البث المباشر

دعوات سلمان للإهتداء إلى سبيل النجاة

الثلاثاء 14 مايو 2019 - 12:16 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد أرحم الراحمين، وصلواته وتحياته على وسائل عباده إليه محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأحباء ورحمة الله، يسرنا أن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لرواية اهتداء سلمان المحمدي إلى حبيبه المصطفى – صلى الله عليه وآله –، فهي تشمل على ذكر عدة دعوات إستجابها الله عزوجل له لكي يبلغه مناه في الإهتداء للصراط المستقيم. كونوا معنا.
أعزائنا رواية إسلام سلمان مشهورة نقلتها كثير من المصادر المعتبرة ونحن ننقلها هنا من كتاب العدد القوية للعالم التقي الشيخ علي بن يوسف الحلي من علماء الإمامية في القرن الهجري السابع، قال – رضوان الله عليه –: قال محمد الفتال: كان عند تربة النبي (صلى الله عليه وآله) جماعة فسأل أميرالمؤمنين (عليه السلام) سلمان عن مبدأ أمره؟ فقال: كنت من أبناء الدهاقين بشيراز، عزيز على والدي، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن عيسي روح الله، وأن محمدا حبيب الله. قال: فرصف – أي نفذ – حب محمد لحمي ودمي، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق من السقف، فسدلت أمي عنه، فقالت: لا تقربه، فإنه يقتلك أبوك. فلما جن الليل أخذت الكتاب، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا عهد من الله إلى آدم، أنه خالق من صلبه نبيا يقال له: محمد، يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان، يا روزبه أنت وصي عيسي، فامن واترك المجوسية. قال: فصعقت صعقة شديدة، فأخذني أبي وأمي وجعلاني في بئر عميقة وقالا إن رجعت وإلا قتلناك، وضيقا علي الأكل والشرب.
ونبقى مستمعينا الأفاضل مع سلمان المحمدي وهو يحكي قصة استجابة الله لأولى دعواته للإهتداء إلى الحق ولقاء الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله –، قال – رضوان الله عليه: فلما طال أمري دعوت الله بحق محمد ووصيه أن يريحني مما أنا فيه، فأتاني آت عليه ثياب بيض، فقال: قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله، وأن محمدا حبيب الله، فقال الديراني – أي الراهب الذي في الصومعة –: يا رزوبه اصعد. فصعدت إليه فخدمته حولين، فقال: إني ميت أوصيك براهب أنطاكية فاقرأه مني السلام، وادفع إليه هذا اللوح وناولني لوحا. فلما فرغت من دفنه أتيت الصومعة – أي صومعة راهب أنطاكية – وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فقال لي يا روزبه اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين فقال: إني ميت، فقلت له: علي من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول مقالتي في الدنيا، وأن ولادة محمد قد حانت فإذا أتيته فاقرأه مني السلام، وادفع إليه هذا اللوح.
ثم يعرفنا سلمان المحمدي بدعوة ثانية استجابها الله له لكي ينقذه من كيد يهودي أراد قتله بعد أن وقع في ملكه وهو في طريقه للوصول إلى الحبيب المصطفى ويبدو أن هذا القسم من قصته قد حصل بعد البعثة وهجرة النبي الأكرم وظهور عداوة يهود يثرب له – صلى الله عليه وآله – ولوصيه أميرالمؤمنين الذي اشتهر بأمر الوصاية: قال سلمان: (فلما فرغت من دفنه، صحبت قوما لما أرادوا أن يأكلوا شدوا شاة فقتلوها بالضرب، فقالوا: كل فقلت: إني غلام ديراني – أي من أهل التعبد والرهبان –، وأن الديرانيين لا يأكلون اللحم ثم أتوني بالخمر، فقلت مثل ذلك، فضربوني وكادوا يقتلونني. فأقررت لواحد منهم بالعبودية فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من يهودي فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت: ليس لي ذنب سوى حبي محمدا ووصيه، فقال اليهودي: وإني لأبغضك وأبغض محمدا، والكلام لليهودي ثم أخرجني إلى باب داره وإذا رمل كثير. فقال والله لئن أصبحت ولم ينقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك. قال فجعلت أحمل طول ليلي، فلما أجهدني التعب سألت الله تعالى الراحة منه، فبعث الله ريحا فقلعت ذلك الرمل إلى ذلك المكان، فلما أصبح نظر إلى الرمل فقال: أنت ساحر خفت منك، فباعني من امرأة سليمة لها حائط – أي بستان – فقالت لي: افعل بهذا الحائط ما شئت فكنت فيه إذا أنا بسبعة رهط تظللهم غمامة، فلما دخلوا كان رسول الله وأميرالمؤمنين وأباذر والمقداد وعقيلا وحمزة وزيدا. فأوردتهم طبقا من رطب فقلت: هذه صدقة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كلوا وأمسك رسول الله وأميرالمؤمنين وحمزة وعقيل. ووضعت طبقا آخر فقلت: هذه هدية فمد يده وقال: بسم الله كلوا. فقلت في نفسي بدت ثلاث علامات، وكنت أدور خلفه إذ التفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا روزبه تطلب خاتم النبوة وكشف عن كتفه فإذا أنا بخاتم النبوة معجونا بين كتفيه عليه شعرات. فسقطت على قدميه أقبلها فقال لي: أدخل إلى هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله: تبيعينا هذا الغلام، فلما أخبرتها قالت قل لا أبيعه إلا بأربعمائة، مائتي نخلة صفراء، ومائتي نخلة حمراء، فأخبرته بذلك. فقال: ما أهون ما سئلت، قم يا علي فاجمع هذا النوى كله، فأخذه فغرسه ثم قال له، إسقه فسقاه، فلما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضا. فقال لها: خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا فنظرت وقالت: والله نخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك. فقلت لها: والله إن يوما مع محمد أحب إلي منك ومن كل شيء أنت فيه فأعتقني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسماني سلمانا.
انتهى أحبائنا الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامجكم (دعوات وإجابات) استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران شكرا لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة