البث المباشر

الذنوب وزوال النعم

الثلاثاء 7 مايو 2019 - 09:09 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الأبرار، أهلاً بكم أيها الأعزاء في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام:"أيها الناس، إن الدنيا تغر المؤمل لها، والمخلد إليها، ولاتنفس بمن نافس فيها، وتغلب من غلب عليه. وأيم الله ماكان قوم قط في غض نعمةٍ من عيشٍٍ فزال عنهم إلا بذنوبٍ آجترحوها، لأن الله ليس بظلام للعبيد ولو أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا إلى ربهم بصدقٍ من نياتهم ووَلَهٍ من قلوبهم، لرد عليهم كل شاردٍ وأصلح لهم كل فاسد".
مستمعينا الأعزاء في كلماته البليغة النورانية هذه يحذرنا الامام عليه السلام من الإغترار بالدنيا وارتكاب الذنوب، فقوله – عليه السلام – الدنيا تغر: أي تخدع، والمؤمل لها، أي الذي طال أمله فيها، وقد ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه واله وسلم: إن أخوف ماأخاف عليكم اثنان: إتباع الهوى وطول الأمل. (والمخلد إليها): أي المطمئن بها. و(تنفس): اي تضن وتبخل، و(نافس فيها): اي بذل جهده في الحصول عليها.
(وتغلب من غلب عليها): أي تقهر من اشتمل عليها، والمراد: إنها تكافي الحريصن عليها بالحرمات منها. و(في غض نعمة): أي في سعة ورفاهية. و(بذنوب أجترحوها): أي اكتسبوها. و (النقم): أي العقوبة، و(فزعوا): أي استغاثوا. (و وله من قلوبهم): والوله، إشتداد الحزن يقال: وَله زيد: أي اشتد حزنه حتى ذهب عقله. و(ردَّ عليهم كل شارد) يقال: شرد البعير، أي نفر وأستعصى، والمراد: ينبغي لمن واجهته المصائب، وألمت به النكبات، أن يتوجه إلى الله تعالى، ويستغفر من ذنوبه، ويغيّر سّئ أعماله، كما حصل لأمة يونس عليه السلام .
ونبقى -مستمعينا الأكارم – مع كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام الهادية الى سبيل الرشاد حيث يقول: (وإني لأخشى عليكم أن تكونوا في فترةٍ وقد كانت أُمورٌ مضت ملتُم فيها ميلة كنتم فيها عندي غير محمودين، ولئن رُدَّ عليكم أمركم إنكم لسعداءُ و ما علي إلا الجهد! ولو أشاءُ أن أقول لقلتُ، عفا الله عما سلف). مستمعينا الأفاضل: الفترة: هي المدة التي تقع بين زمنين، قال تعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ"(المائده ۱۹) ….. قال الطبرسي: -أي على انقطاع من الرسل، و دروس من الدين والكتب، ومراد كلامه عليه السلام: تشبيه حالهم وبعدهم عن الشريعة بالذين عاشوا في أدوار جاهلية، وبعد عن مناهج السماء. و(ملتم): أي زلتم وحدتم (و غير محمودين): أي استوجبتم الذم، و (رُدَّ عليكم أمركم): أي ماكنتم عليه من دين وصلاح. (و ماعليَّ إلا الجهد): أي السعي وبذل المجهود في تقويمكم، (ولو أشاء أن أقول لقلت): في ظلم من تقدَّمني.
أيها الأعزاء: انتهى الوقت المخصص للبرنامج، شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الإصغاء وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة