البث المباشر

تواضع النبي الاكرم(ص) في التعامل مع الامة خلق الامام الحسين(ع) في توزيع المعونات على المساكين في الليل سراً وبنفسه الموعظة الحسنة في خلق الامام الحسين(ع) في تصحيح اخطاء الآخرين خلق الامام الرضا(ع) في

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:44 بتوقيت طهران
تواضع النبي الاكرم(ص) في التعامل مع الامة خلق الامام الحسين(ع) في توزيع المعونات على المساكين في الليل سراً وبنفسه الموعظة الحسنة في خلق الامام الحسين(ع) في تصحيح اخطاء الآخرين خلق الامام الرضا(ع) في

وصلى الله علي سيدنا وحبيب قلوبنا محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم رحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
حول آداب النبي (صلى الله عليه وآله) واخلاقه روي عن انس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى‌ الله عليه وآله) يجيب دعوة‌ المملوك ويركب الحمار ويلبس الصوف ويعود المريض، وروي ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان اذا عطس خفض صوته وتلقاها بثوبه وخمر وجهه (اي غطاه).

*******

وننتقل الى السبط الشهيد الامام الحسين (عليه السلام) الذي تخلق باخلاق جده الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) فكانت عنده مكانة خاصة للضعفاء والمحرومين لا مثيل لها عند غيره سوى جده وابيه وامه وابنائه المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) اليسوا هم سلسلة ذهبية واحدة من اخلاق نقية متلألأة في عالم الوجود.
ومما سجله لنا التاريخ بدمع الأسى في هذا الخصوص: ورد في احدى الروايات انه وجد على ظهر الحسين (عليه السلام) يوم الطف - بكربلاء- أثر فسئل ابنه زين العابدين (عليه السلام) عن ذلك؟ 
فقال: «هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره - وفيه الخبز والطعام- الى منازل الأرامل واليتامى والمساكين».

توجد لدى بعض الناس أفكار خاطئة عن القضايا الأخلاقية يزعمونها صحيحة، واذا كان البعض يخشى تصحيحها فان الامام الحسين (عليه السلام) ما كان ليخشى من قول كلمة الحق، الا انه (عليه السلام) لم تسمح له اخلاقه الفاضلة الا ان يقولها على نحو الموعظة الحسنة مشفوعة بالرفق، وهذه هي الزاوية المهمة في الاخلاق التي يدعو الاسلام اليها، ان تقول الحق في ثوبه الأخلاقي الحق.
فذات مرة قال عنده (عليه السلام) رجل: ان المعروف اذا اسدي الى غير اهله ضاع. 
فقال الحسين (عليه السلام): «ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر». 
اجل هذه من اخلاق الله تعالى، اما ترى كيف يرزق عباده جميعاً دون النظر الى ايمانهم به او عدمه، فالاخلاق الالهية تقضي بالمعروف الى كل مستحق له، فكم من معروف اسدي الى غير اهله، فجعله من اهله واهتدى، ثم لا ننسى ان الله تعالى لا يضيع اجر المحسنين.

*******

ان جوهر العبادة‌ هو الإخلاص لله سبحانه وتوجه النفس اليه وفناء (الأنا) وما فيها من رغبة وحب وشهوة ونوازع في ذات الله، فالمتعبد المخلص لا تنازعه نفسه في معصية، ولا تكون في موقف مواجه للارادة والمشيئة الإلهية فهي اختيار دائم لإرادة الله وتطابق مخلص معها وشوق مستمر للذوبان والفناء فيها وسعي متواصل للقرب من الله سبحانه وفعل الخير المحبوب لديه.
وأهل البيت (عليه السلام) بما من الله تعالى عليهم من علم ومعرفة به سبحانه وبعظمته كانوا اكثر الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حباً لله وشوقاً اليه واخلاصاً له وسعياً لمرضاته تارة بالكفاح والتضحية والجهاد واخرى بأداء الفرائض والسنن والطاعات وثالثةً بالكف والورع عن محارم الله والشبهات التي قد تقود للوقوع في معصية، فهذا سليل اهل البيت (عليهم السلام) وامام المسلمين علي بن موسي الرضا (عليه السلام) يحدثنا الرواة عنه انه كان اعبد اهل زمانه واكثرهم ورعاً وتقوى، حتى ان خصومه ومناوئيه كانوا يعترفون له بذلك ولا يستطيعون إخفاء هذه الصفة فيه، ومنهم المأمون العباسي، ووصف رجاء‌ بن ابي الضحاك الذي رافق الامام طول سفره من المدينة‌ الى مرو عبادة الامام وتقواه فقال: 
فكنت معه من المدينة الى مرو فوالله ما رأيت رجلاً كان اتقى لله تعالى منه، ولا اكثر ذكراً لله في جميع اوقاته منه ولا اشد خوفاً لله عز وجل منه، وكان اذا اصبح صلى الغداة، فاذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) حتى تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة يبقى فيها حتي يتعالى النهار ثم اقبل على الناس يحدثهم ويعظهم الى قرب الزوال.
والاخلاص في العبادة وتعبيد النفس لله سبحانه واشعارها بالعبودية له وحده، هي الغاية من العبادة لذلك نجد الامام الرضا (عليه السلام) حريصاً على ان لا يعينه احد على تهيئة مستلزمات العبادة ليشعر نفسه بخالص العبودية لله سبحانه، وليربي الآخرين عليها. 
روى الوشاء قال: دخلت على علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وبين يديه ابريق يريد ان يتهيأ منه للصلاة، فدنوت منه - والكلام مازال للوشاء- لأصب عليه فأبى ذلك وقال: مه يا حسن، فقلت له: لم تنهاني ان اصب على يدك، تكره ان اوجر؟ 
قال (عليه السلام): تؤجر انت واوزر انا، فقلت له: وكيف ذلك؟
فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: «فمن كان يرجو لقاء‌ ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة‌ ربه احداً» وها انذا اتوضاً للصلاة وهي العبادة ‌فأكره ان يشركني فيها احد.
واعلم بأنه يكره في الوضوء ان يصب شخص الماء للمتوضيء ونهى الامام (عليه السلام) هذا نهي كراهة.
وفي الختام - ايها الأحبة الكرام- نشكركم على حسن المتابعة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة