البث المباشر

حسن الخلق مع الناس - القسم 2

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 - 12:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 6

السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاءٍ آخر من هذا البرنامج، نخصصه لوقفة عند طائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا في التحلي بفصيلة حسن الخلق وهو من معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله صاحب الخلق العظيم- صلى الله عليه وآله- الطيبين.
وقد عرفنا أيها الأعزاء في حلقةٍ سابقة أن حسن الخلق يصطلح على التعامل الطيب والودود مع الآخرين بما يشتمل عليه من حسن القول معهم والبشاشة في لقائهم والتواضع معهم والرفقة بهم ونظائر ذلك.
نبدأ أعزاءنا بحديثٍ لرسول الله- صلى الله عليه وآله- يبين لنا عظمة بركات التحلي بحسن الخلق فهي تضاهي بركات العبادة الخالصة لله عزوجل، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب (عيون أخبار الرضا- عليه السلام) أن الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وآله- قال:
"إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم".
وفي المقابل يحذرنا- صلى الله عليه وآله- من سوء الخلق والغلظة في التعامل مع الآخرين، حيث يقول في حديثين نقرأهما في الكتاب نفسه، الأول، قوله- صلى الله عليه وآله-:
"الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل".
والثاني قوله- صلى الله عليه وآله-:
"عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة".
أيها الأحبة، وحسن الخلق وطيب التعامل مع الناس من أخلاق صاحب الخلق العظيم- صلى الله عليه وآله- فالتحلي بهذا الخلق الكريم وسيلة للمؤمنين يلتحقون بها بحبيبهم المصطفى- صلى الله عليه وآله- يوم القيامة.
هذا ما ينبهنا إليه الصادق الأمين حيث يقول كما روي عنه في كتاب عيون أخبار الرضا- عليه السلام-:
"أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقا وخيركم لأهله".
وقال- صلى الله عليه وآله-:
"أحسن الناس إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله وأنا ألطفكم بأهلي".
كما روى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال حديثين شريفين يبينان أن جميل التعامل مع الخلق هو أفضل التوفيقات الإلهية للإنسان فهو نصف الدين، قال- صلى الله عليه وآله-: "حسن الخلق نصف الدين"، هذا هو الحديث الأول، أما الحديث الثاني فقد جاء فيه:- قيل يا رسول الله، ما أفضل ما أعطي للمسلم؟
فأجاب – صلى الله عليه وآله- قائلاً: حسن الخلق.
والخلق الحسن في التعامل مع الناس وسيلة لغفران الذنوب وجبران التقصير وإستكمال الإيمان، هذا ما يخبرنا به مولانا الإمام الصادق حيث يقول- عليه السلام- كما في كتاب الكافي:
"إن الخلق الحسن يميث [ أي يذيب] الخطيئة كما تميث الشمس الجليد".
وفي كتاب الكافي أيضاً عنه- عليه السلام- قال:
"أربعٌ من كنّ فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه الى قدمه ذنوباً لم ينقصه ذلك [ وهي] : الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن الخلق".
وقال- عليه السلام- أيضاً:
"إذا خالطت الناس، فإن استطعت أن لا تخالط أحداً من الناس الا كان يدك العليا عليه فأفعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له خلقٌ حسن فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم".
مستمعينا الأفاضل ولنا بأذن الله وقفة أخرى مع الأحاديث الشريفة الهادية الى بركات حسن الخلق في التعامل مع الناس نوكلها الى لقاءٍ مقبل من برنامجكم معالي الأخلاق من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نتمنى لكم أطيب الأوقات وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة