البث المباشر

اللغة الفارسية ۲

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 10:22 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – فجر الإنتصار : الحلقة : 16

 

حضرات المستمعين الأكارم السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني، منار للبشرية.
اعزاءنا، ان اللغات بشكل عام هي جسور التواصل الثقافي والفكري شاركت اللغات التي تحدث بها الأيرانيون عبر ادوار التاريخ شاركت في نقل الفكر من ايران الي اجزاء اخري في العالم.
وبشكل عام فأن التطور اللغوي في ايران مر بعديد مراحل وفي العصر الساساني الذي سبق الأسلام كانت اللغة البهلوية لغة البلاد الرسمية.
والملاحظ ان هذه اللغة لم تكن لغة وافدة، حيث كانت لغات عدة وفدت ايران في العصور التي سبقت العصر الساساني ومهما كان فأن حركة الترجمة من لغات اخري الي لغة الأيرانيين وبالعكس والتي وضع اسسها الأخمينيون استمرت في زمن الدولة الساسانية.
ومضت حركة الترجمة في طريقها بعد ظهور الأسلام وبفضل هذا النشاط الثقافي ترجمت كتب كثيرة من اليونانية الي اللغة البهلوية. ثم وجد من نقل من هذه النصوص الي اللغة العربية. وقد قدمت هذه الأشعاعات الفكرية الوضاءة الي اوروبا من بلاد الأسلام فازالت ظلام الجهل الهالك الذي اطبق علي اوروبا خلال فترة القرون الوسطي.
ان علماء وادباء من ايران اسهموا في تطوير اللغة في ايران بعد ظهور الأسلام فخرجوا اللغة الفارسية الي رحاب واسعة لتنطلق في نشر تعاليم الأسلام ومعتقداته الوضاءة علماً ان الأيرانيين استفادوا من لغة الأسلام الرسمية وهي اللغة العربية في بناء مفردات لغوية جديدة ما كانت موجودة من قبل.
ويقول العالم الأيراني الشهير ابو ريحان البيروني انه كان يتكلم بلغة اهل خوارزم البلاد ولد فيها.
لكن البيروني يري ان تلك اللغة ما كانت تقوي علي نشر العلوم والمعارف الي اجزاء العالم جدير ان نذكر ان ابا ريحان البيروني هو من مشاهير الفكر الأيراني كان عالم فلك ورياضيات وملماً بعلوم اخري وله كثير من المؤلفات.
وقد سطع نجمه في القرنين الرابع والخامس الهجريين وكان البيروني يجيد عدة لغات هي الفارسية والعربية واليونانية والسريانية وانه استثمر هذه اللغات في ترويج واشاعة العلوم والمعارف في عصره.
وانتم وايانا في برنامج مشاهير الفكر الأيرانيو منار للبشرية من اذاعة طهران- صوت الجمهورية الأسلامية في ايران. من بعد فاصل نكمل ما بقي من حديث. تابعونا.
اعزاءنا بعد عدة قرون من اشراق شمس الأسلام اشتهرت في العالم الأسلامي اللغتان الفارسية والعربية وفي بعض من المدن مثل البصرة والكوفة كان الناس يتكلمون بلغتين هما العربية والفارسية.
واذا كان الأيرانيون قد اجادوا التكلم باليونانية في العصر الأشكاني فأنهم بعد الأسلام توجهوا صوب اللغة العربية والموا بها الماماً كبيراً وبرز من الأيرانيين علماء في اللغة العربية مثل العالم النحوي الشهير سبوية وفي اشارة تاريخية نقول ان العصر الأشكاني من عصور ايران قبل الأسلام حيث حكم الأشكانيون ايران اكثر من اربعة قرون ونصف القرن. قرنان منها كانا قبل الميلاد.
ويقول المؤرخون ان العرب كانوا لا يرغبون في تسجيل العلوم والمعارف وكانوا في الغاب يتناقلونها شفاهاً ولننقل هنا ما كتبه المؤورخ والأديب اللبناني المعاصر المرحوم جرجي زيدان صاحب المؤلفات القيمة في تاريخ الأسلام واللغة العربية.
ففي كتابه تاريخ التمدن الأسلامي، كتب جرجي زيدان يقول:
[ ان الأيرانيين ارتقوا مراتب الأستادية العالية في اللغة العربية وادابها وان اول كتب قواعد اللغة العربية خرجت من خراسان في شمال شرق ايران وقد وضع سيبويه وكان من اهالي بلاد فارس اول كتب في قواعد لغة العرب].
ومن بعد ما جاء من كلام المؤرخ والأديب جرجي زيدان. تعالوا لنري ما كتبه عالم الجغرافيا والرحالة المسلم الشهير محمد ابن احمد المقدسي البشاري، صاحب كتاب احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم حيث كتب قائلاً:
[ لقد شاهدت اهل خراسان في شمال شرق ايران وهم يتكلمون اللغة العربية بطلاقة وفي محاوراتهم يستخدمون كلمات وعبارات عربية خالصة ونقية].
وجاء في كتاب تاريخ ايران المنشور من قبل جامعة كمبرج في المملكة المتحدة [كان للأيرانيين كتاباً ومترجمين سهم وافر في نشر آداب اللغة العربية وان كثيراً من العلماء والكتاب العرب ينحدرون من اصول ايرانية]
واخيراً نقول ان تداخل اللغتين العربية والفارسية استمر لعدة قرون وكان من الشعراء من ينظم قصائد بالعربية القافية فيها او حرف الروي من الفارسية. وقد ذكر الجاحظ مثالاً علي ذلك الشاعر العماني الذي انشد في مدح هارون الرشيد الخليفة العباسي قصيدة بالعربية كانت القوافي فيها فارسية.
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا انتهت هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية الي اللقاء والسلام خير ختام

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة