البث المباشر

حديث: العلم قائد والعمل سائق والنفس حرون

الثلاثاء 5 نوفمبر 2019 - 13:16 بتوقيت طهران
حديث: العلم قائد والعمل سائق والنفس حرون

إذاعة طهران- نوروبلاغة: الحلقة 222

نص الحديث

قال الامام علي (عليه السَّلام): "العلم قائد، والعمل سائق، والنفس حرون".

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يجسد صورة فنية هي: التمثيل، او الاستعارة او الرمز: اياً اعتبرناه يظل تعبيراً انزياحياً او معدولاً أو محازاً الخ… ودلالته هي: ان الانسان ينبغي عليه ان (يتعلم) مبادئ دينه وان يعمل بها وألا يتردد او يتوقف عن العمل... واما: لغته التعبيرية فتحتاج الى فك رموزه، وهذا ما نبدأ به الآن.

بلاغة الحديث

لقد استخدم الامام (عليه السَّلام) ظاهرة (عربة) تجرها الخيل ويوجهها الراكب، حينئذ ماذا نتوقع من الحركة وسائقها ودليلها ؟ الامام (عليه السَّلام): يصوغ لنا نموذجا طريفاً كل الطرافة، انه يتناول حركة هذه العربة، أو لنقل: حركة الفرس وراكبه الموجه له، انه يفترض اولاً ان الخيل حرون، والحرون معناه: الذي لاينقاد لراكبه، وقد رمز بذلك عن النفس الأمارة بالسوء، فالنفس لها شهواتها ولايثبتها من ذلك شيء مادام الشيطان يوسوس لها، ولكن مع توفر ركنين في هذه التجربة الحركية أي: حركة الخيل، الركن الاول هو (العلم) وقد رمز به عن (العمل) اي: عمل الانسان بالعلم، فالعلم مثلاً حينما يتعلمه الشخص وهو حرمة الغيبة مثلاً عندئذ لا بد وان يعمل بالتوصية وهي الامتناع عن الغيبة، فيكون العمل طبقاً للعلم والطرافة هنا تتمثل في جملة مظاهره… ترى: ما هي المظاهر المشار اليها؟
اولاً: العلم، وقد رمز به بظاهرة (القائد) وبالفعل ان الراكب اذا امتلك مهارة الركوب، اي: كيفية الركوب والالمام به بحيث لا يتعرض للخطر كالهوي او السقوط من ظهر الخيل: حينئذ يطوي الرحلة بسلام، لكن من الممكن ان يعرف الراكب كيفية الركوب ولكنه لا يلتزم به: اما كسلاً أو ايثارا لنزوة أو اندفاعاً متهوراً لتسريع جري الخيل من اجل المباهاة الخ... حينئذ يتعرض للسقوط مع انه عارف وماهر) لكنه متهور… ثم ماذا؟
النفس هنا هي محل التجربة اي: الراكب يمتلك مهارة في الركوب، ولكن التهور المشار اليه او حب المباهاة ونحو ذلك تحجز الراكب من السلامة، وتعرضه للخطر، وهذا ما عبَّر الحديث عنه بعبارة (الحرون) اي: الخيل الذي لا ينقاد لصاحبه كما عبَّر عن الراكب في هذه الحالة بعبارة (السائق) اي: ان راكب الفرس لا يعمل بعلمه انه: يعلم بأن الغيبة حرام ولكنه يمارس الغيبة، وحينئذ فإن سوقه للخيل سوف يفشل وذلك عندما (يحرن) الفرس اي: لا ينقاد لراكبه، وهو: ممارسة الغيبة التي تحجزه عن ان يصل سالماً الى الهدف.
اذن: امكننا ان نتبين طرافة الحديث المتقدم، سائلين الله تعالى ان يجعلنا من يتلقى العلم، ويعمل به ويوفق الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة