البث المباشر

قاسم إبن الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام

الثلاثاء 21 مايو 2019 - 11:31 بتوقيت طهران

لا تركنن الى الحياة

إن المصير الى الممات

واعمل وكن متزوداً

بالباقيات الصالحات

واغنم لنفسك فرصة

تنجو بها قبل الفوات

واذكر ذنوبك موقناً

أن لا سبيل الى النجاة

إلا بحب بني النبي

المصطفى الغر الهداة

جار الزمان عليهم

فرماهم بالفادحات

هذا قضى قتلاً، وذاك

مغيبا ً خوف العداة

بعض بطيبة والغري

قضى، وبعض بالفرات

ظام ٍ تجرعه العدى

صاب الردى بالمرهفات

لم أنس إذ ترك المدينة

خائفاً شرّ الطغاة

ونحا العراق بفتيةٍ

صيدٍ ضراغمةٍ حماة

من كل أبيض في غصون

جبينه أثر الصلاة

كالقاسم ابن المجتبى

حلو الشمائلأ والصفات

ولقد بنى يوم الطفوف

على الميمنة لا الفتاة

حناؤه دم رأسه

والشمع اطراف القناة

لهفي على وجناته

بدم الوريد مخضبات

جاء الحسين به الى

خيم النساء الثاكلات

فخرجن ربات الحجال

من المضارب باكيات

يندبنه.... لهفي على

لك النساء النادبات

وكان من ابطال يوم عاشوراء، بيّ شهم أبت غيرته أن يرى أعداء الله يتقدمون لقتل اولياء الله، دون ان يتقدم للجهاد بين يدي امامه. ذلك هو القاسم ابن الامام الحسن المجتبى سبط رسول الله وريحانته، وسيد شباب اهل الجنة، ابن امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليهم أفضل الصلاة والسلام. فتكون بذلك فاطمة الزهراء عليها السلام جدته، ويكون رسول الله صلى الله عليه وآله جده الاعلى. أما امه فالمرأة الجليلة رملة (رضوان الله عليها) وهي التي خرجت من المدينة برفقة العقيلة المكرمة زينب بنت امير المؤمنين تواسي الركب الحسيني في فاجعة الطف العظمى بكربلاء.
والقاسم هذا رضوان الله وسلامه عليه ورد له ذكر طيب حسن في عيون مصادر المسلمين، كإقبال الاعمال للسيد ابن طاووس، والارشاد للشيخ المفيد، وتاريخ الطبري، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصفهاني، ومروج الذهب للمسعودي، ومقتل الامام الحسين (عليه السلام) للخوارزمي الحنفيّ غيرها من عيون الكتب. قد ذكر فيها أن القاسم بن الحسن الزكيّ هو أخو ابي بكر بن الحسن المقتول قبله، والذي قتله عبد الله بن عقبة الغنويّ عليه تترى لعائن الله وملائكته.
ولسيدنا القاسم فتى الحسن المجتبى سلام الله عليه مقامات سامية تكشف عنها الشذرات القليلة التي سجلتها المصادر المعتبرة من سيرته (عليه السلام) يوم كربلاء، فله في الملحمة الحسينية مواقف لا يمكن ان تصدر عن غير أبناء اهل بيت النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله).

*******

وها نحن احباءنا نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج آل هاشم في طف كربلاء بالاستماع لحديث قصير عن هذا المقامات من خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي:
المحاور: ايها الاخوة والاخوات نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج "آل هاشم في طف كربلاء" بالاستماع لحديث عن هذه المقالات من خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، القاسم بن الامام الحسن البطل المقدام الشاب الذي لم يبلغ الحلم، ابن الامام الحسن المجتبى بن امير المؤمنين، هذا الشاب في الحقيقة ينبغي ان نأخذ من حياته الدروس والعبر وخصوصاً الشباب المؤمن الرسالي، هذا الذي سمع اغاثة عمه الحسين فاقبل الى عمه مسرعاً فسأله الحسين بني قاسم اتمشي برجلك الى الموت؟
قال: يا عم وكيف لا امشي برجلي الى الموت وقد اراك وحيداً وقد احاطت بك الاعداء.
الموقف الذي نستلهم منه الدروس والعبر، ان هذا الشاب عشق الشهادة واحب الامام الحسين حباً بحيث قدم نفسه رخيصاً في ليلة عاشوراء، حينما خطب الامام الحسين اصحابه واخبرهم في يوم غد انهم سوف ينالوا ويحظوا بالشهادة، قام القاسم وقال: يا عم أأنا ممن يستشهد يوم غد.
انظروا الى عشق هذا الشاب الحسني الهاشمي للشهادة في سبيل الله وفي سبيل الاسلام.
قال: أأنا ممن يستشهد في يوم غد؟
قال: ولدي كيف منزلة الموت عندك؟
قال: احلى من العسل.
يعني اذا كانت في هذا الطريق ان اكون شهيداً بين يديك فاحلى من العسل، حينما سمع منه الحسين (عليه السلام) قال: ولدي قاسم نعم انت ممن يستشهد في يوم غد، وحتى ولدي عبد الله الرضيع يأتون به اليَّ فبينما انظر اليه اذ يرميه احدهم بسهم فيذبحه من الوريد الى الوريد، القاسم بن الامام الحسن الحقيقة حياته دروس وعبر، الشباب يستلهم من شجاعة القاسم دروس الاباء والعزة والكرامة، هذا الذي حينما برز الى القوم وانقطع شسع نعله ابا ان يمشي ويقاتل وهو في هذه الحالة اخذ يصلح نعله وهو في ساحة المعركة، يعني لم يعبأ بالاعداء ولم يكترث بهم، وهذا ان دل على شيء انما يدل على الشجاعة الحسنية وعلى الغيرة الحسينية التي تمتع بها هذا الشهيد البطل المقدام القاسم، وما ادراك ما القاسم، من هنا صار السلف الصالح يخصص ليلة في ليالي المحرم وهي ليلة الثامن عادة تكون باسم القاسم بن الامام الحسن المجتبى عليهم السلام، فسلام على القاسم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين.

*******

لقد تناولت كتب المقاتل قصة شهادة القاسم بن الامام الحسن (عليه السلام) بشيء من التفاوت، ما بين ايجاز وتفصيل، واستعراض وتصوير، واختلاف في تعيين قاتله وهنا يكون الاوفق أن يمر القارئ على معظم مصادر التآريخ والمقاتل والسير.
ونأتي هنا ـ اولاً ـ الى كتاب (الارشاد) فنجد الشيخ المفيد يكتب فيه:
قال حميد بن مسلم: فبينا كذلك (أي بعد شهادة عدة ٍ من آل أبي طالب في ساحة كربلاء)، إذ خرج غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده سيف، وعليه قميص وإزار، وفي رجليه نعلان قد انقطع شسع أحدهما.
قال حميد: فقال لي عمر بن سعد بن نفيل الازديّ: والله لأشدنّ عليه.
فقلت: سبحان الله! وما تريد بذلك؟! دعه، يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يبقون على احد منهم.
فقال: والله لأشدنّ عليه!
فشدّ عليه، فما ولى حتى ضرب رأس الغلام بالسيف ففلقه، ووقع الغلام لوجهه فقال: يا عمّاه!
فجلى الحسين كما يجلى الصقر، ثم شدّ شدة ليث أغضب، فضرب عمر بن سعد بن نفيل بالسيف، فاتقاها عمر بالساعد فقطعها من لدن المرفق، فصاح عمر صيحة ً سمعها اهل العسكر، ثم تنحى الحسين عنه. وحملت خيل الكوفة لتستنقذ عمر بن سعد الازدي، فتوطأته بأرجلها حتى مات.
قال حميد بن مسلم: وانجلت الغبرة.
فرأيت الحسين قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، والحسين يقول له: بُعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدُّك.
ثم قال: عزّ ـ والله ـ على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك! صوت ـ والله ـ كثر واتره، وقلّ ناصره!
ثم حمل الحسين (عليه السلام) القاسم على صدره (والكلام لحميد بن مسلم)، وكأنيّ أنظر الى رجلي القاسم يخطان الارض، فجاء به حتى وضعه مع ابنه علي الاكبر والقتلى من اهل بيته.
وفي كتاب (الملهوف على قتلى الطفوف) كتب السيد ابن طاووس:
قال الراوي: وخرج غلام كأن وجهه شقة قمر، فجعل يقاتل، فضربه ابن فضيل الازديّ على رأسه ففلقه، فوقع الغلام لوجهه وصاح: يا عماه! فجلى الحسين (عليه السلام) كما يجلى الصقر، ثم شد شدة ليث اغضب، فضرب ابن الفضيل بالسيف، فاتقاها بالساعد فأطنه من لدن المرفق، فصاح ابن فضيل صيحة يمعه اهل العسكر، وحمل اهل الكوفة ليحملوا صاحبهم ويستنقذوه، فوطأته الخيل حتى هلك.
«وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ».
وثمة روايات اخرى لقصة استشهاد مولانا فتى الحسينين القاسم بن الحسن المجتبى عليهما السلام، وقد روتها المقاتل المعتبرة وهي تشتمل على اشارات مهمة أخرى نستلهم منها دروس الكرامة والسعادة الحقيقية.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة