البث المباشر

شرح فقرة: وترزقني... جاهاً عريضاً منيعاً

الأربعاء 11 سبتمبر 2019 - 10:33 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وترزقني... جاهاً عريضاً منيعاً

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وترزقني... جاهاً عريضاً منيعاً " من دعاء عالي المضامين.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الجامعة أي الجامعة الكبيرة الخاصة بائمة اهل البيت عليهم السلام.
وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه وترزقني الى قوله (جاهاً عريضاً منيعاً ونعمة سابغة عامة)، ان هذا القسم من الدعاء يتضمن مطلبين احدهما التوسل بالله تعالى بان يرزق قارئ الدعاء جاهاً عريضاً ومنيعاً كما يرزقه نعمة سابغة عامة والسؤال المهم جداً هو كيف نوفق بين كون المؤمن لا يبحث عن الجاه او السمعة او الموقع الاجتماعي وبين توسله بالله تعالى بان يرزقه جاهاً؟ 
الجواب: سنوضحه الان بالتفصيل، هناك فرق بين كونك تطلب جاهاً وبين كونك تطلب موقعاً اجتماعياً كالشهرة بين الناس او تسلم منصب سياسي او اجتماعي او سواهما مما هي افراز للذات وللمصلحة الفردية ان الاسلام طالما يحث الشخصية المؤمنة على الغاء ذاتها وعدم البحث عن الموقع الاجتماعي بل البحث عن الموقع الالهي أي الشخصية المؤمنة تطمح ان تحتل موقعاً عند الله تعالى وليس الناس وهذا مبدأ من الوضوح بمكان، ولكن ما نعتزم توضيحه الآن هو ان فقرة الدعاء تطلب من الله تعالى جاهاً والجاه يحتمل معنيين احدهما السمعة والموقع الاجتماعي والآخر الموقع الخدمي أي ان تكون لك منزلة بين الناس تحترمك من خلالها بحيث تستطيع ان تتوسط لدى الاخرين لتقضي حاجات الفقراء او المحتاجين الى انجاز معاملاتهم ولذلك فان المقصود هنا هو ان يرزق الله تعالى عبده امكانية خدمة الناس من خلال موقعه الاجتماعي في البلد وهذا امر لا علاقة له بحب الذات او السمعة بقدر ما له علاقة بحب الآخرين والحرص على انجاز حاجاتهم.
يبقى بعد ذلك ان نتساءل عن خصائص هذا الجاه الذي طلبه قارئ الدعاء، فما هي هذه الخصائص؟
الدعاء يتوسل بالله تعالى ان يرزقه جاهاً بهذين الوصفين، وهما كونه عريضاً وكونه منيعاً فما هو المقصود من هاتين السمتين؟
بالنسبة الى الجاه العريض فان المنصرف الى الذهن من الكلمة المذكورة هو يرمز الى الجاه الوسيع كما هو واضح، وهذا بالنسبة الى الجاه العريض ولكن ماذا بالنسبة الى الجاه المنيع؟ الجاه المنيع معناه الموقع الحصين الذي يمتنع من اقتحامه أي يتميز بالحصن القوي وبالحد المانع من وصول الاذى اليه واذ نقلنا هذا الرمز الى الجاه، حينئذ نستخلص بان المقصود هو ان تكون للشخصية منزلة حصينة بحيث لا يردها احد في محاولاتها لانجاز حاجات الاخرين.
فانت من الممكن ان تكون لك شهرة واسعة عند الناس ولكنها لا تسمح لك بان تستثمرها للخدمة وهذا على العكس مما لو كنت تمتلك جاهاً منيعاً تستطيع من خلاله ان تفرض ارادتك على الآخرين وتحملهم على انجاز الحاجات التي كنت الواسطة فيها بالنسبة الى الموضوع.
اذن الجاه المنيع والعريض يعني انك تمتلك موقعاً عند الناس متسماً بالتقدير وبالمحبة بحيث تستطيع ان تستثمره لخدمة الاخرين.
ختاماً نسأل الباري تعالى ان يجعلنا كذلك وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة