البث المباشر

شرح فقرة (وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه)

الأربعاء 7 أغسطس 2019 - 11:05 بتوقيت طهران
شرح فقرة (وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه)

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه " من دعاء الصباح.

 

لا نزال نحدثكم عن الادعية المباركة ومنها دعاء الصباح للامام امير المؤمنين(ع)، حيث يطفح الدعاء المذكور بالصور الاستعارية والرمزية المتنوعة بشكل ملحوظ وهو عنصر له اهمية في تعميق معاني الدعاء وفي جعل دلالاته ترشح باكثر من تفسيير وتأويل وقد تابعنا هذا الدعاء في لقاءاتنا السابقة بحسب تسلسله حيث بدأ الدعاء بالحديث عن الله تعالى من حيث ابداعه لظاهرة الصباح واردفها بالحديث عن ظاهرة المساء أي حدثنا عن اقبال النهار وادبار الليل....
واما الآن فيحدثنا الدعاء عن ظواهر اخرى ترتبط بشكل او بآخر بظاهرة الصباح وهذا في العبارة القائلة عن الله تعالى (وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه) وفي العبارة القائلة (وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه)...
هنا نلفت نظركم الى ان عملية الوصف لاية ظاهرة كونية تقترن بجملة مهمات منها الاشارة الى عظمته تعالى ومنها اشباع الحسي الجمالي لدى قارئ الدعاء حيث لاحظنا كيف ان الصباح يتحدث بلسان شروقه وكيف ان الليل يتوارى قطعاً قطعاً بظلامه ... والآن نرى كيف ان الفلك تتحرك في ابراجه والشمس تنشر شعاعها ....
لكن الجمالية تظل في الواقع مجرد وسيلة لهدف اكبر هو عظمته تعالى في ابداعه كما انها من جانب آخر تتداعى بالذهن الى الهدف الاشد لصوقاً بممارستنا العبادية الا وهو تعميق دلالة التوحيد والتواصل مع الله تعالى.
والآن الى هاتين الظاهرتين ظاهرة الفلك وظاهرة الشمس فماذا نلحظ ونستخلص ونستهدف؟
بالنسبة الى اشارة الدعاء حيال الفلك الدوار في مقادير تبرجه نستطيع ان نستخلص اكثر من دلالة واكثر من تفسير فقد يقصد الدعاء من اشارته الى دور الفلك منازلة المقسمة الى اثني عشر منزلاً بحيث نستخلص من عبارة التبرج المصطلح الفلكي البرج وقد نستخلص منها أي التبرج اظهار المحاسن وفي الحالتين فان المعطيات المترتبة على دوران الفلك لا تحتاج الى توضيح ما دامت حركة الوجود اساساً ينتظمها دوران الفلك ولذلك اذا اخذنا عبارة التبرج بمعناها الجماليا واظهار الجمال فان الاشباع لحاجتنا للجمال يتحقق من خلال ذلك... وهذا كله فيما يرتبط بالفلك.
واما ما يرتبط بالشمس فان الموضوع نتبينه على النحو الآتي ...
بالنسبة الى الشمس من حيث معطياتها المادية والجمالية فضلاً عن توليدها في الاذهان الاحساس بعظمة الله تعالى علينا ان نتبين ما يلي:
تقول العبارة عن الله تعالى في ابداعه لظاهرة الشمس وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه.
هنا نلحظ المصطلحات الآتية الشعاع الضياء النور التأجج وهي المصطلحات تتصل جميعاً بظاهرة الشمس ولكننا نتوقع منكم ان تثيروا تساؤلاً حول ما يمكنان نستفيد منه بالنسبة الى هذه الظاهرة.
ونجيبكم قائلين: الشمس ظاهرة لا تحتاج الى بيان من حيث صلتها بالوجود وبحياتنا نحن البشر من حيث دلالة حياتنا بالنسبة الى ممارسة الوظيفة العبادية فاذا كانت الشمس ترتبط باستمرارية حياتنا فان الامر ليتضح بجلاء من حيث انعكاساته على وظيفتنا العبادية لكن لنتجه الى البعد الجمالي للظاهرة ...
يقول النص: ان الله تعالى شعشع ضياء الشمس بنور تأججه...
والسمة الجمالية الاولى هنا هي انه تعالى نشر شعاع الشمس وهو على هيئة خطوط ممتدة... شعشع الضياء المذكور بنور تأججه.
هنا: نحسبكم ايضاً تتساؤلون عن المقصود من الضياء والنور والتأجج .. ونجيبكم اما الضياء فهو ما يجسد مباشرة طاقة الانارة واما النور فهو يستمد بنحو غير مباشر من الله تعالى من الضياء ولهذا يكون المقصود هو انه تعالى نشر ضياء الشمس بما التهبا او بما اشتد من حر من خلال النور المتأجج بهذا الشأن بهذا نستخلص اكثر من دلالة منها ظاهرة تأجج النور أي ظاهرة الحرارة ومعطياتها ومنها معطى النور ذاته بما انه انارة وليس حرارة فحسب ...
اذن: الظاهرة الجمالية المتمثلة في نشر اشعة الشمس خيوطاً ممتدة في الافاق ثم الظاهرتان الزاخرتان بالعطاء الكبير المرتبط بحركة الوجود من انارة ومن حرارة او لتلك جميعاً تحمل قارئ الدعاء على تمجيد الله تعالى في عظمة ابداعه وفي معطيات الابداع المذكور ومن ثم تحملنا على مواصلة وظيفتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة