البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك..."

السبت 14 سبتمبر 2019 - 13:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة وما تتضمنه من الموضوعات المرتبطة بعقائدنا واخلاقنا، ومن ذلك: الدعاء الذي يقرأ في غيبة امام العصر(ع)، حيث قدمنا جملة مقاطع منه، ونواصل تقديم مقطع آخر عرضناه في لقاء سابق ونحدثك عنه الآن ...
يقول المقطع بعد ان يتوسل بالله تعالى بان يهدينا بولاية من فرض طاعتهم علينا من ولاة امره بعد رسوله(ص) وهم الائمة عليهم السلام: (اللهم فثبتني على دينك، واستعملني بطاعتك، وليّن قلبي لولي امرك، وعافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي امرك الذي سترته عن خلقك ...) هذا المقطع من الدعاء يحتاج الى توضيح ولو بالنحو العابر ...
العبارة الاولى القائلة: (اللهم فثبتني على دينك) جاءت ـ كما لاحظنا ـ بعد التوسل بالله تعالى بان يهدينا بولاية من فرض طاعتهم علينا من ولاة امره بعد رسول الله تعالى.
وهذا يعني ان ولاة الأمر وهم الأئمة عليهم السلام ينبغي علينا ان نواليهم ومعنى الموالاة ليس مجرد المحبة، بل الالتزام بما امرونا به وهي الطاعة لله تعالى أي: الالتزام بما رسمه الله تعالى من المبادئ ... ولذلك سرعان ما جاءت العبارة بعدها (واستعملني بطاعتك) ... هنا يتعين على قارئ الدعاء ان ينتبه الى النكتة او الدلالة المهمة ونعني بها طاعة الله تعالى فالموالاة للأئمة عليهم السلام لا تتفضل عن الطاعة لله، بل ان الطاعة لله تعالى هي التي قادتنا الى الموالاة للنبي والائمة عليهم السلام، فالطاعة هي ان نلتزم بجميع ما امرنا به من السلوك ومن جملته موالاة النبي والائمة عليهم السلام ... ثم ماذا بعد ذلك؟
الجملة اوالعبارة الثالثة من المقطع تقول (وليّن قلبي لولي امرك ...)، هذه العبارة لها اهميتها الكبيرة لانها تتويج لما سبق من التوسلات ... كيف ذلك؟
العبارة الاولى: هي الثبات على الدين وهي الاصل العبارة الثانية هي استعمال الطاعة.
العبارة الثالثة: هي تليين القلب لولي الأمر.
طبيعياً ولي الامر هنا هو الامام المهدي(عج). بيد ان الدعاء بعد ان استشهد بولاة الامر جميعاً وهم الائمة الذين ذكر الدعاء اسماءهم (وتلوناها عليك في اللقاء السابق) ... ذكرنا ان الثبات على الدين هو: المطلوب ثم ذكرنا بان الثبات يترتب على ممارسة واستمرارية الطاعة... ثم اتجه الى الموضوع المستهدف في الدعاء وهو احد ولاة الامر الذي ستره الله عن خلقه ...
والان لنرى بعد ان رأينا الاسلوب الذي اتبعه الدعاء في الانطلاق من طاعة الله تعالى والنبي(ص) الى ولاة الامر عليهم السلام الى ولي الامر (صاحب العصر) الذي هو موضوع الدعاء فماذا حدثنا عنه؟ او لنقل كيف جعلنا نتعامل مع هذا الموضوع؟
بدأنا نتعامل مع الموضوع على النحو الآتي: (لين قلبي لولي امرك) ثم (وعافني مما امتحنت به خلقك) ثم (وثبتني على طاعة ولي أمرك) ...
فهنا: تليين للقلب؟ ثم المعاناة مما امتحن به الله تعالى خلقه، ثم الثبات على طاعة امام العصر.
الملاحظ هنا: (من الزاوية النفسية) ان القلب هو الجارحة التي توجه سلوك الشخص في عواطفه لذلك طالب الدعاء اولاً او لنقل توسل الدعاء بالله تعالى اولاً ان يلين قلوبنا لامام العصر، لان القلب اذا لم يلنْ لا يستطيع التواصل مع الحق، فاذاً الآن القلب بدأ الاستعداد لتصدير المحبة الى الآخر ... وها نحن بعد ان لانت قلوبنا نتوسل به تعالى ان يثبتنا على التواصل مع الحق، وهو الطاعة فقال: (وثبتني على طاعتك) ولكن بعد ان ثبت الدين واستعملت الطاعة ولان القلب لامام العصر، جاء توسل آخر هو: المعاناة مما امتحن به الله تعالى خلقه، أي: الذين لم يهتدوا الى الحق ممن انحرف عن طاعة الله ورسوله وولي امره ... واذا تحقق هذا الامر حينئذ تجيء مرحلة اخرى ونهائية هي: الثبات على طاعة ولي الامر بعد المعاناة من الانحراف عن ولاة الامر.
ولهذا يكون الدعاء قد اوصلنا الى مرحلة هي: ان نثبت على طاعة امام العصر ... وبعدها تجيء مستويات اخرى من الدعاء نحدثك عنها في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
اما الآن فحسبنا ان ندعو الله تعالى بان يثبتنا على طاعته، وطاعة النبي(ص) وطاعة المعصومين اولي الامر ومن ثم خاتمهم الامام المهدي(عج)، وان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة