البث المباشر

ابن معتوق الموسوي

الأحد 21 يوليو 2019 - 11:38 بتوقيت طهران

خبير البرنامج: الدكتور سعد الشحمان
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه تبارك وتعالى نستعين مستمعينا مستمعاتنا في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أحبتي ها هو ذا اللقاء يتجدد معكم وما أحلاه من لقاء بين من جمعهم حب الشعر وعشق القوافي والرغبة الجامحة في سبر العوالم الشعرية حيث الكلمة الصادقة والأدب الملتزم والصور الفنية الرائعة التي تفتن المتأملين وتسحر ألباب الناظرين، ندعوكم أيها الأحبة يامن رافقتمونا طيلة حلقات البرنامج وكنتم خير عون لنا على مواصلته، ندعوكم الى أن تتكرموا بمرافقتنا عند ما أعددناه لكم في حلقة هذا الأسبوع من بديع الشعر العربي عبر برنامجكم الأسبوعي سير القصائد، رافقونا.

لابر في الحب ياأهل الهوى قسمي

ولا وفت للعلى إن خنتكم ذممي

وإن صبوت الى الأغيار بعدكم

فلا ترقت الى هاماتها هممي

وإن خبت نار وجدي بالسلوي

فلا ورت زنادي ولا أجرى النهى حكمي

ولاتعفر بالهوى لوني كمداً

إن لم يورده دمعي بعدكم بدمي

ولا رشفت الحميا من مراشفها

إن كان يصبو فؤادي بعد بعدكم

خلعت في حبكم عذري فألبسني

تجردي في هواكم خلعة السقم

ما صرت بالحب بين الناس معرفة

حتى تنكر فيكم بالضنا علمي

لقد قضيتم بظلم المستجير بكم

ويلاه من جوركم ياجيرة العلم

أما والسود ليال فيها غدائركم

طالت عليّ فلم أصبح ولم أنم

ياجيرة البان لابنتم ولابرحت

تبكي عليكم سوراً أعين الديم

ولاإنجلى عنكم ليل الشباب

ولا أفلتم يابدور الحي من إظم


المحاورة: أحبتي الأبيات الغزلية في ظاهرها والتي تفيض رقة وصدقاً وعذوبة وتشهد لقائلها بمقدرة لاحدود لها في هذا اللون من الشعر، هي لشاعر العهد العثماني وأديبه، شاعر أهل البيت عليهم السلام السيد إبن معتوق الموسوي وإن شئتم فقولوا أبي معتوق الموسوي. الشاعر الذي نبغ وأجاد في عهد خيم عليه الإنحطاط في الأدب وآل أمره الى الضعف والجفاف، الشاعر الذي سيحدثنا عنه وعن مكانته وخصائصه الشعرية التي ميزته عن سائر الشعراء ضيف البرنامج الذي شرفنا بحضوره في الستوديو الأستاذ الدكتور سعدي الشحمان، أرحب بك دكتور أهلاً بك
الشحمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاورة: عليكم السلام والرحمة
الشحمان: وعلى المستمعين الأكارم وانا ايضاً لي الشرف في أن أجدد اللقاء بكم.
المحاورة: هذا شرف لنا دكتور
الشحمان: عسى أن تنفعكم وتنفع المستمعين المعلومات التي سندلي بها
المحاورة: شكراً جزيلاً دكتور، نعم أرجو دكتور أن تزيدونا نحن والمستمعين الكرام علماً حول هذا الشاعر.
الشحمان: حديثنا في هذه الحلقة من البرنامج حول شاعر من شعراء العهد التركي او العهد العثماني، بعد عصر الإنحطاط او عصر المماليك وهو ايضاً يعتبر العصر التركي من الناحية الأدبية والعلمية بشكل عام يعتبر من عهود الإنحطاط التي مرت بالأدب العربي لذلك فأن هذا الشاعر وهو إبن معتوق الموسوي او كما تفضلتم أبو معتوق الموسوي ولكنه إشتهر بهذه الكنية إبن معتوق، هو السيد شهاب الدين، كان أديباً وشاعراً وكما ذكر المؤرخون وأرخوا له وذكروه في كتبهم كان يعتبر شاعر العراق في عصره، كان شاعراً متميزاً في عهد خيم عليه الظلام والانحطاط أكثر مما خيم عليه في عصر المماليك. الأدب إنحدر كثيراً في ذلك العهد العثماني. كما ذكرنا عاش في القرن الحادي عشر الهجري وكما ذكر البستاني في دائرة المعارف، يقول عن هذا الشاعر إنه كان من أعيان القرن الحادي عشر. إمتاز برقة شعره، جمع في شعره بين خصوصيتين، هي الرقة والفخامة والجزالة والفصاحة في شعره ومال الى الإكثار من إستخدام الصناعات البديعية والبلاغية في أشعاره. تحدث عنه خير الدين الزركري في كتابه الشهير الأعلام، ذكر أنه كان من أهل البصرة وبالمناسبة الشاعر مولود أصلاً في مدينة الحويزة التي تقع الآن في خوزستان في الجمهورية الاسلامية في ايران ولكن كانت هذه المنطقة تعتبر منطقة واحدة في ذلك الوقت وكانوا يقولون إنه من أهل البصرة. كان له ديوان شعر جمعه ولده معتوق وايضاً ذكره صاحب كتاب تاريخ آداب اللغة العربية وهو جرجي زيدان، قال عنه إنه مشهور برقة شعره. في الحقيقة هذا الشاعر نظم في الكثير من الأغراض والموضوعات ولكن شعره تركز على المدائح والمراثي بالدرجة الأولى وله بعض المتفرقات والمقطعات الشعرية. اذا ما طالعنا ديوانه الذي طبع في مصر مرتين، في القاهرة وفي الأسكندرية، ركز في شعره على مدح حاكم زمانه في ذلك الوقت، حاكم مدينة الحويزة السيد علي خان الذي كان من الأسرة المشعشعية او من السادة المشعشعيين الذين حكموا خوزستان لفترة من الفترات وجمعوا حولهم الشعراء، والقسم الثاني من شعره خصصه لمدح اهل البيت عليهم السلام والدفاع عنهم. نذكر بعض المختارات من شعر هذا الأديب وهذا الشاعر من مثل قوله في الغزل كما قلنا له شعر رقيق وخاصة في الغزل، يقول في هذا المجال:

ولي قمر منير ضاع مني

بنقطة خاله المسكي نسكي

تقبأ بالظلام لأجل خذلي

وعمم بالصباح لأجل هتكي


الشحمان: له ايضاً في مدح الحاكم الذي ذكرناه وهو علي خان، يقول:

ليث الشرى قبس تهمي أنامله

غيث الندى مورد أشهى من العسل

بدر البها أفق تبدو كواكبه

شمس الدنا صبح ليل الحادث الجلل

طود النهى عند بيت المال صاحبه

صنت الثنا زينة الأجيال والدول


الشحمان: ومن شعره في مدح اهل البيت عليهم السلام وخاصة الامام علي عليه السلام وذكر في هذا الشعر واقعة غدير خم يقول الشاعر:

نور مبين قد أنار دجى الهدى

ظلم الضلالة في ظلال سراجه

وغدير خم بعد ما لعبت به

ريح الشكوك وآض من لجلاجه

أمطرته بسحابة سميتها خير المقال


الشحمان: هنا خير المقال موضوعة بين قوسين

أمطرته بسحابة سميتها

خير المقال وضاق في أمواجه

وأبنت في نكت البيان عن الهدى

فأريتنا المطموس من منهاجه

وكذلك منتخب من التفسير

لم تنسج يدا احد على منساجه


الشحمان: على كل حال هذا الشاعر والأديب يعتبر من الشعراء البارزين والمتميزين اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار العهد الذي عاش فيه والذي شهد فيه إنحطاط الشعر والأدب وتدهوره أكثر من العهود التي سبقت. وهذا هو قصارى ما نستطيع قوله حول هذا الشاعر.
المحاورة: نعم كل الشكر والتقدير نقدمه لكم دكتور سعدي الشحمان على هذه المعلومات القيمة التي تفضلت بها حول الشاعر إبن معتوق الموسوي وشعره. والان أستأذنكم دكتور في التواصل معنا ومع مستمعينا الكرام عبر المزيد من أبيات قصيدة الشاعر والتي يلج الموضوع الرئيس لها وهو مدح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار في أبيات تذكرنا وتستدعي الى أذهاننا ميمية شرف الدين البوصيري في مدح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم رغم أن شاعرنا الموسوي لم يقل عن صاحب البردة براعة في إبتكار المعاني والتصوير والصدق في التعبير عن مشاعره، تابعونا مستمعينا الكرام بعد الفاصل.

صبح الوجوه مصابيح تظنهم

ذر الجيوب على أقمار ليلهم

اذا إكتسى الليل من لئلائهم ذهباً

أجرى السراب لجيناً فوق أرضهم

كأن ام نجوم الأفق ولدت

أنثى ولاذكراً إلا بحيهم

او أن نصر الدجى بيضاته سقطت

للأرض فإستحضنتها في خدورهم

محمد أحمد الهادي البشير ومن

لولاه في الغي ضلت سائر الأمم

مبارك الاسم ميمون مآثره

عمت فآثارها بالغور والأكم

طوق الرسالة تاج الرسل خاتمهم

بل زينة لعباد الله كلهم

سرت بمولده ام القرى فنشأ

في حجرها وهو طفل بالغ الحلم

هو الحبيب الذي جننت فيه هوى

يا لائمي في هواه كيف شئت لوم

أرى مماتي حياتي في محبته

ومحنتي وشقائي أهنئ النعم


المحاورة: أيها الأحبة وصلنا وإياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامجكم سير القصائد وهنا اتقدم بالشكر الجزيل لضيف البرنامج الدائم الدكتور سعدي الشحمان، دكتور شكراً لكم
الشحمان: حياكم الله، لاشكر على واجب إن شاء الله نلتقيكم في الحلقات القادمة.
المحاورة: إن شاء الله في الحلقة القادمة من البرنامج. مستمعينا الكرام حتى الملتقى أطيب التحيات وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة