البث المباشر

حديث: المؤمن مثل كفتي الميزان كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه

الإثنين 4 نوفمبر 2019 - 09:37 بتوقيت طهران
حديث: المؤمن مثل كفتي الميزان كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 113

نص الحديث


قال الامام الكاظم (عليه السَّلام)المؤمن مثل كفتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه.

دلالة الحديث

الحديث المتقدم، صورة بلاغية تعتمد ظاهرة (التشبيه)، وبالنسبة الى دلالته يعني: انّ الشدة او البلاء هي طابع الحياة الاختبارية او الخلافية في الارض، وقد حفلت النصوص الشرعية من كتاب وسنة بعشرات النصوص المشيرة الى انّ الدنيا ممارسة وظيفة عبادية، وهي بطبيعتها ترتكن الى الشدَّة، وذلك لأنّ الله تعالى يطالب عبادة بالصبر، حيث انّ الصبر يعني: تأجيل الاشباع لحاجات الانسان غير المشروعة، كتأجيلنا لشهواتنا الجنسية، وتأجيلنا لرغباتنا في الغيبة والبهتان والعدوان والسرقة والخديعة والغشّ والبحث عن المنصب، بالاضافة الى ذلك، صبرنا على شدائد متنوعة، كالفقر او المرض أو فقدان الأمن، اولئك جميعا تجسّد شدائد او البلاء الذي اشار النصّ الشرعيّ إليه، حيث وازن الامام الكاظم (عليه السَّلام) بين درجة البلاء ودرجة الإيمان، فأشار الى انّ المؤمن بقدر ما يشتدّ بلاؤه، يزيد إيمانه، وهو منتهى ما يتمناه العبد من حيث الطاعة لله تعالى، وما يعنينا الآن بعد الاشارة الى دلالة الحديث أن نتجه الى ملاحظته فنياً او بلاغياً.

بلاغة الحديث

لقد اعتمد الحديث المذكور - كما لاحظنا - على التشبيه، واستخدم من أدوات التشبيه، الاداة (مثل) وهي بالقياس الى اداة تشبيهية هي (الكاف) او اداة تشبيهية هي (كأن) تعتبر اكثر الادوات اقتراباً من المشبّه به، الى درجة يكاد المشبّه والمشبه به يتماثلان من أوجه الشبه، سرّ ذلك هو، انّ الامام الكاظم (عليه السَّلام) شبّه المؤمن والشدة بكفتي الميزان، بحيث اذا تساوت الكفتان، كان إيمان المؤمن متوسطاً، واذا رجحت كفة الشدائد، كان الإيمان اجحاً واذا كان العكس، كان الإيمان مرجوحاًَ. ومما لا شكّ فيه، انّ المطلوب هو الايمان في أعلى درجاته، وهذا يتحقق في حالة ما إذا اشتدّ بلاء العبد، حينئذ يزداد إيمانه، وهو معيار غالب بطبيعة الحال، ممّا يعني أنّ حالات استثنائية قد تحدث لبعض الناس، بحيث تكون درجة الشدَّة ليست في صالحه، بيد أنّ الملاحظ أنّ الانبياء والمصلحين وسائر المصطفين، وفي مقدمتهم الاربعة عشر معصوماً، عانوا من الشدائد ما لَمْ يعان منه الاخرون، حتى ورد في الحديث أنّ أحدنا إذا واجه مصيبة فليتذكر مصيبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث كانت الشدائد التي تلمّ به، نموذجاً يتخذه المؤمن مثلاً يخفف ما يعانيه من شدائد الحياة.
اذن أمكننا ان نتبين دقة التشبيه بكفتي الميزان المتساويتين من جانب ورجحان احدهما من جانب آخر، وانسحاب ذلك على الايمان ودرجته من جانب آخر ثالث، سائلين الله تعالى ان يوفقنا الى الإيمان، والطاعة، انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة