

نعت حوي فرائدا من درر

عقد موالاتي بها إنتظما

 

بالفرقدين الحسنين زينت

أوراقها فافتخرت علي السما

لها إلي أعتاب باب حيدر

وابنيه والطهر البتول منتمي

لي مغنم لم أر غير مدحهم

لم أر غير مدحهم لي مغنما

هم للوجود روحه من بعدهم

لذلك اختار الوجود العدما

 

أئمة الهدي بهم من إقتدي

من الردي يأمن أين يمما

هم النجوم كم لهم مواقع

في كربلا بها الاله أقسما

بهم حمي الدين الحنيفي علا

وعز فيهم جانباه واحتمي

سل الربيع عن مزاياهم وعن

شهر رزاياهم سل المحرّما

شهر به الطفوف طافت بدم

فأنبتت شقائقاً براعما

شهر به انشقت مرارة الحيا

من حنق حتي استحال علقما

شهر به الرجس غدا مسلطا

علي ابن من لله كان ضيغما

 

شهر به جري علي أهل الكسا

من الاسي ما عز أن يترجما

شهر به عين العلا قد اشتكت

علي الحسين من بكائها العمي

ووجنة المريخ من نجيعه

كف الثريا ضمختنها الدما

ود عمود الصبح لو نيابة

عنه بأطراف القنا تحطما

وأثخنوه في جروح ركبت

لها يد الله الحكيم مرهما

ونبقي مع الأديب الحنفي عبد الباقي العمري في هذه الأبيات البليغة التي جمعت بين المدح والرثاء لسيد الشهداء (عليه السلام) حيث يقول رحمه الله:

بدر سما وجوده قد أطلعت

من طعن آل عبد شمس أنجما

ما لفت الاحقاب في حقيبة

كيومه لا عاد يوما أيوما

من عدّة الايام عاشوراء لو

يدري بما يجري به لا نهزما

أو أن فيه ذا محرم دري

من رجب كان استعار الصمما

 

وانتفخت أوداج حقد قد علت

أنفاسه وأنفه تورما

وشمر الشمر اللعين ساعدا

به علي كسب الشقا قد عزما

وحز رأس من برجل جده

بساط عرش الله قد تكرما

رأس بتيجان العلا تتوجت

وفي عمائم الحيا تعمما

 

علي سنان الرمح من هامته

سنبلة زكت وفرعها نما

فما سمعنا عاملا من قبله

يرفع من أعلام ربي علما

قد اقشعرّت جلدة الدين له

والشرع حبله المتين انفصما

 

ناحت عليه الانس والجن معا

والطير والوحش أقامت مأتما

وصاحت السبع السموات ومن

فيها ومن في الأرض قد تظلما

نكتفي بهذا المقدار من هذه المديحة الرثائية البليغة لسيد الشهداء (عليهم السلام) التي أنشأها العالم الحنفي والمؤرخ الأديب عبد الباقي العمري كخاتمة لديوانه المشهور الباقيات الصالحات في مدح العترة المحمدية الطاهرة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة