البث المباشر

هو قلب زينب (عليه السلام) القسم 1

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 13:45 بتوقيت طهران
هو قلب زينب (عليه السلام) القسم 1

إذاعة طهران-يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 12

عن معاوية بن وهب، قال ـ في ضمن حديث طويل نجّزئ لهذه الحلقة قسما ُ منه ـ قال: دخلت على ابي عبد الله (الصادق) عليه السلام، وهو في مُصلاه، فجلست حتي قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربّه ويقول:
يا من خصّنا بالكرامة ووعدنا الشفاعة، وحمَّلنا الرسالة وجعلنا ورثة الانبياء، وختم بنا الامم السالفة، وخصّنا بالوصّية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي الينا.. إغفر لي ولأخواني وزوار قبر ابي الحسين بن علي صلوات الله عليهما ... الذين انفقوا أموالهم وأشخصوا ابدانهم في برِّنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا ً أدخلوه على نبيك محمد ٍ صلى الله عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا ً أدخلوه على عدونا؛ أرادوا بذلك رضوانك.. فكافهم عنّا بالرضوان، واٌكلأهم بالليل والنهار، وأخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، وأصبحهم واكفهم شرّ كل جبار عنيد، وكلّ ضعيف من خلقك أوشديد، وشر شياطين الانس والجنّ، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
الصدّيقة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليه... علم شامخ من أعلام كربلاء. حملت على كاهلها أعباء الواقعة العاشورية المفجعة، ونهضت باسلة شجاعة بوقائع ما بعد عاشوراء: أسرا ً وسبيا ً وحماية للسبايا من آل محمد، وهم يطاف بهم من كربلاء الى الكوفة الى الشام.
إنه قلب زينب الكبير الكبير. وهذا شاعر ولائي متبصّر يحكي لنا لمحات عن مواقف هذه العلياء المعظمة، في قصيدة عنوانها:

هو قلب زينب

نستمع الى أبيات منها:

هي زينب صنع الجميل لخلقه

فقد اصطفاها للزكية محرما

هي من حروف السرفي قطب الرحى

في فاطم مستودعا ً مستعصما

هي زينة المولى علي المرتضى

توحيده، هي صبره فيها نما

هي طيب طه، هديُ سبطي أحمدٍ

هي دمع اصحاب الكساء ململما

هي آية التطهير إذ تبكونها

دمعا طهورا للنفوس وعاصما

تبكون زينب ام كلِّ مصيبة ٍ

جزعاً يصير لكل جرح بلسما

تبكون زينب إذ تُقدِّم للردى

برباطة الجأش الشقيق الافخما

لما اتى قدس الخيام مودعا ً

مسترجعا ً، من أهله مُستعلما:

(من ذا يقدِّم الجواد بكشفه

عنيّ البلا، فأجيب ربي مُسلما؟

من ذا يُقدِّم للمنية وارثا ً

منّي الامانة آخذاً ومقدِّما)

فاسترجعت بنت البتول، وقدّمت

لشقيقها ذاك البُراق مُطهَّما

وتناولت كأس البلاء، وبعضه

قد هدَّ من صُلب الجبال الاشمما

 

تبكون زينب، وهي تنقلُ قُبلة ً

لشقيقها، والقلب نارا ً أ ُضرما

كانت امانة أمها لثمت بها

صدر الحسين، ومنحرا ًقد ثلما

تبكون زينب إذ تُغالب لوعة ٍ

جاشت بها لكفيلها إذ قطما

عباسها، وقد انحنى لمصابه

ظهر الحسين، فعاد يندب ضيغما

تبكون زينب وهي تسعى في لظى ً

بين الخيام وصدر وال ٍ هُشِّما

تبكون زينب وهي تُسلب عُنوة ً

فالكون أمسى في عزاها مأتما

تبكون زينب وهي تجمع صبية

هاموا شتاتاً في البرية حُوَّما

تبكون زينب إذ ترحل عن رُبى

أرض الحسين وقلبها متقسّما

هو قلب زينب حَلَّ فيه إلاهها

فغدا يفيض ُ بجوده متكرِّما

تبكون زينب إذ تقاد أسيرة ً

وهي التي انقادت لعا جندُ السَّما

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة