البث المباشر

الحياء

السبت 5 أكتوبر 2019 - 08:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 85

 بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء اليوم بكم من برنامجكم هذا وموضوعه هو خلق (الحياء) وهو من معالي الأخلاق الذي يحب الله عزوجل المتحلين بها كما يصرح بذلك حبيبنا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار-، فقد روي عنه في كتاب الكافي أنه قال:
"إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف" .
كما أنه من مكارم الأخلاق التي يحبها أهل بيت النبوة –عليهم السلام-، فقد روي في الكافي أيضاً عن مولانا الإمام الصادق – عليه السلام- قال: "إنا لنحب من كان عاقلاً فهماً حليماً مدارياً صبوراً صدوقاً وفيا، إن الله عزوجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فيه فليتضرع الى الله عزوجل وليسأله إياها... هن الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة" .
ومعنى الحياء –مستمعينا الأفاضل- هو إجتناب الإنسان كل فعل يخشى أن يعاب عليه أو يذم بسببه، ومرتبته السامية من أخلاق الله تبارك وتعالى وهي التي يذكر أحد مصاديقها الرسول الأكرم –صلى الله عليه وآله- في الحديث الذي رواه عند سلمان المحمدي –رضوان الله عليه- قال:
"إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد يديه أن يردهما صفراً –أي خالية- حتى يضع فيهما خيراً" .
والتحلي بهذا الخلق الإلهي الكريم من علامات صدق الإيمان بالله عزوجل، فقد روي في كتاب معاني الأخبار عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"الحياء والإيمان في قرن واحد، فاذا سلب أحدهما تبعه الآخر" وفي الكافي عن مولانا جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"لا إيمان لمن لاحياء له" .
وعن بركات التحلي بهذا الخلق النبيل تحدثنا الأحاديث الشريفة، فتذكر منها غفران الذنوب، فهو وسيلة للتطهر من المعاصي وإجتنابها، كما روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"أربعٌ من كن فيه وكان من قرنه الى قدمه ذنوباً بدلها الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر".
كما أنه وسيلة لستر العيوب كما يشير لذلك مولانا الإمام علي –عليه السلام- في وصيته لولده محمد بن الحنفية حيث قال كما في كتاب من لا يحضره الفقيه: "ومن كساه الحياء ثوبه إختفى عن العيون عيبه".
وهو زينة لصاحبه، كما يهدينا لذلك النبي الأعظم في الحديث المروي عنه في كتاب أمالي الطوسي حيث قال –صلى الله عليه وآله-:
"ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه" ، وقال: "الحياء خيرٌ كله" .
وأخيراً فإن من أعظم بركات الحياء الفوز بالجنة، ففي الكافي عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة".
وختاماً تقبلوا منا أيها الاعزاء جزيل الشكر على جميل الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، دمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة