البث المباشر

التوسل الى الله باوليائه المقربين ينقذ من الشرك الخفي حوار مع الشيخ محمد السند حول منشأ الاستكبار عن التوسل بالاولياء

السبت 4 مايو 2019 - 08:46 بتوقيت طهران

الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً ولا شريكاً والصلاة والسلام على منقذي عباده من الشرك والالحاد وهداتهم الى صراط التوحيد والرشاد محمد وآله شفعاء العباد واوتاد البلاد.
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم اعزاءنا في الحلقة السابعة من برنامجكم هذا نخصصها للحديث عن اثر التوسل الى الله عز وجل باوليائه المقربين في انقاذ العباد من الشرك الخفي، فلنتدبر معاً اعزاءنا في الآيات الكريمة التالية الآمرة بتعظيم اولياء الله المقربين.
قال عز من قائل: «لئن اقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله قرضاً حسناً لاكفرن عنكم سيئآتكم»وقال جل جلاله: «خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم».
وقال تبارك وتعالى: «الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون». 
وقال سبحانه وتعالى: «انا ارسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً / لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلاً / ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم».
ايها الاخوة والاخوات التدبر في هذه الآيات الكريمة وهي من غرر ومحكمات الذكر الحكيم يهدينا الى الحقائق التالية وهي: 
اولاً: ان الله تبارك وتعالى يأمرنا بتعظيم وتوقير ونصرة رسله واوليائه المقربين عليهم السلام ويعتبر ذلك علامة صدق الايمان بالله ورسله وقد ذكر الراغب في معجم مفردات القرآن ان التعزيز يعني النصرة مع التعظيم والتعظيم هو من ابرز لوازم التوسل بهم الى الله عز وجل.
ثانياً: ان تعظيم وتوقير رسل الله واوليائه المقربين عليهم السلام هو تعظيم وتسبيح لله عز وجل فهو عين التوحيد الخالص.
ثالثاُ: ان الاعمال الصالحة والصدقات هي مفتاح التطهر الذي هو شرط التقرب الى الله عز وجل ولكن الذي يطهر العباد ويزكي المتصدقين هو الذي يأخذ منهم الصدقات أي ان قبول الصدقات مشروط بالتوسل والاستعانة بالذي تكون صلاته على المؤمنين ودعاؤه للمتوسلين به سكناً وطمأنينة لهم تؤهلهم للقرب من الحضرة الالهية فهو وسيلة تكفير سيئاتهم وبلوغهم مراتب الفلاح وهذا معنى عدم قبول الاعمال الا بتولي اولياء الله المقربين وتعظيمهم وتوقيرهم وطلب الدعاء والشفاعة منهم في الدنيا والآخرة.
وعلى ضوء الحقائق القرآنية المتقدمة يتضح ان حقيقة التوحيد الخالص تكمن في عدم الاستكبار عن امر الله عز وجل بتعظيم اوليائه المقربين عليهم السلام والخضوع اليهم وطلب الدعاء منهم وطلب الفوز بصلاتهم على المتوسلين ولكن ما هو منشأ هذا الاستكبار؟ 

*******

الاجابة عن هذا السؤال يأتيكم احباءنا بعد الاستماع لهذا الاتصال الهاتفي الذي اجراه زميلنا مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند.
المحاور: سماحة الشيخ، في الحلقة السابقة اجبتم على شطر من سؤالنا بشأن شبهة الذين يقولون ان التوسل نوع من التعظيم للمتوسل به الى‌ الله وهذا شرك في العبادة وقلتم ان القرآن الكريم ينفي هذه القضية ويأمر بتعظيم الرسول )صلى الله عليه وآله( ويأمر الملائكة بالسجود لآدم، كان لدي سؤال في آخر الحلقة حول هذا فيما يرتبط بالملائكة والسجود لآدم ولكن اصحاب هذه الشبهة يقولون ان وكيف الحال مع سجود بشر للبشر، نحن لا نقول سجود بل خضوع بشر لبشر، فهل في القرآن ايضاً نموذج آخر غير سجود الملائكة لآدم؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، نعم نلاحظ كما يقصه القرآن الكريم لنا في سورة يوسف بالنسبة الى سجود يعقوب وبنيه ليوسف حيث ذكر النبي يوسف في مطلع السورة‌ «اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين» ثم في آخر السورة «فدخلوا عليه» وابدوا هذا السجود، في الشرائع السابقة لن يكن محظوراً. 
المحاور: الساجد والمسجود له انبياء.
الشيخ محمد السند: ان السجود بهذه الهيئة البدنية لا يعني التأليه، لان التأليه يدور مدار قصد نفس الفاعل، يعني النية، انما الاعمال بالنيات، والاهيئة العمل قد الانسان يأتي بهيئة السجود بقصد نية الرياضة، فهذا ليس حالة ‌سجودية ولا حالة عبودية.
المحاور: او سماحة السيد «واخفض لهما جناح الذلة من الرحمة» للوالدين؟ 
الشيخ محمد السند: نعم هذه ايضاً نوع من التذلل، لانه بداعي الرحمة وليس التأليه، الذل ليس تأليه وانما اتى من الرحمة، ‌اذن عملية التألية هي عملية تابعة الى النية بل باطن النية ودواعي النية واما الهيئات البدنية هذه امور قشرية ليست يدور الامر مدارها، نعم نحن موظفون من قبل الشرع ومن قبل الله تعالى ان نحدد حركاتنا البدنية بحسب ما يرسمه الشرع المبين ولكن لا يعني انه لو خالف احداً وابدى هذه الهيئة المخصوصة ‌ووضع الرأس في الارض وماشابه ذلك لا بقصد التأليه ولا بقصد العبودية وانما بقصد التفخيم وان كان هو اتى يأمر لم يشرع ولكن لا يعني ذلك انه أله او اشرك فالشرك والاشراك او التأليه هذا تابع لنية نفس الفاعل فأذا كان من قصدة الاحترام والتوقير لا التأليه هذا لا يعد عبودية ولا يعد تأليه ولو كان هو لا ينفك عن التأليه لكان ما صنعه النبي يعقوب بالنبي يوسف والاسباط لكان تأليهاً للنبي يوسف وحاشا لهم ان يؤلهوا وهم انبياء، فمما يدلل على ان هذه الهيئة المخصوصة ليست هي تلازم التأليه ولا تلازم العبودية ولا تلازم على اية حال الاشراك وما شبه ذلك وانما يطلقها هؤلاء من باب الفوضى في الحديث والفوضى في التفكير والهمجيه في التفكير وانما التألية يدور مدار النية، عمدة التأليه هو القلب والنيه، ما يعتقد القلب عليه من امر ومن فعل ومن قصد والا ليس يدور مدار البدن لان هيئة البدن لا شأن خطير بقدر ما في افعال القلب ونيات القلب وقصد القاصد من دور وشأن ونية.

*******

نتابع اعزاءنا المستمعين تقديم هذه الحلقة من برنامج التوسل الى الله بالاجابة عن السؤال الذي عرضناه آنفاً عن منشأ الاستكبار عن امر الله بتعظيم اوليائه المقربين والتوسل بهم عليهم السلام اليه عز وجل فنقول: ان هذا الاستكبار هو ارث ابليس فالقرآن يخبرنا انه عندما امره الله بالسجود لخليفته في الارض آدم عليه السلام أي بتعظيمه والتوسل بذلك الى الله عز وجل ابى ورفض وصرح القرآن ان سبب رفضه هو الاستكبار والعلو أي انه كان في الواقع معجباً بنفسه عابداً لها.
أي ان ابليس كان قد اشرك في العبادة اذ عبد نفسه واهوائها وكان من الكافرين بعبادة ربه.
لقد امرنا الله تبارك وتعالى بتعظيم وتوقير الحجر الاسود والتقرب الى الله بتقبيله والتوسل اليه عز وجل بالتبرك به وباحجار الكعبة المعظمة وهذا ما يتفق عليه جميع المسلمين، فلماذا ينكر البعض تعظيم وتوقير خيرة خلق الله واوليائه المقربين صلوات الله عليهم والتوسل بهم الى الله والتبرك بهم تقرباً اليه جل جلاله؟ وبأي دليل يرونه شركاً في العبادة ونقضاً للتوحيد الخالص؟ أليس قولهم هذا هو عين الشرك الابليسي الذي كان سبب طرد ابليس من الحضرة الالهية لانه عبد اناه المستكبرة؟‍ 
نترك الاجابة عن هذه الاسئلة لمستمعينا الافاضل ونستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة