البث المباشر

جامعــــــة المذاهب الإســـلاميّة

السبت 21 سبتمبر 2019 - 10:08 بتوقيت طهران

 

إخوتنا المستمعين الأكارم في كلّ مكان !
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات ، وكلّ المراحب بكم في هذا اللقاء الجديدي الذي يسرّنا أن يجمعنا بكم بين رحاب صرح آخر من صروح جمهوريّة إيران الإسلاميّة العلميّة ، حيث سنتوقّف في حلقتنا لهذا الأسبوع والحلقة القادمة عند جامعة أخري من الجامعات التي تأسست بعد انتصار الثورة الإسلاميّة ، وهي جامعة المذاهب الإسلاميّة ، كونوا برفقتنا ....
مستمعينا الأفاضل !
تأسست جامعة المذاهب الإسلاميّة بتوجيه من جانب سماحة قائد الثورة السيّد الخامنئيّ – حفظه الله ورعاه - لتأسيس مؤسسة تعليمية عليا في مجال التقريب بين المذاهب الإسلاميّة ، وبعد قيام المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بعقد جلسات متعددة، أُعِد مشروع لتأسيس خمسة فروع دراسية في فقه الإمامية والفقه الشافعي والفقه الحنفي والفقه المالكي والحنبلي، وقد اعلن المجلس الأعلى للثورة الثقافية موافقته النهائية على قانون تأسيس للمجمع العالمي للعلوم والمعارف الاسلامية وكذلك موافقته المبدئية مع تغيير اسم المجمع إلى جامعة المذاهب الاسلامية شرط إعداد المقدمات والتجهيزات اللازمة لذلك وتأسيس الفروع الدراسية المذكورة. واخيراً وبعد اعداد المقدمات اللازمة اعلنت وزارة العلوم والبحوث موافقتها القطعية بشأن ذلك وأبلغت ذلك للجامعة.
وقد التقت هيئة امناء جامعة المذاهب الاسلامية سماحة قائدَ الثورة الاسلامية ،وأكد سماحته في هذا اللقاء على نقاط بارزة ، ومنها: إحياء الفقه غير الشيعي بين الامامية ، وفقه الامامية بين اتباع المذاهب الاخرى مع تقديم نماذج تاريخية ، وايجاد مجالات التقريب العملي، ومنع الحالات المعادية للتقريب بين الطرفين و ايجاد مجالات حسن الظن في الفكر الشيعي بين اهل السنة.
ومن منطلق الاهتمام بتوجيهات سماحة قائد الثورة فقد خطت جامعة المذاهب الاسلامية خطوات جدية نحو اصلاح الامور والتنمية الكمية والنوعية للجامعة ومازالت امامها بعض الخطوات التي عليها أن تخطوها في المستقبل القريب .
أحبّتنا المستمعين الأكارم !
تعدّ جامعة المذاهب الإسلاميّة الامتداد لمذهب التقريب في العالم الإسلامي . علماً أن التقريب بين المذاهب الإسلامية هو حركة إصلاحيّة قامت علي أساس التعاليم الإسلاميّة الأصيلة و علي طريق الحركة التوعويّة للسيّد جمال الدين الأسدآبادي وبعد تأسيس دار التقريب . 
وقد كانت دار التقريب قد تأسّست من قبل العلّامة الشيخ محمّد تقي القمّي من جانب آية الله العظمي البروجردي وبدعم من شيوخ الأزهر عام ۱۹٤۷م في القاهرة و سمّيت دار التقريب استناداً إلي فكرة الشيخ حسن البنّا . وقد استطاعت هذه المؤسسة خلال فترة قصيرة أن تكسب ثقة علماء الطراز الأول في العالم الإسلامي وتعاونهم وأن تقدّم آثاراً حسنة عن التضامن بين أتباع المذاهب . ولكن دار التقريب مالبثت أن احتجبت بعد وفاة مؤسسيها وتغيّر الظروف السياسية السائدة في مصر آنذاك ، ولكنالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة تأسس بعد انتصار الثورة الإسلاميّة في طهران بأمر من سماحة قائد الثورة الإسلاميّة السيّد الخامنئي ( حفظه الله ورعاه ) عام ۱۹۹۰م وبنفس الأهداف . 
وبعد تأسيس هذا المجمع ، كانت هنالك حاجة إلي جامعة تابعة لمجمع التقريب تؤدّي دور جامعة الأزهر . ولذلك فقد تأسسالمجمع العالي للعلوم والمعارف الإسلاميّة عام ۱۹۹۲علي ضوء توجيهات سماحة القائد وبهمّة آية الله واعظ زاده خراساني ، الأمين العام آنذاك للمجمع العالمي للتقريب وبالتعاون مع علماء كبار مثل السيّد محمّد باقر الحكيم ( عضو هيئة الأمناء والأستاذ في جامعة المذاهب الإسلاميّة ) ، وآية الله التسخيري ، و الشهيد ماموستا شيخ الإسلام ، وآية الله خسروشاهي ، والعلّامة عميد زنجاني ، والدكتور السيّد جعفر شهيدي والدكتور بي آزار شيرازي و الأعضاء الآخرين في اللجنة العليا لمجمع التقريب العالمي . و عمدت هذه الجامعة إلي قبول الطلّاب لأول مرّة عام ۱۹۹٥ وبشكل رسمي بعد تغيير اسمها من المجمّع العالي للعلوم والمعارف الإسلامية إلي جامعة المذاهب الإسلاميّة ، وبدأت نشاطها بفرعي الفقه والمذاهب الإسلاميّة وهي : المالكي و الحنبلي والزيدي والحنفي والإمامي .
إخوتنا ، أخواتنا المستمعين والمستمعات !
تستقبل جامعة المذاهب الإسلاميّة اليوم الطلّاب من داخل البلاد وخارجها بعد حصولها علي موافقة وزارة العلوم والبحوث والتقنيّات في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه و تنشط فيها المؤتمرات والندوات والمحاضرات الفقهيّة للمذاهب الإسلاميّة علي المستوي الدولي وهي اليوم من الجامعات الناجحة والمؤثّرة في داخل البلاد والعالم الإسلامي وتعتبر عضواً في اتحاد جامعات العالم الإسلامي . 
وقد تمكّنت جامعة المذاهب الإسلاميّة في هذه الفترة أن تخرّج للعالم الإسلامي عدّة أجيال من الطلبة بروح تقريبيّة ، وذلك من خلال تأسيس قسم للنساء وفروع في سنندج وبندر عبّاس وزاهدان في المراحل الثلاث البكالوريوس والماجستير والدكتوراه حيث يشغل الكثير منهم الآن مقاعد تدريسيّة في أفضل جامعات العالم كما يعدّ العديد منهم من المديرين والمتخصصين العلميين والثقافيين للجمهوريّة الإسلاميّة في إيران فضلاً عن أن البعض منهم يتوّلون اليوم المناصب الجامعيّة المهمّة . 
وتتمثّل رسالة جامعة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة في نشر نزعة التقريب و حل النزاعات بين المسلمين و إيجاد أرضيّة حسن الظن والتعامل بين أتباع المذاهب الإسلاميّة . وعلي هذا الأساس ، فقد استطاعت هذه الجامعة خلال أكثر من عقدين ومن خلال اجتذاب الطلبة من الشيعة والسنة الإيرانيين والأجانب أن تربّي جيلاً من المتخصّصين بروح تقريبيّة حيث إن كلاً منهم يؤدّي دوراً كبيراً وخاصة في مناطق تواجد القوميّات الإيرانيّة . 
والهدف من تأسيس هذه الجامعة تربية جيل من العلماء والمفكّرين والباحثين المسلمين يحيطون علماً بأصول المذاهب الإسلاميّة فضلاً عن مذاهبهم و يعملون علي وحدة المسلمين وتضامنهم . ومن جملة الأهداف الأخري لهذه الجامعة ، تربية المدرّسين والباحثين المتمرّسين في الفقه وأصول القانون ( الفقه المقارن ) والأصول وعلوم القرآن والتاريخ الإسلامي والكلام والعرفان للمدارس والجامعات والمراكز الدينية والثقافيّة .
مستمعينا الأكارم !
جولتنا بين أرجاء جامعة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة سنواصلها في الحلقة القادمة من برنامجكم صروح حضاريّة ، حتي ذلك الحين ، نستودعكم الله تعالي شاكرين لكم طيب متابعتكم .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة