البث المباشر

من سيرة الاولياء

الأحد 13 أكتوبر 2019 - 09:15 بتوقيت طهران
من سيرة الاولياء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 35: السيد محسن الامين يبني مدارس ويرفض وظيفة مغرية, السيد كاظم المدرسي واجتنابه التأمر على الآخرين, الشيخ الانصاري وإقداره بجميل والدته وخبيب بن عدي ورباطة الجأش عند القتل

وصلى الله على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين...
السلام عليكم ـ مستمعينا الافاضل ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
مستمعينا الاعزاء ـ كان السيد محسن الامين العاملي المجتهد الكبير(رض) قد شيد في سوريا مدارس للبنين والبنات لدراسة العلوم الدينية والعلوم الحديثة وانشأ جمعيات خيرة كجمعية رعاية الايتام والفقراء وجمعية الاحسان حتى بعث احد الوزراء ابنته لتدرس في مدرسته قائلاً: افضل الكمال الخلقي في هذه المدرسة على أي مدرسة اخرى. وفي عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا عرض الاستكبار الفرنسي على السيد محسن الامين (رحمه الله) وظيفة عالية هي منصب رئاسة العلماء ومجلس الافتاء وبراتب كبير وسيارة ودار واسعة، فكان جوابه للضابط الفرنسي: انني موظف عند الخالق العظيم وسيد الاكوان ومن كان كذلك لا يمكن ان يكون موظفاً عند المفوض السامي وان المعاش الكبير والمركز الخطير والدار الواسعة والسيارة المريحة، كل ذلك قد اغناني الله عنه بالقناعة.

 

كان آية الله السيد محمد كاظم المدرسي (رحمه الله) في غاية التواضع، لطيف الكلام شريف المرام انيساً لجالسيه عزيز النفس مع معاشريه، كان اذا احتاج الى شيء يقوم اليه بنفسه حتى وان كان ابنه او حفيده او احد تلامذته في تلك الساعة بالقرب منه "وهم بالتأكيد يفتخرون بتقديم أي خدمة له". ولكنه في اواخر سني عمره الشريف حيث كبر سنه كان اذا احتاج الى شيء نوَّه لهم حاجته في صيغة السؤال او الكناية وبالابتسام لا بكلمات الامر والمطالبة، فمثلاً اذا كان عطشاناً يقول لمن عنده على سبيل الملاطفة: انت عندما تعطش ماذا تفعل؟ واذا اصابه الجوع بشدة يقول: الهي انك تعلم باني جائع. وقد نقل احد تلاميذه "وكان ملازماً له" قائلاً: في مرة من المرات دخل عليه ضيوف ولم يكن احد من عائلته في البيت، فلم يقل لي، احضر الشاي، بل قال: هل تعرف كيف يصنعون الشاي؟! ولمَّا كان يحين وقت تناول الدواء وكان بعيداً عن متناول يده يقول لي: لو كان دوائي عندي لشربته الآن.

 

مستمعينا الاكارم ـ قيل لوالدة الشيخ الانصاري(رض): ان ولدك بلغ درجة عالية من العلم والتقوى، ونال رتبة الزعامة الدينية العليا للمسلمين الشيعة في العالم فقالت ـ طيب الله ثراها ـ لا عجب فقد كنت اتمنى له درجة اعلى من ذلك لانني ما رضعته مرة الا وانا على وضوء، وحتى في ليالي الشتاء الباردة كنت اقوم فاسبغ الوضوء ثم ارضعه وانا على الطهارة فلماذا لا يصبح اليوم الشيخ الانصاري؟!
ولقد بكى المرجع الكبير كثيراً عند وفاة امه الصالحة حتى جاءه بعض اصحابه يحاولون منعه من البكاء الشديد بل ربما لامه البعض منهم فقال لهم الشيخ: ان بكائي واسفي ليس لاني فقدت امي انما لافتقادي نعمة عظيمة مثل هذه النعمة المخدرة الصالحة اذ بوجودها المبارك كان الله تعالى يدفع عنا البلاء. وهكذا فان هذا المرجع الكبير الذي امتدت زعامته الدينية الى اقصى بلاد المسلمين كان يأتي كل اسبوع الى قبر امه المؤمنة ـ رحمة الله عليها ـ فيجهش بالبكاء فيقول له مرافقوه: ايها المرجع لا يجدر بك هذا البكاء على امك وانت صاحب مقام كبير عند الناس؟! فيقل لهم: ان كان لي مقام كبير كما تقولون فانني حصلت عليه بفضل تربية امي هذه المؤمنة بالله الصابرة التي سهرت الليالي من اجلي ومستقبلي.

 

روي ان المشركين حكموا على خبيب بن عدي بالقتل وقدم لينفذ فيه الحكم فطلب من جلاديه ان يمنحوه فرصة يناجي فيها ربه فقال لهم: دعوني اصلي ركعتين .. وبعد ان انتهى من صلاته انصرف اليهم وقال: لو لا ان تروا ان ما بي من جزع من الموت لزدت "أي في الصلاة" فكان اول من سن الركعتين عند القتل. ولما رفعوه على الخشبة لقتله قال: (اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولاتبق منهم احداً)، ثم انشد يقول:

ولست بمبد للعدو تخشعاً

ولا جزعاً اني الى الله مرجعي

ولست أبالي حين اقتل مسلماً

على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الاله وان يشأ

يبارك على اوصال شلو ممزع

وفي ختام البرنامج ـ ايها الافاضل ـ نتقدم لحضراتكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة