حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الإيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، في هذه الحلقة سيكون حديثنا حول العالم الإيراني الشهير ابي ريحان البيروني الذي اشتهر في علمي الفلك والرياضيات وعلوم اخري مثل الفيزياء والجغرافيا وعلم الأرض. حيث كان في مقدمة علماء عصره ولقد تميزت دراسات البيروني بالدقة لامتناهية والشمولية وكان هذا العالم اذا ما درس مسألة تناول جوانبها المختلفة ومنها الجانب التاريخي.
ولقد سجل لنا التاريخ انجازات رائعة للبيروني نشير هنا الي بعض منها.
الف: تحديد كثافة ۱۸ فلزاً و معادن ثمينة والكثافة هي النسبة بين كتلة الجسم وحجمه.
ب: قياس قطر الكرة الأرضية ومحيطها
ج: ابتكار اسلوب جديد لرسم الخرائط الجغرافية
د: قياس المسافات بين بعض المدن التي كانت معروفة في عصره
ه: دراسة معتقدات الملل والنحل وخاصتا الهنود.
وقد يسأل البعض متي واين ولد البيروني وللأجاية عن هذا السؤال نقول ان اباريحان محمد ابن احمد البيروني ولد في مدينة كاث من مدن خوارزم في عام ۳٦۲ للهجرة الموافق لعام ۹۷۲ ميلادية وخوارزم اليوم في ازبكستان وتركمنستان.
ويذكر لنا التاريخ ان والد البيروني كان عالم فلك وقد عمل في الرصد الفلكي التابع لحكام خوارزم.
وكما يذكر ابوريحان فأن الحاسدين لم يرق لهم المقام العلمي الذي كان لابيه. حيث قاموا بالوشاية به عند السلطان الذي اعفاه من منصبه واضطر والد البيروني من بعد ذلك كما هو مدون في التاريخ الي السكن في احدي القري وحيث انه كان بالنسبة الي اهل القرية غريباً عرف بالبيروني وكلمة بيرون في الفارسية تعني خارج المكان وفيها ايمائة الي الغربة.
لكن هناك من يري رآياً اخراً في تلقيب في ريحان بالبيروني اذ يقال انه ولد خارج مدينة كاث عاصمة خوارزم فعرف بالبيروني.
لازال برنامج مشاهير الفكر الإيراني منار للبشرية يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الأسلامية في إيران والحديث بالبيروني وسنتابعه بعد فاصل قصير.
حضرات المستمعين، لقد بدأ البيروني مشواره مع العلم من كان صغيراً.
وشاء القدر ان يتعرف البيروني علي الأمير ابي نصر منصور ابن علي ابن عراق العالم الإيراني الشهير ومن امراء اسرة آل عراق.
ولقد ساعدت هذه المعرفة علي دخول البيروني بلاط خوارزم شاه والمدرسة السلطانية ويذكر لنا التاريخ ان البيروني وهو في السابعة عشرة من عمره تمكن من تحديد ارتفاع الشمس في نصف النهار في مدينة كاث.
وهناك احداث سياسية وقعت تعاصراً مع حياة البيروني منها سقوط حكومة آل عراق في خوارزم الأمر الذي اضطر معه البيروني الي ترك خوارزم. الا ان هذا العالم عاد بعد أن هدأت الأوضاع الى مسقط رأسه كاث في عام ۳۸۷ للهجرة وعلي اي حال فأن العام المذكور شهد تحقق انجاز علمي للبيروني الا وهو رصد كسوف الشمس.
وكان البيروني مد جسور التواصل العلمي مع الفلكي ابي الوفاء البوزجاني واتفق الأثنان علي رصد كسوف الشمس في ذلك العام. وقد تابع ابي الوفاء البوزجاني هذه الظاهره في بغداد واستفاد البيروني من معلومات صديقه العالم البوزجاني في تحديد خط الطول الجغرافي لخوارزم وبغداد.
وثمة نقطة لا بد من التنوية اليها هنا وهي ان البيروني في شبابه تواصل مع ابي الوفاء البوزجاني في شيخوخته وفي هذا دلالة علي سمو مكانة البيروني العلمية رغم صغر سنه.
والي مدينة الري وهي اليوم الي الجنوب من العاصمة طهران سافر البيروني وفي الري التقي عالمين فلكيين شهيرين هما كوشيار گيلاني وابو محمد الخجندي.
جدير ان نذكر ان الفلكي الخجندي كان قد قام بارصاد فلكية دقيقة باستخدام اجهزة اخترعها هو وكان لابي ريحان دور في اظهار تلك المنجزات الي دنيا العلم والمعرفة بعد ان حرر رسالة حول ارصاد الخجندي الفلكية.
واضافة الي هذه الرسالة الف البيروني كتاب مقالد علم الهيئة وحينما كان في الثلاثين من عمره الف البيروني كتاب الآثار الباقية حينما كان في جرجان من مدن شمال إيران وعلي ما يبدو فأن هذا الكتاب الفه البيروني في نهاية القرن الرابع الهجري تلبية لطب قابوس ابن وشم كير شمس المعالي وكان اميراً وشاعراً من سلسلة آل زيار وكان للبيروني مكاتبات علمة مع الشيخ الرئيس الفيلسوف والطبيب والعالم الإيراني الشهير ابن سينا صاحب كتاب القانون في الطب.
وآخر ما نصل اليه بعد كل هذا الحديث هو ان ابا ريحان البيروني كان من علماء الطراز الأول في زمانه نهج المنهج العلمي بكل دقة ومازج بين النظرية والتطبيق واستضاء باراء الآخرين من العلماء والباحثين .
حضرات المستمعين الافاضل لم ينته حديثنا بالبيروني بعد وسيكون لنا حديث آخر حوله في الحلقة القادمة من برنامج مشاهير الفكر الإيراني منار للبشرية نأمل ان تكونوا قد استفدتم مما مر عليكم الي اللقاء.