البث المباشر

البهجة والشجن في مرثية حسينية للاديب علي الورد

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 15:10 بتوقيت طهران
البهجة والشجن في مرثية حسينية للاديب علي الورد

إذاعة طهران- يوم لا كالآيام: نقدم لكم الحلقة 42

يتيقظ المؤمن ويتبصر.. فلا تخدعه مكائد التزوير، ولا تستغفله أبواق الاعلام الكاذب الذي يقلب الحقائق ويشوّه الثوابت. وقد شهدت فاجعة كربلاء ـ فيما شهدت ـ أنماطاً من التزوير الاعلامي الغاشم... فكان ذلك لأهل البيت(ع) ظلانة جديدة تضاف الى الظلامات.
عن عبد الله بن الفضل، قال: قلت للصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله، كيف سمَّت العامة يوم عاشوراء يوم بركة؟
فبكى عليه السلام، ثم قال: لما قُتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام الى يزيد، فوضعوا له الاخبار، وأخذوا عليها الجوائز من الاموال.. فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم، وأنه يوم بركة؛ ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن... الى الفرح والسرور والترّك والاستعداد فيه... حكم الله بيننا وبينهم.
بهجة الله...هو الحسين صلوات الله عليه... أو لم يقل جده المصطفى صلى الله عليه وآله: "الحسين زين السماوات والارض
الشاعر الجليل علي الورد له اهازيج مسرّات حسينية، ولكن ـ برغمه ـ يُداخلها الحزن والنَّعي والشَّجن:

ذكراك للمبتلى ... روح وريحانُ

ونور حبك في الالباب إيمانُ

يا مهجة المصطفى، يا ضوء ناظره

آيات مجدك للاجيال فرقانُ

شدا به الملأ الاعلى... ورتلها

في روضة الخلد بين الحور... رضوانُ

تالله، لم يتلُ قبل اليوم ملحمة

كهذه،في رياض الخلد، جَنانُ

ولا رأينا كمثل ابن البتول فتى

تنمى اليه العلى والعزُّ والشانُ

فيا ربيب الهدى، يانور موكبه

يامن لعَين ِ رسول الله إنسانُ

إن كان للمجد عنوان فأنت له

مهما تباينت الامجاد... عنوانُ

ينسى السَّناء إذا ماالليل يعقبه

ونور وجهك لا يعروه نسيان ُ

فهو الدليل إذا ضلت نجائبهم

وهو المنار إذا ماتاه رَبانُ

صفاتك الغرُّ أسمى أن يقوم بها

نظم ونثر وإبداع وإحسانُ

مآثر في سماء المجد مشرقة

لم يأل ترتيلها شيب وشبانُ

 

بنو أمية... للشيطان ما فعلوا

وللضلالة ما سادوا وما دانوا

من كل محتقر ٍ في زي محترم

ومبصرين... وهم ـ تالله ـ عميانُ

وقيل: قد فتح الامصار جيشهم

وامتد منهم الافاق سلطانُ

ما قيمة الفتح إن ساد الفساد به

وعمَّ في ظله ِ ظلم وطغيانُ؟!

ماالفتح أن تفتح الامصارعن جشع

الفتح عدل وأخلاق وعمرانُ

فتلك يثرب... سلها عن مثالبهم

تُنبيك يثرب، والانباء أشجانُ

حمى النبي أباحوه... فواعجباً

كيف استقرت على الاقذاء أجفانُ؟!

وذلك البيت ـ بيت الله ـ قد هُدمت

جوانب منه... حيث اندك أركانُ

وقبلها وقعة في الطف دامية

شبّت لها في فؤاد الحقِّ نيرانُ

يوم به وقف التاريخ منذهلاً

لما جرت من دم الاحرار وديانُ

ويا سماء، ويا ارض العلى انقلبي

هذا الحسين قطيع الراس عريانُ

ملقى على الرمل اشلاء موزّعة ً

والسافيات... له غُسل وأكفان ُ!

ويا سماء العلى... لا تطلعي قمراً

ففي سماء الطفِّ أقمار لها شانُ

أبوا سوى العزَّ في اسمى مراتبه

فاستشهدوا فيه... لا ذلوا ولا هانوا

مضوا الى ربهم، يحدوهم بطل

تشدوا بذكراه أحقاب وأزمانُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة