البث المباشر

شرح فقرة: وتصونني... من العاهات والآفات

الأحد 8 سبتمبر 2019 - 15:34 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وتصونني... من العاهات والآفات

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وتصونني... من العاهات والآفات " من دعاء عالي المضامين.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بعبارة دعاء عالي المضامين وهو خاص بقراءته بعد زيارة الائمة عليهم السلام ونعني بذلك الجامعة الكبيرة، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونواصل حديثنا عن الجديد منها لقد انتهينا في لقاءات سابقة الى مقطع بدأ بعبارة اسألك يا رب توبة نصوحاً الى ان يقول وتصونني من العاهات والآفات والامراض الشديدة والاسقام المزمنة.
ان هذه العبارات الفتها ووضوحها في الظاهر تنطوي على نكات متنوعة يجدر بقارئ الدعاء ان ينتبه اليهما حيث ان الامراض والاسقام والعاهات والآفات تعد كلمات تتردد على الالسن كثيراً ولكن كما نتوقع فان الكثير من قراء الادعية لا معرفة لديهم بالفارق بين الامراض والاسقام او بين العاهات والآفات لذلك من الاجدر ان نحدثك عن هذه الجوانب ان المرض والسقم بمعنى واحد من حيث الدلالة المشتركة بينهما وهي فقدان الصحة او العافية، ولكن الفارق بينهما هو ان السقم هو المرض الطويل بينما المرض هو الاعم من ذلك أي قد يكون قصيراً كالاعراض الطارئة على البدن جملة ايام وقد يطول ولعل قارئ الدعاء يتساءل لماذا لم يكتف بعبارة المرض بل تعداه الى السقم ايضاً؟ 
الجواب هو: ان الادعية حريصة على ان تتناول جميع المستويات التي يطمح قارئ الدعاء الى تحقيقها او يطمح الى ازالتها في حالة الشدائد وهذا الحرص يفسر لنا لماذا يطلب قارئ الدعاء او يتوسل بالله تعالى ان يزيل عنه المرض البسيط وكذلك المرض غير البسيط بمعنى ان قارئ الدعاء يفتخر او يتعزز بالله تعالى بان يحقق له اهدافه الصغيرة والكبيرة وهذا فيما يتصل بالفارق بين الامراض والاسقام ولكن ماذا بالنسبة الى الفارق بين العاهات والآفات؟
العاهة هي كل نقص او عيب بدني كالعمى والعور والعرج اما الآفة فهي الاعم من ذلك أي تشمل كل ما هو مفسد ومضر من العاهات وسواها وهذا يعني ان قارئ الدعاء يتوسل بالله تعالى ان يدفع عنه كل ما هو مضر ومفسد سواء أكان ذلك بسيطاً او شديداً بعد ذلك نواجه عبارات جديدة تقول وجميع انواع البلاء والحوادث هنا يتعين علينا ان نتوقف قليلاً لملاحظة هذه العبارة الجديدة أي ما هو بلاء وما هو حوادث حيث ان الامراض والاسقام والعاهات تعد امراضاً تصيب الشخصية في بدنها غالباً اما البلاء واما الحوادث فهي اعم كما هو واضح من الاعراض البدنية حيث تشمل كل ما هو شدة في حياة الانسان والسؤال هو ماذا نستخلص من الفوارق بين البلاء وبين الحوادث؟ هذا يتطلب جانباً من التوضيح.
قلنا ان البلاء والحادثة هما اعم من الشدائد التي تصيب الانسان في بدنه او حياته المادية والمعنوية فالبلاء هو شدة تصيب الانسان ولكنها قد تكون ايجابية اذا استهدف منها صعود درجة الايمان وقد تصبح عكس ذلك كما لو اصاب الانسان بلاء يسقطه من عين الله تعالى كالجزع منه مثلاً او كعقوبة لما مارسه الشخص من الذنوب وهذا فيما يتصل البلاء من حيث دلالته الايجابية والسلبية.
اما الحادثة فهي مادية في الغالب كالزلزلة او الطوفان او الصاعقة او حتى الحوادث الفردية التي تسلب الامن للشخصية كايذاء الاعداء واعتدائهم مثلاً.
اولئك جميعاً تكشف لنا بوضوح بان فقرات الدعاء المذكور تحصر على جعل قارئ الدعاء مزهواً في ثقته بالله تعالى بانه يتكفل بقضاء جميع حوائجه البسيطة والمهمة.
ختاماً نسأل الباري تعالى ان يوفقنا الى مرضاته وممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة