البث المباشر

شرح فقرة: وتغنيني بذلك عن المطالب المنكرة

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 10:43 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وتغنيني بذلك عن المطالب المنكرة

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وتغنيني بذلك عن المطالب المنكرة " من دعاء عالي المضامين.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الجامعة وهي ما يطلق عليها اسم الجامعة الكبيرة الخاصة للائمة عليهم السلام، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة من الدعاء وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى يرزق قارئ الدعاء رزقاً واسعاً ونعمة سابغة ثم يقول عن النعمة المذكورة وتغنيني بذلك عن المطالب المنكرة والموارد الصعبة، هذه الفقرة من الدعاء تحتاج الى توضيح مهم وهذا ما نبدأ به الآن ...
من البين ان الناس يحتاج بعضهم الى الآخر بحيث لا يمكن لاي شخص ان يحيا بغير التعاون مع الآخر سواء منذ ولادة الطفل ومروراً بتربيته ونشئته وانتهاء باستقلاله ولكن مع حاجته الى الآخر في ميدان التعليم والاقتصاد والاجتماع وما الى ذلك، من هنا فان حاجة الانسان الى الاخر تفرض ضرورتها أي ان الانسان ما دام بحاجة الى اشباع متطلبات حياته حينئذ لابد من الاستعانة بالله تعالى بنحو عام ثم تسخير الله تعالى لعبده ما يحتاج اليه من مساعدة الآخر، بيد ان المهم جداً هو ان الانسان المؤمن العزيز وعليه الا يذل نفسه في سبيل اشباع حاجاته، ولهذا ورد الحث في النصوص الاسلامية على ان تكون الحاجات المطلوبة مرهونة بيد اشخاص مؤمنين ممن ينزعون الى الخير وليس الى الشر وهذا ما يتجسد في التوصية الاسلامية القائلة بما معناه لا تقلاللهم اغنني عن خلقك بل قل اغنني عن شرار خلقك أي لا يمكن للانسان ان يستغني عن الاخرين ولكن لتكن حاجته لدى اهل الخير وليس اهل الشر، هذا بنحو عام ولكن من زاوية ثانية ترد نصوص عامة تحث المؤمن على الاتجاه بعامة الى الله تعالى بحيث ان الله تعالى هو الذي سيساعد عبده على انجاز حاجاته وهو ما نبدأ بتوضيحه ايضاً.
تقول فقرة الدعاء المذكور وتغنيني بذلك عن المطالب المنكرة والمطالب الصعبة، ترى ما معنى هذا الكلام؟ 
الجواب هو: ان قارئ الدعاء عندما يتوسل بالله تعالى بان يتابع عليه النعمة يتوسل بان يتحقق ذلك بالوسائل الميسرة والمريحة وليس بما هو نكد او صعب من الوسائل، وهذا يعني ان تحقق النعمة من الممكن ان يكون سهلاً ومريحاً وذلك بتوفر الوسائل المناسبة لذلك، فمثلاً من الممكن ان تحصل الشخصية على مال او صنيعة او حياة غير نكدة وغير صعبة كذلك من الممكن ان تحصل على ذلك بصعوبة من هنا فان التوسل بالله تعالى بان يجعل مطالب الشخصية ومواردها ميسرة يعني ان يهيء الله تعالى لعبده ما يحقق ذلك بسهولة ويسر كما لو جاء رزقه واسعاً من دون تعب يذكر او اهديت اليه الدار الوسيعة او تحصيل الزوجة المؤمنة والاولاد الصالحين وهكذا.
قبالة ذلك نجد - والعياذ بالله تعالى - ان النعمة قد تتحقق للشخص ولكنها مقترنة بالذل او بصعوبة الحصول على الرزق الواسع او حصوله بالمنة عليه من الاخرين او حصوله بعد عسر ونكد وهكذا.
اذن عندما يتوسل العبد بالله تعالى بان يجعل مطالبه أي طموحاته غير منكدة وبان يجعل موارد الحصول غير صعبة، أي الحصول السهل على ما يحتاج الشخص اليه، نقول عندما يتوسل قارئ الدعاء بالله تعالى بتحقيق آماله بان تكون سهلة ومريحة انما يكشف لنا مدى حرص الادعية على جعلنا متوسلين بالله تعالى بان يحقق لنا اعظم طموحاتنا غير مقترنة بما هو صعب، وهذا ما يدل بوضوح على سعة رحمته تعالى بعبده.
ختاماً نسأل الباري تعالى ان يشملنا برحمته وان يوفقنا الى طاعته والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة