البث المباشر

موقف الشيخ الشهيد فضل الله النوري عند اعدامه

السبت 13 يوليو 2019 - 11:21 بتوقيت طهران
موقف الشيخ الشهيد فضل الله النوري عند اعدامه

عندما جاءت ساعة تنفيذ حكم الاعدام للرجل الشامخ آية الله الشيخ فضل الله النوري رحمه الله وكان الناس المغلوبون على امرهم يتفرجون على الموقف من بعد ويحول بينهم وبين منصة الاعدام رجال الشرطة.
احضروا الشيخ بعمامته البيضاء وعباءته، وكان يمسك بعصاه ومحاطاً بالشرطة .. يمشي مشية الصامدين وكان الصبر يمشي متمثلاً في رجل، ثابت القدم، بارد الاعصاب، مطمئن النفس، سليم القلب.
هكذا وصفه اعداؤه الذين انبهروا بقوة شخصيته الايمانية العظيمة، وقد نقلوا تلك اللحظات كما يلي: القى الشيخ النوري نظرة على الناس المتجمهرين ثم نظر الى السماء وتلا قوله تعالى: "وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد".
ثم خطا نحو المشنقة .. وكان الوقت ساعة ونصفاً قبل غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر رجب الحرام عام 1327هـ، يوم ميلاد الامام علي بن ابي طالب امير المؤمنين(ع).
وفي هذه الاثناء عصفت رياح شديدة وكانت لحيته البيضاء الطويلة تتجاذبها الرياح يمنة ويسرة وفجأة نادى الشيخ خادمه من بين الناس، فأخذ يشق الصفوف حتى اوصل نفسه الى الشيخ وقال: نعم سيدي: فخمد ضجيج المتجمهرين، لينظروا ما شأن الشيخ مع خادمه فرأوه قد ادخل يده في جيبه واعطى خادمه "ختمه" الذي كان يوقع به رسائله وبياناته فامره ان يكسر الختم كيلا يقع بعد شنقه بيد اعدائه فيزورون به اراءه ومواقفه للناس ولمن يأتي من بعده انه حقاً لمن المواقف البطولية الفريدة من نوعها. فنفذ الخادم طلب الشيخ امام عين الشيخ وعلى مرأى من الناس.
عند ذلك رمى الشيخ عصاه على الارض، ثم خلع عباءته السوداء الرقيقة الصيفية ورماها امام الناس ثم اركبه الشرطة على ظهر بغلة استعداداً للشنق فأخذ يخطب في الناس عشر دقائق .. فمما قاله لهم "الهي اشهد انني قلت للناس ما لزم لي قوله، الهي كن شاهداً انني اقسمت للناس بقرآنك الكريم الهي اشهد لي في هذه اللحظات الاخيرة فاني اكرر قولي لهم، ان القائمين في هذه الحكومة اناس ليس لهم دين، وقد اضلوا الناس بدعاياتهم، ان اساس هذه الحكومة مخالف للاسلام، وليبقى الحكم بيني وبينكم عند النبي محمد بن عبد الله(ص)".
وهنا اخذ الشيخ عمامته ورفعها بيده يلوح بها امام الناس وهو يخاطب العلماء، انه اذا سلبوا مني هذه العمامة، اعلموا انهم سوف يسلبونها منكم يوماً ثم رماها الى الناس.
وفي هذه الاثناء وضعوا حبل المشنقة في رقبة الشيخ، وحركوا البغلة من تحته ورفعوا الحبل، فاصبح الشيخ معلقاً مشنوقاً، وهبت الرياح بشدة وارتفع الغبار من الارض وكان الجو حاراً والناس يتصببون عرقاً.
يضيف راوي هذه اللحظات، اننا رأينا فيما بعد كيف ابتلي كل من ساهم في هذه الجريمة، فتورط في مشاكل لم يحسب لها حساباً من قبل.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة