البث المباشر

روية الله عزوجل

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد الأمين وآله الأبرار الميامين وأهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
سأل أميرالمؤمنين علياً عليه السلام ذعلب اليماني فقال: هل رأيت ربَّك ياأميرالمؤمنين ؟ فقال عليه السلام: أفأعبدُ مالاأرى؟ فقال: وكيف تراه؟ فقال: "لاتدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان. قريب من الأشياء غير ملامس، بعيدٌ منها غير مباين، متكلم لابرويَّةٍ، مريد لابهمَّةٍ، صانع لابجارحةٍ، لطيف لايوصف بالخفاء، كبير لايوصف بالجفاء، بصير لايوصف بالحاسَّة، رحيم لايوصف بالرّقّة، تعنو الوجوه لعظمته وتجب القلوب من مخافته".
مستمعينا الأعزاء: في كلماته البليغة البديعة هذه يصف الامام عليه السلام الباري تعالى بقوله: (لاتدركه العيون بمشاهدة العيان): فقد تنزه سبحانه من أن تراه العيون، فانها غير قادرة على النظر الى بعض مخلوقاته كالروح وقرص الشمس وغير ذلك. (ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان)، أي العقائد المستقيمة الراسخة باليقين. و(قريب من الأشياء): المراد بذلك علمه وإحاطته بها. و(غير ملامس): فانَّ قربه منها لايستوجب الدنّو والملامسة كما هو الحال في الأجسام. و(باينهُ): أي فارقه والمراد: فهو سبحانه مع عظيم إرتفاعه عنا عالم بأحوالنا، مطلع على أعمالنا قال تعالى: ومايعزب ُعن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولاأكبر إلا في كتاب مبين). والروية: أي التفكير، و(مريد لابهمَّة) والهمَّة: العزم والإهتمام.
مستمعينا الأكارم: وأما قوله عليه السلام، (صانع بلا جارحه): أي ان مصنوعاته ليست ناشئة عن استخدام جارحة، وإنما هي ناشئة عن أمره سبحانه، قال عزَّ من قائل: "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ". (النحل ٤۰)
و(اللطيف): ماأتصف بالخفاء والرقّة، وقد تنزه عن ذلك. والمراد: انه اللاطف بعباده بسُبوغ النعم. و(بصير لايوصف بالحاسَّة): ليس الغرض من كلامه عليه السلام مشابهة المخلوقين بالجوارح، وانما المراد من بصره علمه وإحاطته بالخلائق، قال سبحانه: " لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ". (انعام ۱۰۳)
و(رحيمٌ لايوصف بالرقة)، والرّقّة: الإنفعال النفساني ورقة القلب، وقد تنزه سبحانه عن ذلك، والمراد: رحمته بالمؤمنين. و (تعنو الوجوه لعظمته) وتعنو: أي تخضع، و(تجبُ القلوب من مخافته) وتجب: أي تخفق وتضطرب.
نسأله تعالى أن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، إنه سميع مجيب.
أيها الأحبة الكرام: انتهى الوقت المخصص للبرنامج، نشكركم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة