البث المباشر

شرح فقرة: "وأخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، وأسكنهم..."

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 11:22 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، وأسكنهم " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء في زمن الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) وهو دعاء يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة كما يقرأ في مطلق الاوقات وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان ينصر الامام المهدي في حركته الاصلاحية التي ترث الارض ليجهز على الاعداء الذين زرعوا الارض جوراً وظلماً وفي هذا السياق يقول (وأخزهم في عبادك والعنهم في بلادك واسكنهم اسفل نارك).
هذه الفقرات من الدعاء مع كونها واضحة الا ان القاء الضوء عليها لا يخلو من فائدة وهذا ما نعرض له الان...
ان هذه الفقرات الثلاث تتطلب تأملاً خاصاً من قبل قارئ الدعاء حيث يحق له ان يسأل مثلاً ما هو السر الكامن وراء الاشارة الى العباد والبلاد والنار؟ هل هو مجرد توسل بالله تعالى بان يدحر العدو في هذا الميدان او ذاك؟ ام ان المسألة تنطوي على نكات يحمل بنا ملاحظتها؟
بالنسبة الى الظاهرة الاولى وهي التوسل بالله تعالى بان يخزي الاعداء بين طبقة البشر حيث اسماهم الدعاء بعباد الله تعالى نجد ان نكتة مهمة تتوارى خلف هذه العبارة وهي ان الله تعالى خلق عباده ليمارسوا العبادة تبعاً لقوله تعالى: «وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون» وبما ان الاعداء الذين يحاربهم الامام(ع) لم يمارسوا وظيفتهم العبادية فلابد حينئذ من فضح شخوصهم والحاق الخزي بهم بين عباد الله تعالى، من هنا فان الاشارة الى عباد الله تعالى تعني كما تحتمل ذلك العباد التي مارسوا العبادة وانتسبوا الى خط الامام المهدي(ع).
اما بالنسبة الى العبارة الثانية وهي (والعنهم في بلادك) فان قارئ الدعاء بمقدوره ان يتأمل قليلاً حتى يصل الى استخلاص او استلهام يقول ان الدعاء المذكور قد استخدم كلمة بلاد الله تعالى، ليشير بها الى ارضه تعالى حيث خلقها الله تعالى ليمارس عباده خلافتهم او عبادتهم فيها، وبما ان الاعداء كما ذكرنا لم يمارسوا وظيفتهم العبادية في ارض الله تعالى حينئذ فلابد من انصباب اللعنة عليهم بصفتهم جنوداً لابليس الذي تكبر واستكبر وتمرد على اوامر الله تعالى فاستحق اللعنة وتبعاً لذلك فان جنوده وهم اعداء الامام المهدي(ع) واعداء المذهب الحق واعداء الرسول(ص) واعداء الله تعالى يستحقون اللعنة بدورهم وهذا ما اضطلع به الدعاء بالنحو الذي لاحظناه.
يبقى ان نستلهم الدلالة الكامنة وراء التوسل بالله تعالى بان يصلي اعداءه النار حيث قال (واسكنهم اسفل نارك) هذه العبارة تستوقف قارئ الدعاء بلا شك وذلك لجملة اسباب طبيعياً ان اعداء الله تعالى هم اصحاب النار هم فيها خالدون ولا شك في هذا المصير المكتوب عليهم، ولا عجب في ذلك ولا ضرورة للتساؤل عنه بيد ان النكتة هي ان هذه الفقرة من الدعاء تقول واسكنهم اسفل نارك ثم تكرر الاشارة الى النار في مواقع متسلسلة من المقطع فتقول واحط بهم اشد عذابك واصلهم ناراً واحش قبور موتاهم ناراً واصلهم حر نارك هنا نحسبك ستقف منبهراً ومتعجباً ومتسائلاً ومتحيراً حيال التفسير وراء ما لاحظناه من التكرار لعبارة النار التي نستشف من تكرارها الجمع بين نار الدنيا ونار الاخرة ونار القبر ونار الاحياء ونار الموتى بعبارة اسكنهم اسفل نارك تشير الى نار الآخرة بوضوح وفي اشد درجاتها موقعاً وهو اسفل النار حيث لا عذاب اشد منها وهو معد للكفار والمشركين والنواصب حيث ينطبق عليهم هذا الوصف للموقع المتقدم من النار ونلاحظ عبارة واصلهم حر نارك وعبارة واصلهم ناراً حيث يتردد قارئ الدعاء في تحديد نار الاخرة من الدنيا كما نلاحظ عبارة واحش قبور موتاهم ناراً مما تعني شمول ذلك للموتى في قبورهم هذه جميعاً يقف عندها قارئ الدعاء متسائلاً عن النكات الكامنة وراء ذلك وهذا ما نحاول انارته في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا لخدمة الاسلام ولخدمة الامام(ع) ولممارسة الطاعة انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة