البث المباشر

حياة الفيلسوف ابي نصر الفارابي ۱

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 14:58 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 21

 

حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة اخري وجديدة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، خلال الحلقات الماضية التي تشكل المجموعة الأولي من هذا البرنامج عرضنا صوره اجمالية لدور الفكر الأيراني في الثقافة العالمية والحضارة الأنسانية واعتباراً من هذه الحلقة وهي اولي حلقات المجموعة الثانية سنبدأ الحديث بمشاهير الفكر الأيراني وشخصيات لامعة ولدت وعاشت في ايران وكتب لها القدر ان تدفن خارج حدودها ومن اولئك الأفذاذ الشاعر العارف جلال الدين المولوي والشاعر نظامي گنجوي والعالم نصيرالدين الطوسي والعالم ابوريحان البيروني والفيلسوف شهاب الدين السهروردي والفيلسوف ابو نصر الفارابي.
وحلقة هذا اليوم نطل خلال دقائقها ومن نافذة التاريخ علي حياة الفيلسوف ابي نصر الفارابي من فلاسفة القرنين الثالث والرابع الهجريين.
الفارابي هو ابونصر محمد ابن محمد الفارابي ولد في فاراب في عام ۲٥۷ للهجرة الموافق لعام ۸۷۰ للميلاد.
واختلفت المؤرخون في مكان تولد الفارابي فقال بعضهم انه ولد في فاراب جنوب قزاقستان حالياً.
وقال اخرون انه ولد في فارياب في خراسان الكبري وهذه المدينة اليوم في افغانستان.
وعلي اي حال فأن الباحثين متفقون علي ان الفارابي كان ايرانياً من ابويين ايرانيين وكان والده يعمل في السلك العسكري يومذاك واكد هذه الحقيقة في كتابه [ انسان العيون] المؤرخ العربي ابن ابي عذيبة.
كما ان ابن النديم صاحب كتاب الفهرس هو الآخر اذعن بآن الفارابي ينحدر من اصل ايراني.
بيد ان ابن خلكان صاحب كتاب وفيات الأعيان ذهب الي ان الفارابي من اصل تركي وقول ابن خلكان هذا يتعارض مع الحقيقة وقد اثبت الباحثون الفيون زيف قول ابن خلكان فتكون النتيجة ان الفارابي من اصل ايراني لا تركي.
اعزاءنا، كيف عاش الفارابي طفولته وكيف امض سني شبابه للأجابة عن هذين السؤالين يقول عالم اللغة والتاريخ الأيراني المعاصر علي اكبر دهخدا صاحب موسوعة دهخدا الشهيرة يقول سمعت من استاذ الأدب الفارسي [ بديع الزمان فروز انفر] انه قال ليس في كتب التاريخ الموجودة حالياً ما يحدثنا حول نشأة الفارابي وطفولته واوان شبابه.
اما ابن ابي اصيبعه وكان اديباً في القرن السابع الهجري فقد نقل لنا خبرين متناقضين حول الفارابي. اول الخبرين يقول ان ابانصر الفارابي كان في شبابه يعمل حارساً لبستان من بساتين دمشق والخبر الثاني يحدثنا انه كان قاضياً في شبابه وان الفارابي وبعد ان اكتسب مزيداً من العلوم ترك مهنة القضاء ويم وجهه صوب العلم والمعرفة.
وعشق ابونصر الفارابي الفلسفة وانشد اليها كثيراً واخذ يشد الرحال طالباً الأستزادة من العلوم من هذا المعهد وذاك وكان نال حظاً وافراً من علوم عصره مكنته ان يعلو منصة الشهرة والشا والرفيع.
حضرات المستمعين من الناحية التاريخية فأن الفارابي كان معاصراً لعصر الدولة العباسية وعهود ازدهارها العلمي واقتدارها السياسي.
ويذكر المؤرخون ان ابا نصر الفارابي توجه الي بغداد عاصمة الخلافة العباسية للأنتهال من مناهل العلم والمعارف فيها.
وكان الفارابي في تلك الفترة ملماً لعلوم الصرف والنحو والفقه والحديث لكن نفسه كانت تهفو نحو الفلسفة والمنطق ودرس الفارابي الفلسفة والمنطق عند استاذ في بغداد وهو متي ابن يونس.
ومن بعد ذلك غادر الفارابي بغداد متوجهاً الي حران من مدائن تركيا اليوم وفيها درس عند يومنا ابن حيلان وتميز الفارابي بالذكاء وعلو الهمة الأمر الذي تمكن معها من متابعة تحصيلة الدراسي دون اية صعوبات تذكر.
وبعد ان استكمل الفارابي دروسه في الفلسفة عاد الي بغداد مركز العلم والمعرفة وبيت الحكمة وبدأ تدريس الفلسفة في معاهدها والتف من حوله طلاب الفلسفة الذين وجدوا في الفارابي استاذاً بارعاً والي جانب الفلسفة برع الفارابي في علم الرياضيات وعلم الموسيقي وكان له الموسيقي ذوق رفيع.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وصلنا الي نهاية هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية، البرنامج الذي اعده قسم الثاقفة والأدب والفن في اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران.
في الحلقة القادمة سنتوقف في محطات اخري من حياة الفيلسوف الأيراني الشهير ابي نصر الفارابي.
حتي اللقاء التالي نتمني لكم اطيب الأوقات. الي اللقاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة