البث المباشر

رجز أحمد بن الامام المجتبى والشوق للقاء الله

الثلاثاء 24 سبتمبر 2019 - 09:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- هدير الملاحم: الحلقة 12

خرج يوم عاشوراء الفتى الحسني الغيور أحمد بن الامام المجتبى –عليه السلام- مدافعاً عن شريعة جده المصطفى – صلى الله عليه واله –صارخاً بوجه عتاة بن أمية وهو يرتجز قائلاً:

اني أنا نجل الامام ابن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

اضربكم بالسيف حتى يلتوي

أطعنكم بالرمح حتى ينثني

ضرب غلامٍ هاشمي علوي

حتى تولوا عن قتال ابن علي


وخاطب -سلام الله عليه- نفسه الشريفة قبل استشهاده قائلاً:

اصبر قليلا فالمنى بعد العطش

لاأرهب الموت اذا الموت وحش

ولم أكن عند اللقاء ذا رعش


بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأزكاها على النبي الصادق الأمين وعلى اله الميامين واللعن الدائم على أعداء الدين من الآن الى قيام يوم الدين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الاخوة الأعزة المؤمنون.. حيأكم الله وأهلا ومرحبا بكم.
ان الكثير من المسلمين توهموا في أصحاب النفاق فظنوا بهم خيراً حين رأوا ظواهرهم تواكب الاسلام وتجامل أهله ولم يطلعوا على ما أخفته بواطنهم من الكيد بالدين والوقيعة برسوله وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم.
ولوأن الامام الحسين سلام الله عليه أخبر الناس – وهو الصادق المصدق والمخبر من عوالم الغيب أطلعه الله عليها ورسوله – أن بني أمية لم يسلموا يوماً ما، وأن الجاهلية الأولى ما تزال تعيش في جوانحهم وجوارحهم وتسري في عروقهم وقلوبهم ما اقتنع الكثير ولو أنه عليه السلام أخبرهم أن بني أمية مازالوا يغلون بأحقادهم وأحسادهم على النبي وال النبي لما نالوا منهم يوم بدرٍ وحنين والاحزاب، وهم ينتظرون فرصة الانتقام ليشفوا فيها غليلهم البغيض، لتردد الكثير في قبول ذلك ولرده الكثير أيضاً… لكن كربلاء كشفت الحقائق هذه كلها وعلى مدى التاريخ.
أعزائي الكرام، لقد قصت علينا كربلاء من تاريخها قصصاً رهيبة فيما جنته اليد الأموية اللئيمة والنزعات الجاهلية المجرمة.. أما الالسنة فقد لفظت ما انطوت عليه النوايا والأحاسيس الجاهلية أيضاً فقالت شعراً فضحت أهلها وعرفتهم للاجيال وللتاريخ يكفي ذلك قول يزيد بمن معاوية لما رأى رؤوس الشهداء على أطراف الرماح في منظرةٍ علي(جيرون):

لما بدت تلك الحمول.. واشرقت

تلك الرؤوس على شفا جيرون

نعب الغراب فقلت: صح أو لاتصح

فلقد قضيت من الرسول ديوني!


ومن هنا حكم ابن الجوزي والقاضي أبويعلى والتفتازاني وجلال الدين السيوطي الشافعي بكفر يزيد ولعنه، وكتب المفسر الآلوسي الشافعي في كتابه(روح المعاني) في ظل قوله تعالي: «فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض» أراد بقوله: فلقد قضيت من الرسول ديوني أنه قتل بما قتله رسول الله -صلى الله عليه واله- يوم بدر، كجده عتبة وخاله وغيرهما وهذا كفر صريح ومثله تمثله بقول ابن الزبعري:

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل


..الى قوله:

قد قتلنا القرم من ساداتهم

فعدلناه ببدرٍ فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولاوحي نزل!

لست من خندف ان لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل


والقصيدة مشتركة أبياتها، بعضها وهي ستة عشر بيتاً – لابن الزبعري، والبعض الاخر أو أكثرها ليزيد نفسه، الذي صرخ بها معلناً كفره في طغيان ٍ أحمق وتشفٍ جنوني وقد ذكر هذه الابيات جملة من المؤرخين، على سبيل المثال: ابن كثير في(البداية والنهاية)، والخوارزمي الحنفي في (مقتل الحسين عليه السلام) ، وابن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح نهج البلاغة ) ، وأبوعلي القالي في ( اماليه ) ، والبكري في ( الشرح) ، والسيد ابن طاووس في ( الملهوف على قتل الطفوف ) ، كذلك ذكرها البيروني في (الاثار الباقية)، ورضا كحالة في(أعلام النساء) ، ومن قبله ابن طيفور في(بلاغات النساء) ، وابن هشام في(السيرة النبوية في واقعة أحد).
والان أيها الاخوة الأكارم، بعد أن علمنا أنه كان ليزيد شعر في قضية الحسين يوم حمل اليه رأسه الشريف ورؤوس الشهداء من أهل بيته وأصحابه، والأسارى من حريم رسول الله واليتامى والأرامل والاطفال، فهل كان له رجز أيضاً يا تري؟!
اخوتنا الأعزة الافاضل.. لقد روت لنا كتب التاريخ والمقاتل والأدب أن
يزيد بن معاوية كانت له عدة أراجيز في قضية قتله للامام الحسين -عليه السلام- احداها – أنشأها حين وصلت الرؤوس الشريفة الى الشام، فأمر أن يوضع رأس أبي عبد الله الحسين ريحانة رسول الله -صلى الله عليه واله في طستٍ أمامه، ثم انهال عليه ينكثه بمخصرته أو خيزرانته وهو يقول:

ياحسنه يلمع باليدين

يلمع في طستٍ من اللجين

كأنما حف بوردتين

شفيت غلي من دم الحسين

كيف رأيت الضرب يا حسين

وقد قضيت منك كلّ دين

يا ليت من شاهد في حنين

يرون فعلي اليوم بالحسين


وفي بعض النسخ :

شفيت قلبي من دم الحسين

أخذت ثاري وقضيت ديني!


والابيات –أيها الاخوة والأخوات– تحكي نفسها، فهي صريحة الكفر لاتحتاج الى تأويل فضلاً عن البيان، اذرهي ملأى بالانتقام من شخص رسول الله في سبطه سيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين وهي اعراب واضح وافصاح فاضح، أن يزيد لم يكن مسلماً قط، فالجاهلية مازالت تعيش في قلبه وتعشعش في صدره، وتلتهب حقداً في دمه على الاسلام ورسوله وأهله.. والا أي ديونٍ تلك التي قضاها يريد من النبي أو من الوصي؟! ولم كل هذا الانتقام والتنكيل والتشفي الأحمق؟! وأي ثأر جاهلي ٍ ذاك الذي يتحدث به يزيد عن بدرٍ وحنين؟! ثم أين كل ذلك من ادعائه الاسلام وخلافته لرسول الاسلام، وتسميه انتحالاً واغتصاباً بأمير المؤمنين؟!
نعم، وأين ادعاء البعض براءة يزيد من قتل الحسين وأنه لم يأمر به، وهو القائل حين شرب الخمر وجعل ينكث ثنايا أبي عبد الله الحسين -عليه السلام- بمخصرته في الطست:

نفلق هاماً من رجالٍ أعزة

علينا وهم حقا أعف وأصبر

وأكرم عند الله مناّ محلةً

وأفضل في كل الأمور وأفخر

عدونا .. وما العدوان الا ضلالة

عليهم، ومن يعدو على الحق يخسر

وأن تعدلوا فالعدل ألقاه آخرا

اذا ضمناّ يوم القيامة محشر

ولكننا فزنا بملكٍ معجلٍ

وان كان في عقباه نار تسعر


مستمعينا الأفاضل!
لقد استطردنا في الحديث عن تصريحات الطاغية يزيد الأموي بكفره وفيما أنشده من شعره بعد أن افتتحنا هذا اللقاء برجز الفتى الحسني الغيور أحمد بن الامام المجتبى -عليه السلام.
والهدف من هذا الاستطراد بين عمق التباين بين الجبهتين، حيث صدق الايمان بالله والشوق الى لقائه هو الحاكم في الجبهة الحسينية، في حين أن روح الالحاد بالله والكفر برسوله والانتقام من العترة المحمدية هي الحاكمة على الجبهة اليزيدية.
أعزائي الكرام وبهذا نأتي الى نهاية حلقة أخرى من برنامجهدير الملاحم قدمت لكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. نشكركم على حسن المتابعة، دمتم سالمين وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة