البث المباشر

مرثية الاديب حسن النحي (القرن الثامن)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:23 بتوقيت طهران
مرثية الاديب حسن النحي (القرن الثامن)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 52

اشتق اسمها من الكرب والبلاء.. فكانت كربلاء. كرب وبلاء في الدنيا على اهل بيت الرحمة سلام الله عليهم، وعلى محبيهمن وتابعيهم من اهل الايمان والتوحيد. وهي كرب وبلاء في الاخرة على اعدائهم ومبغضيهم وقاتليهم من اهل الجحود والنفاق.
في (كامل الزيارات) عن زينب بنت علي (عليه السلام) عن ام ايمن، قالت ـ في حديث طويا عن النبي (ص) انه قال: أتى جبرئيل، فأومى الى الحسين (عليه السلام) وقال: إنّ سبطك هذا مقتول في عصابة من ذريتك واهل بيتك وأخيار من امتك، بضفة الفرات بأرض تُدعى كربلاء، من اجلها يكثر الكرب والبلاء على اعدائك وأعداء ذريتك، في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته. وهي اطهر بقاع الارض وأعظهما حرمة، وإنها لمن بطحاء الجنة.
الفجيعة العظيمة التي انزلها منتحلو الاسلام سنة 61 هـ بأهل بيت النبي وأحبائه الاصفياء الاطهار، فجيعة تستعصي على التستر والاخفاء. ولقد كانت واقعة كربلاء الدامية وما تزال فاروقا بين اهل التوحيد المحمدي والقرآن واليقين، وبين طلقاء فتح مكة ومن والاهم.
وما يزال الحسين السبط سيد شباب اهل الجنة، شمساً ساطعة تسخو، في سكماء التوحيد الحقّ، بكل معاني الاضاءة والهداية والكشف؛ لأن درب الحسين صلوات الله عليه هو الدرب الصاعد الى الله عزوجل، ومن العبث ان يحاول اهل الشك والارتياب منع نور الشمس بالاصابع (ولو اجتمعوا له)! وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا!
هذا منشور آخر يجهر بالظلامة، صاحبه الشاعر حسن النحيّ من ثامن قرون المسلمين:

لمصاب الكريم زاد شجوني

فاعذلوني، أو شئتم فاعذروني

كيف لا اندب الكريم بجفن ٍ

مقرح بالبكا، وقلبٍ حزين ِ؟!

لهف قلبي عليه وهو جديل

فوق وجه الصعيد وهو دامي الجبين

يتلظى من الصدى .. وعلى

الخد جواري عيونه كالعيون ِ

لهف قلبي لثغره .. وهو يفترُّ

نظاماً كاللؤلؤ المكنون ِ

قج علاه قضيب كفِّ يزيد

الباغي الطاغي الظلوم الخؤون ِ

 

لست انساه بالطفوف فريدا

منشداً من لواعج وشجون ِ:

ليت شعري لأي ذنبٍ ـ ويا ليت ـ

على أي بدعةٍ يقتلوني؟!

إن يكن قد جهلتم الفضل منا

فاسالوا محكم الكتاب المبين ِ

والدي اشرف الورى بعد جدي

واخي اصل كل فضل ٍ ودين ِ

والبتول الزهراء امي، وعمّي

ذو الجناحين صاحب التمكين ِ

ويُنادي: يا ام كلثوم قومي

قبل تفريق شملنا ودعيني

واذر في دمعك المصون على

الخد، ونوحي عليّ .. ثم اندبيني

وإذا ما رأيت مقتول ظلم

منعوه عن حقه .. فاذكريني

لهف قلبي لزينب وهي تبكي

وتنادي من قلبها المحزون ِ:

يا اخي يا مؤملي يا رجائي

يا منائي يا مسعدي يا معيني

كنت أمناً للخائفين ويُمناً

للبرايا ، في كل وقت وحين ِ

يا هلالاً لما استتم ضياءً

غيَّبته بالطف أيدي المنون ِ

ليت عينيك يا شقيقي ترانا

حاسرات من بعد خدر ٍ وصون ِ

سافرات الوجوه منتهكاتٍ

بين عبدٍ باغ ٍ، ووغدٍ لعين ِ

 

آل طه، يا من بهم يغفر

الله ذنوبي، وما جنته يميني

انتم قبلتي وحجّي وفرضي

وصلاتي وأصل نُسكي وديني

من تمسك بكم وأمَّ اليكم

قد نجا والتجى بحصن ٍ حصين ِ

لا ابالي إذا حظيت لديكم

قرّبوني الانام او ابعدوني

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة