البث المباشر

شرح فقرة: "ولا كشف ما سترت... ولا أقول لم وكيف وما بال ولي الامر لا يظهر وقد إمتلأت..."

السبت 14 سبتمبر 2019 - 14:47 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " ولا كشف ما سترت... ولا أقول لم وكيف وما بال ولي الامر لا يظهر وقد إمتلأت " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الذي يقرأ في زمن الغيبة، غيبة امام العصر(عج)، وقد حدثناك عن جملة مقاطع منه، ونتحدث الآن عن مقطع جديد، سبق ان عرضنا قسماً منه وهو المقطع الذي يأمرنا بان نصبر على معرفة زمن الظهور حتى لا نحب تعجيل ما اخَّر الله تعالى او تأخر ما عجله، الى ان يقول المقطع (ولا كشف ما سترت، ولا البحث عما كتمت، ولا انازعك في تدبيرك، ولا اقول لم وكيف وما بال ولي الأمر لا يظهر وقد امتلأت الارض من الجور وافوض أموري كلها اليك...).
هذا المقطع من الدعاء يتضمن كما هو واضح تحديد الوظيفة التي ينبغي ان نمارسها في غمرة دعائنا لولي العصر وظهوره(ع) حيث يأمرنا الدعاء بجملة أمور ينظر خلالها الى طبيعة الاستجابات الصادرة من البشر عبر تطلعهم الى ظهور الامام(ع)، حيث لاحظنا في لقاء سابق بان الدعاء يأمرنا بالا نتعجل ما اراد الله تعالى تأخيره ولا تأخير ما اراد الله تعالى تعجيله، وهكذا بالنسبة الى سائر الاستجابات التي تصدر الشخصية الاسلامية عنه، حيث ذكر الدعاء الذي لاحظناه قبل قليل انماطاً من الاستجابات التي ينهانا الدعاء عنها مثل الا نتطلع الى كشف ما ستره الله تعالى والا نبحث عما كتمه تعالى، ولا ننازعه في تدبيره، ولا نقول لم وكيف؟ وما بال ولي الامر لا يظهر وقد امتلأت الارض من الجور.
هذه النواهي التي لاحظناها في مقطع الدعاء يجدر بنا متابعتها حتى نلتزم بما امر الله تعالى، وننتهي عما نهانا الله تعالى عنه حيث يتمثل الالتزام بالعبارة الاخيرة التي ختم الدعاء بها وهي: (وأفوض اموري كلها اليك) ... هذه العبارة هي ما أمر تعالى به، واما ما نهى عنه تعالى، فيحتمل في المواقف الآتية...
اولاً: الا نتطلع الى كشف ما ستره الله تعالى عنا، ترى: ماذا تعني هذه العبارة؟
العبارة تقرر بوضوح ان الله تعالى ستر عن الخلق موعد ظهور الامام(ع)، لجملة امور منها ما يتوقع من ممارسات الاعداء حيث نرى في سنواتنا المعاصرة ما يحاول العدو من ممارسات مضحكة يخيل اليه بانها تحتجر او تؤخر الامام عن الظهور.
ثانياً: الا نبحث عما كتمه الله تعالى ... وهذه العبارة من الوضوح بمكان ايضاً حيث انها تخاطب الشخصيات التي تتطلع الى معرفة ظهور الامام(ع) ولكنها تجهل بان الأمر لا ضرورة لأعلانه ... ولذلك طالبنا الدعاء بالا نبحث عما كتمه الله عنا من حيث التحديد لساعة الظهور.
ثالثاً: الا ننازعه في تدبيره تعالى؟ أي الا نقحم انفسنا في امور لا علم لنا بها وما ترتب عليها من المصلحة بل ان الله تعالى هو المدبر وليس البشر.
رابعاً: الا نتساءل لم وكيف وما بال ولي الامر(ع) لا يظهر مع ان الدنيا قد امتلأت من الفساد والجور.
هذه التساؤلات او الاسئلة الفضولية ينبغي الا تصدر عنا أي لا نسأل ليته لا يظهر في هذه الساعة او تلك، ولا نسأل كيف يظهر(ع) من حيث التحديد ولا نسأل قائلين (ما بال ولي الامر(ع) لا يظهر وقد امتلأت الارض جوراً وفساداً).
هذه الاسئلة ونحوها تجسد فضولاً من البشر لان الله تعالى وهو العالم غيرالمعلم وكما اكد الدعاء ذلك هو العارف بالصالح اما نحن فلتصورنا وتقصيرنا ومحدوديتنا فلا نملك حقاً في السؤال لم وكيف ومتى ... ان معرفتنا بان الارض قد أمتلأت جوراً وفساداً لا تسمح لنا بان نقترح على الله تعالى ما هو اعرف به منا.
اذن تبين لنا بوضوح ما تضمنه مقطع الدعاء من نواهٍ نهانا عنها بالنسبة الى تحديد ساعة الظهور بل طالبنا بان نفوض امورنا جميعاً الى الله تعالى. وفعلاً يتعين علينا ان نكف عن الاسئلة المذكورة، وان نفوض امورنا الى الله تعالى، وان ندرب ذواتنا على استمرارية الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة