البث المباشر

عباس إبن امير المؤمنين سلام الله عليه

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 13:18 بتوقيت طهران

السلام عليك يا قمر بني هاشم ويا فتى الحسين يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
تحية مباركة وتقبل الله اعمالكم وأنتم تعظمون شعائر الله بالمشاركة في شعائر المحلمة الحسينية في موسمها الاكبر في شهري محرم وصفر.

أقسمت بالله الاعز الاعظم

وبالحجون صادقاً وزمزم

وبالحطيم والفنا المُحرّم

ليخضبّن اليوم جسمي بدمي

دون الحسين ذي الفخار الاقدم

إمام أهل الفضل والتكرم

هذا ما أورده الخوارزمي الحنفيّ في كتابه (مقتل الحسين (عليه السلام)) ينسبه الى ابي الفضل العباس سلام الله عليه، صاحب النخوة الايمانية، والشهامة العلوية الهاشمية، والذي سُمع يوم نزل الى ساحة الطف يحمل على القوم وهو يقول:

أنا الذي أعرف عند الزمجرة

بابن عليّ المسمى (حيدرة)

فأثبتوا اليوم لنا يا كفرة

لعترة الحمد وآل البقرة


كذلك نسبت هذه الآيات اليه يوم حمل القربة الى العيال:

لله عين رأت ما قد أحاط بنا

من اللئام وأولاد الداعيات

يا حبذا عُصبة جادت بأنفسها

حتى تحل بأرض الغاضريات

الموت تحت ذباب السيف مكرمة

إذا كان من بعده سكنى الجنات

هو ذلكم العباس، ابن علي سيد الاوصياء، وحفيد أبي طالب شيخ الاباطح، حامي الرسول والرسالة، أما النبي الاكرم صلى الله عليه وآله، فهو ابن عم ابيه، وأما الصديقة الكبرى فاطمة صلوات الله عليها فهي زوجة أبيه الاولى وأم اخوته لأبيه. فماذا يُنتظر من أبي الفضل العباس إلا المعالي في الخصال، والا المآثر في المواقف والافعال وهو سليل أعراق فاحت كرماً وجداً وهدى، وتقوى وعلى، فنشأ في طيب عنصره راسخ الايمان شديد البأس في الله، مقداماً شجاعاً، ناسكاً عابداً، بين عينيه الكريميتين اثر السجود، وفي عينيه بريق الوفاء والفداء والنبل.
ويكفي أن يقول الامام الحسين (عليه السلام) فيه وفي أهل بيته ليلة عاشوراء: "أما بعد، فإني لا اعلم أصحاباً اوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من اهل بيتي، فجزاكم الله عني خيراً".
ثم قال (عليه السلام): "ألا وإني لأظن يوما ً لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لمن فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا".
فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك ابداً. بدأهم بهذا القول العباس بن علي (عليه السلام)، واتبعه الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه وكانوا عند قولهم ذاك مخلصين صادقين، ثابتين مستميتين، حتى استشهدوا جميعاً:

لهفي لركب صرعوا في كربلاء

كانت بهم آجالهم متدانية

تعدو على الاعداء ظامية الحشى

وسيوفهم لدم الاعادي ظامية

نصروا ابن بنت نبيهم طوبى لهم

نالوا بنصرته مراتب سامية

قد جاوروه ها هنا بقبورهم

وقصورهم يوم الجزا متحاذية

*******

أحبتنا اذاعة طهران نواصل تقديم الحلقة اخرى من برنامج آل هاشم في طف كربلاء فننقل الميكرفون الى اتصال هاتفي بخطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي، لكي يحدثنا عن بعض مقامات مولانا فتى الحسين ابي الفضل العباس سلام الله عليه إنطلاقاً مما تحدث عنه رابع ائمة العترة المحمدية الامام زين العابدين (عليه السلام):
المحاور: معكم الحلقة السابقة من برنامج "آل هاشم في طف كربلاء" ومعنا على خط الهاتف خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي لكي يحدثنا عن بعض مقامات مولانا فتى الحسين ابا الفضل العباس سلام الله عليه، انطلاقاً مما تحدث عنه رابع ائمة العترة المحمدية الامام زين العابدين (عليه السلام).
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، روي عن الامام زين العابدين (عليه السلام) انه قال رحم الله عمي العباس فلقد جاهد وآثر وفدا اخاه بنفسه حتى قطعت يداه فابدله الله بجانحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، وان لعمي العباس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء والصديقين يوم القيامة، في هذا الحديث يشير الامام زين العابدين الى المكانة السامية الى عمه العباس، وان كلمة جميع هذه من ادوات العموم جميع الشهداء يغبطون العباس على منزلته لماذا؟ هل الامام زين العابدين من خلال حبه لعمه يريد ان يبالغ في هذا المعنى؟ طبعاً كلا، الامام قوله حجة وفعله حجة وتقريره حجة، اذن لماذا جميع الشهداء يغبطون العباس على منزلته؟ طبيعي بلا شك لان الاخلاص ولان الموقف الذي وقفه قمر العشيرة والمبالغة في النصيحة لامام زمانه وهو الامام الحسين، هذه الامور وغيرها جعلت للعباس سلام الله عليه هذه المنزلة السامية الرفيعة، وكشاهد على ذلك ما تقول في رجل كان قلبه وكانت اعشائه كصالية الغظى من شدة الظمأ والعطش مع ذلك يملك الشريعة يأتي يغرف يحس ببرودة الماء ولكنه مع ذلك لم يشرب ويقول: "يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت او تكوني، هذا حسين وارد المنون، وتشربين بارد المعين، هيهات ما هذا فعال ديني"، بهذا الموقف في الحقيقة في الكلام سهل ولكن في التطبيق العملي الانسان محتاج الى الماء ما هو المنع ان يلتذ ويشرب ليتقوا على الاعداء لكن ابت نفسه الزكية ان تلتذ بالماء وامام زمانه الحسين في حالة من العطش والظمأ، هذا في الحقيقة موقف بلا شك وهذا الموقف وهذه النصيحة ينبغي ان يكون في مقابله ان الله عز وجل يجعل له المقام والمنزلة، الشهداء يغبطونه على تلك المنزلة، ثم الامام قال ابدله الله بجناحين، اشارة الى الكفان اللتان سقطتا من ابا الفضل العباس في يوم عاشوراء، الله عز وجل عوضه عنهما بهذه الكرامة في الجنة، سلام على شهيدنا البطل المقدام يوم ولد ويوم استشد ويوم يبعث حياً، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.
شكراً لضيفنا الكريم خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي على مشاركته في الحلقة السابعة من برنامج "آل هاشم في طف كربلاء"، وحديثنا فيها عن قمر الهاشميين وحامل الراية الحسينية المقدسة ابا الفضل العباس سلام الله عليه، فنتابع معاً قصة حضور العلوي في ملحمة الطف.

*******

شكراً لضيفنا الكريم خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي على مشاركته في الحلقة اخرى من برنامج آل هاشم في طف كربلاء وحديثنا فيها عن قمر الهاشميين وحامل الراية الحسينية المقدسة ابي الفضل العباس (سلام الله عليه) فنتابع معاً قصة حضور العلوي في ملحمة الطف ويوم عاشوراء.
خرج شمر بن ذي الجوشن بين الصفيّن فنادى: أين بنو اختنا؟ أين العباس وإخوته؟ يريد بذلك استمالتهم اليه أو افرادهم عن الامام الحسين أو تحييدهم، وكان له نسب مع أم البنين الكلابية، فلم يجبه أحد.
فقال الامام الحسين لاخوته: أجيبوه ولو كان فاسقاً، فقام اليه العباس فقال له: ما تريد؟!
قال شمر: أنتم آمنون يا بني اختنا.
فقال له العباس: لعنك الله ولعن أمانك! أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟!
وتكلم اخوته عبد الله وجعفر وعثمان بنحو كلامه، ثم رجعوا الى مواقعهم، فيما خاب شمر في طمعه بهم بعد أن اخذ لهم أماناً من عبيد الله بن زياد، وقد بعثه اليهم فأخبروا رسوله برأيهم: لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سمية!
ويكفي العباس سلام الله عليه شهادة الامام الصادق (عليه السلام) في حقه حيث قال: "كان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الايمان".
وفي الوقت ذاته كان مخلصاً ومواسياً، ووفيّاً ومفدياً وفيه ايضاً قال الامام الصادق يشهد له ويزوره: "أشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك، فنعم الاخ المواسي".
وكان من مواساته لاخيه صلوات الله عليهما أن نفسه لم تشته الماء وهو على ظمأ شديد وقد تذكر عطش اخيه الحسين وعطش العيال، فواساهم ويده تمر على الماء البارد في ذلك الحر الشديد، فلم يكن همه عندها الا ملء القربة وإيصالها الى ظمأى آل البيت الى الحسين وآل الحسين.
يقول السيد الموسوي المقرم: قد أفادنا خطاب الصادق (عليه السلام) أن مفاداة أبي الفضل ومواساته لم تكن لمحض الرحم الماسة والإخاء الواشج، ولا لأن الحسين سيد اسرته وكبير قومه، وإن كان في كل منها يُمدح عليه هذا الناهض، لكنها جمعاء كانت مندكة في جنب ما أثاره (عباس البصيرة) من لزوم مواساة صاحب الدين، والتهالك دون دعوته، سواءً كانت المفاداة بعين الله سبحانه، أو تحت راية الرسول أو أمام الوقت، وكل بعين الله وعن مرضاته جلّ شأنه، وقد اجتمعت في مشهد الطفّ تحت راية الامام الحسين (عليه السلام).
أجل، فكان من أبي الفضل فضائل، شجاعة غيورة، وبصيرة ثاقبة، وهمه نبيلة، وإقدام واع ٍ، وروح فادية. فواسى ونعم ما واسى، حتى اذا استشهد كان وقع ذلك عظيماً على أخيه ابي عبد الله الحسين!
وفي ذلك يقول أحد أحفاد العباس (عليه السلام):

أحقّ الناس أن يبكى عليه

فتى أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده علي

أبو الفضل المضرج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شيء

وشاطره على عطش بماء

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة