البث المباشر

مديحة راضي بن صالح بن محمد القزويني النجفي لابي الفضل العباس(ع)

الأحد 1 ديسمبر 2019 - 09:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 40

بسم الله نور السموات والارضين والحمد لله رازق الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على مصابيح هدايته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامج مدائح الانوار إخترنا لكم قصيدة غراء في مدح قمر بني هاشم وسيد سقاة آل محمد (صلى الله عليه وآله) ابي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام. منشأ هذه المديحة هو العالم الاديب الحسيني راضي بن صالح بن محمد القزويني النجفي من شعراء العلماء والمتوفى في مدينة تبريز الايرانية سنة ۱۲۸٥ للهجرة والمنقول منها الى مدينة النجف الاشرف حيث مرقده فيها. قال السيد راضي القزويني مخاطبا ًالعباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام):

أبا الفضل يا من أسس الفضل والابا

أبى الفضل إلا ان تكون له ابا

تطلبت أسباب العلى فبلغتها

وما كل ساع بالغ ما تطلبا

ودون احتمال الضيم عز ومنعة

تخيرت أطراف الأسنة مركبا

وفيت بعهد المشرفية في الوغى

ضراباًوما أبقيت للسيف مضربا

لقد خضت تيار المنايا بموقف

تخال به برق الأسنة خلبا

إذا لفظت حرفا سيوفك مهملا

تترجمه سمر العوامل معربا

ولما ابت أن يشرب الماء طيبا

أمية لا ذاقت من الماء طيبا

جلا ابن جلا ليل القتام كأنه

صباح هدى جلى من الشرك غيهبا

وفي آخر الابيات المتقدمة يشير الاديب القزويني الى وراثة العباس لابيه أمير المؤمنين (عليهما السلام) في إزاحة ظلمات الشرك، ومن جميل الوصف في هذا البيت وصفه للامام علي (عليه السلام) بأنه جلاء ليل القتام أي مزيله. ويتابع السيد راضي القزويني مديحته لأبي الفضل العباس عليه السلام قائلاً:

وليث وغى يأبى سوى شجر القنا

لدى الروع غابا والمهند مخلبا

يذكرهم بأس الوصي فكلما

رمى موكباً بالعزم صادم موكبا

وتحسب في أفق القتام حسامه

لرجم شياطين الفوارس كوكبا

وقفت بمستن النزال ولم تجد

سوى الموت في الهيجا من الضيم مهربا

الى ان وردت الموت والموت عادة

لكم عرفت تحت الأسنة والضبا

ولا عيب في الحر الكريم إذا قضى

بحر الضبا حراً كريماً مهذبا

 

رعى الله جسماً بالسيوف موزعا

وقلباً على حرّ الظما متقلبا

وراس فخار سيم خفضاً فما ارتضى

سوى الرفع فوق السمهرية منصبا

عجبت لسيف قد نبا بعد ما مضى

قراعا ولولا قدرة الله ما نبا

وطرف علاقد أحرز السبق في الوغى

كبا ليته في عرصة الطف لا كبا

وزند خبا من بعد ما أضرم الوغى

وأورى ضراماً في حشى الدين ماخبا

بنفسي الذي وآسى أخاه بنفسه

وقام بما سنّ الاخاء وأوجبا

رنا ظامياً والماء يلمع طامياً

وصعّد أنفاساً بها الدمع صوّبا

وما همّه إلا تعطش صبية

إلى الماء أوراها الاوام تلهبا

على قربه منه تنائى وصوله

وابعد ما ترجو الذي كان أقربا

ولم أنسه والماء ملء مزاده

وأعداه ملء الارض شرقاً ومغربا

وما ذاق طعم الماء وهو بقربه

ولكن رأى طعم المنية أعذبا

تصافحه البيض الصفاح دواميا

وتعدو على جثمانه الخيل شُزبا

مصاب لوى عليا لوّي ابن غالب

وخطب كسى ذلاً نزاراً ويعربا

وروع قلب المصطفى ووصيه

وضعضع ركن البيت شجواً ويثربا

مضت بالهدى في يوم عاشور نكبة

لديها العقول العشر تقضي تعجبا

فليت علي المرتضى يوم كربلا

يرى زينباً والقوم تسلب زينبا

وللخفرات الفاطميات عولة

وقد شرق الحادي بهن وغربا

حواسر بعد السلب تسبى وحسبها

مصاباً بأن تسبى عياناً وتسلبا

إستمعتم أحباءنا في هذه الحلقة من برنامج مدائح الانوار لقصيدة غراء للسيد راضي القزويني المتوفى سنة ۱۲۸٥ للهجرة وهي في مدح بطل الوفاء قمر بني هاشم العباس بن أمير المؤمنين (عليهما السلام).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة