البث المباشر

جامعة ابن سينا في همــــدان – ق۱

السبت 21 سبتمبر 2019 - 10:26 بتوقيت طهران

 

مستمعينا الأكارم في كلّ مكان !
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات ، وكلّ المراحب بكم في هذا اللقاء الآخر الذي يتجدّد مع حضراتكم عبر جولة أخري من جولاتنا بين الصروح العلميّة في إيران الإسلام ....
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
سنتعرّف في هذه الحلقة من البرنامج علي جامعة ابن سينا في محافظة همدان التي تعتبر بوّابة التاريخ وعاصمة التاريخ والحضارة الإيرانيّة . فحينما بدأت الحضارة و التمدّن مرحلة جديدة خلال القرون الخمسة والعشرين الماضية ، حظيت سفوح سلسلة جبال ألوند وزاغرس باهتمام الحكّام أكثر من أي منطقة أخري بسبب خصوصيّاتها المنقطعة النظير ، وذلك باعتبارها مركز الحضارة والتمدّن . وكل من الآثار المتبقيّة من العصور التاريخيّة المختلفة الموغلة في القدم ، يروي حدثاً عجيباً ومدهشاً في هذه المنطقة . 
وتدل التنقيبات الأثريّة في تلال جيان في نهاوند وبابا كمال علي قدم هذه المنطقة. وقد توصّل البروفيسور غريشمن ، عالم الآثار الفرنسي المعروف في أبحاثه إلي أن مدينة هگمتانا كانت تسمّي قبل ذلك أكسايا أي مدينة الكاسيين و قد أسهم استقرار أول دولة إيرانيّة علي يد الميديين في هگمتانه في شهرتها عالميّاً .
واسم همدان مشتق من كلمة هگمتانه الفارسيّة القديمة والتي تمّ ضبطها في نقش بيستون من قبل الملك الأخميني داريوس . وقد ذكر هذا الاسم في اللغة اليونانيّة بلفظ إكباتان . ويري الباحث الفرنسي ، جيرك دي مورغان أن مدينة همدان كانت دون شك المدينة الوحيدة المهمّة في هذه المنطقة ، وقد رآها هيرودوت و ذكرت الكتابات المسماريّة أن اسمها إكباتانه . 
ويعود تاريخ همدان إلي أكثر من ثلاثة آلاف عام وينسب المؤرخ اليوناني المعروف ، هيرودوت تأسيس هذه المدينة إلي أول ملوك ميديا ، دياكو . وكانت همدان تسمّي في ذلك الوقت هگمتانه بمعني موضع التجمّع ثم سمّيت إكباتان . وفي سنة ٥٥۰ قبل الميلاد سيطر الملك الأخميني ، كورش علي هذه المدينة ، وفي عصر الإخمينيين كان الإسكندر يتخذ من مدينة همدان عاصمة صيفيّة له . وفي العقد الثاني من الهجرة وبعد فتح نهاوند ، تشرّف أهالي هذه المنطقة بالإسلام .
أحبّتنا المستمعين !
تضمّ همدان الكثير من الآثار التاريخيّة والثقافية والطبيعية ؛ من مثل مرقد العالم الكبير ابن سينا ، ومرقد الشاعر الإيراني المعروف بابا طاهر ، و نقوش گنجنامه ( حيث أمر داريوس الأول الإخميني بحفر نقش گنجنامه بعد الفراغ من نقوش بيستون الحجريّة ) ، وقبّة العلويين ( وهي من الأبنية والآثار القيّمة و القليلة النظير في القرون الإسلاميّة الوسطي ) ، و بقعة استر ومردخاي وتمثال الأسد الحجري . 
كما تقع مجموعة گنجنامه الترفيهيّة والسياحيّة والرياضيّة في ميدان گنجنامه وعلي بعد ٥ كيلومترات من همدان وإلي جوار النقوش القديمة وشلّال گنجنامه . 
جدير ذكره أن همدان كانت منذ القدم مهداً لكبار الشخصيّات والعلماء ومنهم الشاعر بابا طاهر ، وابن سينا ، والخواجه رشيد الدين فضل ، والشاعر سعد سلمان ، وقوام الدين درگزيني ، وفخر الدين اعلاء الدولة عربشاه ، وأبي العلاء الهمداني ، ومير سيّد محمد الهمداني ،والخواجه نصير الدين الهمداني ، ومير معز الدين محمد إمامي ، و ورفيع الدين عليشاه مفرد ، وابن فقيه ، والشيخ شرف الدين درگزيني ، وعباس بن مشكويه ، وبديع الزمان ، وكليم الهمداني ، وغلام شمس ، ومفتون وميرزاده عشقي . 
مستمعينا الأفاضــــل !
تقع جامعة أبي علي ابن سينا في مدينة همدان . وقد اتخذت الخطوات الأولي لتأسيس هذه الجامعة في شتاء عام ۱۹۷۳ استناداً إلي معاهدة مشتركة بين الحكومتين الإيرانيّة والفرنسيّة . وصادق مجلس تنمية التعليم العالي آنذاك في اجتماعه الرابع والتسعين في عام ۱۹۷٤ علي رخصة تأسيس جامعة ابن سينا في همدان . وتأسست الجامعة في سنة ۱۹۷٥ وبدأت نشاطها التعليمي عام ۱۹۷٦ من خلال قبول ۲۰۰ طالب في المراحل الدراسية المختلفة من الدبلوم وحتي الماجستير في أربعة فروع هي التنمية الزراعية و علوم الصحّة وعلوم البيئة والعلوم التعليمية.
وتبلغ المساحات المخصّصة للتعليم ووسائل التعليم والإيضاح والخدمات الرفاهيّة و القسم الداخلي حوالي ۲٥۰ ألف متر مربّع حيث تمّ تشييدها في الموقع الرئيس وعلي مساحة تبلغ ما يقرب من ۱۲۲ هكتاراً .
وفي عام ۲۰۱٥ م احتلّت هذه الجامعة الرتبة ۱٦۸۱ في العالم من حيث تصنيف المواقع الألكترونيّة للجامعات والمؤسسات العلميّة في العالم ، والرتبة ٤۷۰ علي مستوي آسيا ، والرتبة ۸٥ في الشرق الأوسط والرتبة ۲۱ علي مستوي جامعات إيران والرتبة ۲۱ بين جامعات إيران والرتبة ۷٥ بين جامعات العالم الإسلامي من حيث معيار ISC أو قاعدة العلوم الإسلاميّة للاستناد .
وفضلاً عن ذلك فقد شغلت جامعة همدان المرتبة السابعة بين الجامعات الداخليّة من حيث الاستناد إلي المقالات والرتبة الخامسة من حيث عدد العلماء . كما تضم هذه الجامعة علماء متميّزين علي مستوي داخل البلاد من مثل الدكتور محمد علي زلفي ، والدكتور داود نعمت اللهي الأستاذين في فرع الكيمياء ، و الدكتور منصور غلامي الأستاذ في فرع الهندسة الزراعيّة ، والدكتور أردشير خزائي الأستاذ في فرع الكيمياء. 
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
ومن الخصوصيّات البارزة لجامعة ابن سينا الجودة العالية لنتاجاتها العلميّة و تطوير الدراسات العليا حيث يعتبر ذلك من ثمار جهود المسؤولين وأعضاء الهيئة التدريسيّة لهذه الجامعة علي مرّ السنين . كما تعدّ هذه الجامعة متميّزة في إيران والعالم في علم الكيمياء و مستوي الاستنادات والإحالات إلي مقالات أعضاء هيئتها التدريسيّة . وتعتبر هذه الجامعة واحدة من الجامعات المؤثرة في العالم والتي تشكّل نسبة الواحد في المائة. 
تضم جامعة ابن سينا في الوقت الحاضر ٤۱۷ عضواً في الهيئة التدريسيّة و ۷٥۰ موظّفاً و ۱۳۰۰ طالب و ۳۱۰ فروع دراسيّة ناشطة في مراحل الدبلوم والبكالوريوس والماجستير وحوالي ۳٤۰۰۰ خرّيج . كما تشتمل هذه الجامعة علي ۱۳ كلية تحتل من بينها كليات الكيمياء و الكلية التقنيّة والهندسة والزراعة والعلوم الأساسيّة والعلوم الإنسانيّة درجة مرموقة من حيث الإنتاجات العلميّة وجذب الطلبة. 
ويعتبر مركز التنمية من المؤسسات التابعة لهذه الجامعة حيث يضمّ ۲٥ شركة ناشطة في مجال تقنية المعلومات وتقنيّة المعلومات والاتصالات IT و ICT وقد حقّق تقدّماً لافتاً في مجال اجتذاب الطلّاب والنخبة من أصحاب المشاريع والأفكار في مجال تطوير التقنيّات . 
أعزّتنا المستمعين !
جولتنا بين أروقة وأقسام جامعة أبي علي ابن سينا ستتواصل بإذن الله في محطّتنا القادمة عند صروح إيران الحضاريّة ، نشكر لكم طيب متابعتكم ، وكونوا في انتظارنـــا .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة